جعفر باعو يكتب.. بين كورونا والدولار

*ديسمبر 2019 كانت كورونا (حوالينا ولا علينا) ولم يعرفها أهل السودان إلا عبر الوسائط الإعلامية المختلفة.

*كتبت حينها في هذه الزاوية عن توقعات دخول كورونا للسودان وعن فوضى الأسواق ونوم الحكومة في العسل وعدم وجود إجراءات احترازية.

*دخلت كورونا الخرطوم ولم يمنعها أحد وأغلقت البلاد ولم يتوقف حصاد الأرواح لضعف التجهيزات الطبية في مرافقنا الصحية أو بالأحرى انعدامها تماماً.

*وقبل كورونا وحلقاتها كتبنا في هذه المساحة عن ضعف الحكومة الانتقالية وتوقعنا فشلها ووصفنا بالعديد من الأوصاف ولم نهتم لذلك وأثبتت الأيام فشل الحكومة وعدم مقدرتها على إدارة الأزمات المتلاحقة وفي مقدمتها الخدمات الصحية.

*الآن أصبح المواطن بين نارين.. خطر كورونا ولهيب الأوضاع الاقتصادية المتردية وفي الاثنين أثبتت الحكومة فشلها بجدارة.

*الأيام الماضية كانت كفيلة بإثبات عدم التنسيق داخل الحكومة الانتقالية وهي تعلن تعليق المدارس لفترة شهر ثم التراجع التدريجي عن هذا القرار والعام الدراسي في خواتيمه.

*إن سارت الأمور كما هي عليه الآن نتوقع مزيداً من الفشل خلال الفترة الانتقالية ونتوقع مزيداً من الكوارث من كورونا في مرحلتها الثالثة ونتوقع مزيدًا من الضغوط على معاش المواطن والجميع يتهاوى أمام الدولار ونتوقع أن لا نعبر ولا ننتصر.

*إن تفكير الجميع الآن يتجه نحو السيطرة على (جنون) الأسواق وتهاوي الجنيه مع الارتفاع المتواصل في كل شيء دون أن نرى أي تحرك من حكومتنا (الانتقالية) لإيجاد حلول ناجعة “للتماسيح” الجدد.

*كان العام المنصرم “2020” كارثياً على المواطن من حيث انفلات الأسعار وتواصلت كوارث الأسعار هذا العام وإلى دوارة كورونا التي أربكت المشهد الاقتصادي في العالم أجمع بما فيه السودان مع اختلاف تحرك الحكومات في كل العالم لتخفيف الأعباء عن المواطن عدا في السودان الذي لم نر فيه أي تحركات لتخفيف أعباء المعيشة.

*كورونا والدولار يحاصران المواطن السوداني في ظل تربع الحكومة الانتقالية “في برجها” العاجي الذي صنعته أمتن وأقوى من برج الإنقاذ.

*السبت المنصرم كنت في زيارة لديار حامد بمحلية المتمة حيث زارها زعيم مجلس الصحوة الشيخ موسى هلال ورغم أن الزيارة كانت اجتماعية إلا أننا جلسنا مع الشيخ موسى عقب الاحتفال في دردشة بسيطة جدًا وعفوية وأشار لنا خلال هذه “الدردشة” إلى ضرورة تماسك جميع أهل السودان بالداخل من أجل الوصول إلى انتخابات يختار فيها الشعب من يريد أن يحكمه.

*الإسراع في قيام الانتخابات ربما يكون هو الحل الناجع من “الخرمجة” التي نشهدها من الحكومة الانتقالية التي لا تثبت على رأي واحد منذ تشكيلها وحتى قرار تعليق الدراسة لمدة شهر ثم التراجع عنه.

*بكل المقاييس أثبتت الحكومة الانتقالية فشلها المريع في الكثير من المحاور ولكن أهمها معاش المواطن وتخفيف أعباء المعيشة التي من أجلها خرج أهل السودان رافعين شعار “تسقط بس” أمام الإنقاذ.

*هل تشهد الساحة السياسية السودانية بتداخلاتها المتعددة وربكة المشهد فيها انتخابات مبكرة هذا ما يرجوه الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى