محيي الدين شجر يكتب: وزير الطرق من الدبابة إلى الدرداقة

صعوبات جمة تواجهها الحكومة الانتقالية بسبب ضيق ذات اليد كما تزعم وبسبب آخر أن كل الأموال التي تتوفر نتيجة  لرفع لدعم  وأموال  المنح الخليجية لا نعرف إلى أين تذهب وهي تتبع سياسة حكومة الإنقاذ البائدة رزق اليوم باليوم في توفير الوقود والدقيق، نعم صعوبات جمة تواجهها لدرجة توقف كل عمليات صيانة الطرق الداخلية بالعاصمة الخرطوم والتي تحولت خلال العامين الماضيين من عمر الثورة إلى مجموعة من الحفر والمطبات والخيران والتصدعات والتشققات نتيجة توقف عمليات صيانة الطرق.

لقد فرحت قبل أيام والله فرحت أيما فرح حين رأيت بعض الترميمات تجري في طريق فرعي بالسوق العربي الخرطوم.

لقد سرني العمل  وشعرت أن هنالك من يفكر لعمل شيء مفيد للبلاد من شدة ما عانينا من توقف حركة العمل في عهد حكومة الثورة  التي قاتل شبابنا لأجل أن يحظوا بمستقبل أفضل.

ولهذا اعجبني حديث وزير البنية التحتية والطرق والجسورعبد الله يحيى لدى تدشين نفرة الهيئة القومية للطرق والجسور الأحد الماضي بطريق شريان الشمال حديثه بأن الشعب السوداني ينتظر أعمالاً لا أقوالاً ينتظر إنجازات ملموسة من حكومة الثورة،

كان حديث القلب من رجل قاتل الإنقاذ سنين عددا لأجل إحداث تغيير حقيقي في البلاد.. لقد رصدته سعيدًا وهو على عربة الدرداقة التي تستخدم لسفلتة الطرق ولعله يقول في سره إن التغيير قد بدأ الآن من دبابة الدمار إلى درداقة العمار..

وفي تقديري الخاص أن ما تقوم به الهيئة القومية للطرق والجسور من أعمال صيانة للطرق القومية التي تعرضت للإنهاك طوال الفترة الماضية  ومن إزالة للرمال بطريق شريان الشمال لهو عمل كبير في زمن توقفت فيه كل الأعمال في السودان وبارقة أمل أن المستقبل قادم وما يحدث الآن شيء طبيعي في زمن الانتقال الذي يتطلب المزيد من الوقت لترتيب الأوراق.

نعم لقد عرف عن المهندس جعفر حسن آدم مدير عام الهيئة القومية للطرق والجسور أنه رجل عملي يقضي معظم أوقات عمله بالميادين والطرق أو بين الخرائط والتصميمات وطوال فترته في الهيئة ظل الأكثر عطاء وإنجازًا ويكفي أن الطرق القومية خلال فترته امتدت غرباً وشمالاً وشرقًا وجنوباً مجسدة  ثروة قومية يجب العض عليها بالنواجذ ولهذا لم أستغرب أن تكون أولويات الهيئة تبدأ من الصيانة الدورية التي تأخرت في الفترة الماضية ولمسها الإنسان السوداني في سفره بين الولايات..

على حكومة الفترة الانتقالية أن توفر الأموال اللازمة لصيانة الطرق وتأهيلها ومن ثم العمل على مواصلة الإنشاءات الجديدة لأن الطرق القومية هي أساس النهضة والتطور؟؟

إن حديث المهندس جعفر حسن آدم في أنهم قاموا بتطبيق قانون الحمولات بحزم وشدة ودون أي تهاون للمحافظة على الطرق يشير إلى التفات الهيئة للتجاوزات التي تتم من قبل الشاحنات الضخمة التي تعبر حدودنا ولا تلتزم بالحمولات التي تقرها قوانينا في حين أنهم في بلدانهم يلتزمون بما تفرضه حكوماتهم ولا يتجاوزونها..

من يهن يسهل الهوان عليه وعلى الهيئة أن تتشدد أكثر وأكثر لأن ما بنته بعرق السنين وبأموال ضخمة لا يمكن أن تجعله عرضة للهلاك بسبب جشع بعض المستوردين والتجار..

ونتمنى كذلك أن تعمل الهيئة القومية للطرق والجسور في تطبيق قانون المقطورات التي تضر بالطرق ونثق في أنهم سيشرعون في التطبيق حالاً لأن زمن الهوان والتخاذل ولى وانتهى ولا تفريط في مصلحة السودان أبداً أبداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى