شاكر رابح يكتب :حميدتي خصائص قيادية

 

أحداث متسارعة ومهمة يجب الوقوف عندها والتعليق عليها ربما تؤدي إلى إعادة تشكيل مستقبل السودان، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، في الفترة المقبلة وهي فترة انتقالية متقلبة ومعقدة، أولى هذه الأحداث لقاء الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي مع وفد قوى الحرية والتغيير “قحت” والحدث الثاني زيارة القائد إلى تركيا.

وقد كشفت مصادر مطلعة أن لقاء القائد مع وفد الحرية والتغيير كان لقاء مهماً في ظروف أقل ما نقول عنها  أنها عصيبة وقد دار حوار شفاف  وقد بدأ القائد بحديث متفائل وتناول مشاكل مهمة ومعقدة تعتري المشهد السياسي السوداني منها معاش الناس والتفلتات الأمنية، ودعم ونجاح مفاوضات السلام الجارية بين وفدي الحكومة الانتقالية وحركة جيش تحرير السودان شمال “الحلو” بجوبا وإكمال مطلوبات الفترة الانتقالية، وقد طلب الوفد من القائد ضرورة مواصلة دعم وحماية الفترة الانتقالية، وقد أمن القائد علي دعم الفترة الانتقالية حتى الوصول بها الى نهاياتها وصولاً إلى ديمقراطية حقيقية وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في وقتها بعد انقضاء الفترة الانتقالية وفقاً للوثيقة الدستورية. وأن تكون حرة ونزيهة، مؤكداً أنه سوف يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف وأضاف: (همنا الوطن والشعب السوداني وان نكون على قلب رجل واحد لمصلحة السودان)، مشيراً إلى أهمية توسيع اللقاءات لتشمل جميع أطراف الفترة الانتقالية. أعتقد مثل هذه اللقاءات من الأهمية بمكان نسبة لتقلب الأجواء السياسية والاقتصادية ومحاولة بعض الأطراف الداخلية والخارجية زرع الفتن بين مكونات الحكومة الانتقالية ومحاولة إعطاب مسيرتها.

أما الحدث الأبرز والأهم هو زيارة القائد حميدتي إلى دولة تركيا بدعوه منها وحسب مراقبين أن الزيارة كانت ناجحة وحققت مكاسب كثيرة وتأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية  السودانية ــ التركية خاصة أن دولة تركيا تصنف من الدول المتقدمة في مجالات التكنلوجيا الحديثة خاصة الزراعية والصناعية. ورشح في الأخبار أن القائد التقى بالرئيس التركي أردوغان وبحث معه مسار العلاقات وسبل دعمها وتطويرها في كافة المجالات، وفي تصريحات مهمة للقائد مثمناً الأدوار المتعاظمة للشعب التركي تجاه الشعب السوداني، وفي تدوينه له على صفحته على الموقع الإلكتروني فيسبوك قال: (سعدت اليوم بمشاركة الرئيس أردوغان، افتتاح مسجد تقسيم بإسطنبول متزامناً مع احتفالات تركيا بفتح القسطنطينية)، من المهم أن تستفيد الحكومة السودانية من تركيا خاصة في ما يتعلق بمتابعة وتنفيذ الاتفاقيات التي وقعت بين السودان وتركيا في المجالات المختلفة والتي تجاوزت أكثر من 22 اتفاقية ومذكرة تفاهم، هذه الزيارة سوف ترمي حجرًا كبيراً في بركه ماء “علاقة تركيا بالسودان” خاصة أن العلاقات بين البلدين شهدت فتوراً ملحوظاً بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة، هذان الحدثان المهمان يؤكدان بما لا يدع مجالاً للشك أن لدى القائد حميدتي شخصية قيادية ويتمتع بملكة نادرة لا يملكها إلا القليل من السياسيين، وهناك اعتقاد مغلوط أن القائد يولد ولا يصنع وهذا خطأ كبير يقع فيه كثير من الناس واعتقد أن خصائص وصفات القائد الناجح تكتسب بمرور الوقت وتتمثل في كيفية بناء قدراته الذاتية والأداء المتميز فقد ظل القائد متوازناً مع الحزم والغلظة وله قدرة على ضبط النفس كما يمكنه بذكائه الفطري من معرفة نفسيات القيادات السياسية التي تتسيد المشهد السياسي الآن، فقد ظل يقدم المبادرات والحلول لكثير من القضايا المتشابكة، شئنا أم أبينا فإن القائد بحنكته وصبره والمخلصين في الداخل والخارج بإمكانهم وضع معالجات نهائية وجذرية لمشاكل السودان.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى