كلمة للتاريخ..  عقد الجلاد ومصطفى سيد أحمد.. ذات الموقف وذات الظروف

(1)

رغم معاناتي من الالتهاب هذه الأيام ولكن معاناة عقد الجلاد تجعلني أتجاوز معاناتي الخاصة.. ورغم أن ذهني مشتت ولكن هذا الذي يحدث مع عقد الجلاد يعود بالذاكرة لموقف شهير وموثق ومثبت وغير قابل للنكران.. حينما اجتمعت بعض الأسماء المعروفة وقررت إيقاف أغنياتهم مع مصطفى سيد أحمد..

(2)

وتلك الأغاني (ملام) للشاعر عبد الوهاب هلاوي وألحان يوسف السماني وأغنية (شقي الأيام) للشاعر الراحل عبد الرحمن مكاوي وألحان يوسف السماني، وهذه الأغنية تحديدًا طالب الملحن والشاعر بأن يدفع مصطفى سيد أحمد مبلغ 500 جنيه حتى يتغنى بها ورفض مصطفى ذلك وقال بأنه يرفض أي أغنية (تسعيرتها معلقة في رقبتها).. ومن الأغاني التي منع مصطفى من ترديدها أغنية (والله أيام يا زمان) للشاعر التجاني حاج موسى وألحان محمد سراج الدين..

(3)

وكذلك أغنية (من بعيد لبعيد) كلمات محمود حسين خضر وألحان عبد الواحد عبد الله.. ذلك الموقف العدواني تجاه مصطفى سيد أحمد هو الذي أنتج مصطفى سيد أحمد حيث ترك ترديد تلك الأغاني والتعاون مع شعرائها حتى توفاه الله.. ذلك الموقف العدواني المستفز جعل مصطفى سيد أحمد يتجه إلى شعراء مثل حميد والقدال ويحيى فضل الله وقاسم أبوزيد وصلاح حاج سعيد فكانت أغنية (المسافة) هي أول إنتاج مصطفى سيد أحمد من الألحان الخاصة..

تجاوز مصطفى سيد أحمد كل العقبات وكان ذلك الموقف هو الانطلاقة الحقيقية لمشروعه الغنائي فهو حينما تجاوزهم تجاوز معهم كل الأشكال الكلاسيكية والعادية من حيث المفردة الشعرية فكانت الحزن النبيل.. قمر الزمان.. سمحة وسمرية.. أسئلة ليست للإجابة.. يا ضلنا.. سافر.. كوني النجمة.. وغيرها من الأغنيات التي رسمت خطاً غنائيًا جديدًا ومشروعاً اتسم بالصدق والانحياز للوطن والناس..

(4)

ولعلهم حاولوا الإضرار به ولكنه قفز بنفسه والأغنية السودانية لفضاءات جديدة.. وما حدث اليوم مع عقد الجلاد هو ذات الموقف وربما ذات الشخوص وذات الأسماء.. وهو بتقديري بداية انطلاقة عقد الجلاد إلى فضاءات جديدة.. وكما أفاد ذلك الموقف مصطفى سيد أحمد من المؤكد أن هذا الموقف سيجعل عقد الجلاد تحلق في فضاءات جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى