كورونا.. انتشار واسع ووفيات.. ناقوس الخطر؟  

تقرير-عبد الله عبد الرحيم

مع الانفتاح الكبير الذي يشهده العالم عبر حركتي التنقل و السفر وسط دول العالم، تأثر السودان كغيره من دول العالم إثر انتشار وباء كوفيد 19 في موجته الثالثة، فيما يتوقع خبراء وعلماء أن تكون هذه الموجة أكثر شدة ما لم يكن هنالك التزام صارم بالموجهات الصحية من تباعد ولبس الكمامات في أماكن الازدحام وغسل الأيدي بصورة دورية. ويواجه السودان هذه الموجة وهو يعاني من مخاطر جمة سياسية واقتصادية ونقص الميزانيات. وتشير الإفادات إلى تنامي حدة انتشار الوباء في الولايات بصورة كبيرة بجانب انتشاره في ولاية “الخرطوم المركز”، وقد أطلق اختصاصي أمراض النساء والتوليد أ. د. وليد درزون نداء عاجلاً طالب فيه حكومة ولاية القضارف بإغلاق الولاية على خلفية الوضع الوبائي الخطير لكوفيد (١٩) بالولاية. وقال درزون في تغريدة على حسابه في الفيسبوك (يا والي القضارف اعمل حسنة واغلق الولاية.. الموت ينتشر في كل الطرقات. وترحم بروفيسور وليد درزون في التغريدة على شهداء الكورونا. ويعتبر نداء اختصاصي كبير بقامة البروفيسور وليد درزون مؤشراً خطيراً لانتشار وباء الكورونا بالولاية باعتباره أحد المختصين العالمين بتفاصيل الوضع الصحي.

وشهدت مدينة القضارف خلال الأيام الماضية عددا كبيراً من حالات الوفيات بسبب الكرونا وكانت حكومة الولاية قد أصدرت قراراً بإغلاق جميع المدارس في بلدية القضارف قبل أسبوعين على خلفية تصاعد أعداد المصابين بالمرض. وتشهد الولاية أزمة حادة بين الوالي والمكتب الموحد للأطباء بسبب إقالة وتعيين مدير عام وزارة الصحة قدم على إثرها جميع مديري  إدارات الوزارة والمستشفيات والمراكز العلاجية استقالاتهم للمديرة العامة الجديدة وأعلنوا عن دخولهم في إضراب اعتبارًا من الخميس الماضي. ولا تزال الأزمة تراوح مكانها ولم تصدر أية تصريحات إعلامية من الطرفين تؤكد انجلاء الموقف لصالح إنسان الولاية.

في الأثناء توقعت السلطات الصحية زيادة مستمرة في الإصابات والوفيات بفيروس (كورونا) في الأشهر الثلاثة المقبلة، وشددت على ضرورة تفعيل قانون يفرض على المواطنين لبس الكمامات، والالتزام الصارم بالتباعد الاجتماعي للحد من العدوى والانتشار المجتمعي. وفي غضون ذلك تتواصل حملة تطعيم الكوادر الطبية وكبار السن بالعاصمة والولايات.

إحصائيات غير دقيقة

وعزت السلطات الصحية الزيادة الكبيرة في معدلات الإصابة خلال الأسابيع الماضية إلى فتح الجامعات والمدارس، مشيرة إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة لأعداد المصابين والوفيات. وتوقع مسؤول اللقاحات بوزارة الصحة، عبد الملك المهدية، وصول 7.6 مليون جرعة من لقاح (أسترازينيكا) كدفعة ثانية بحلول أغسطس المقبل، بحسب ما تم الاتفاق عليه مع منظمة الصحة العالمية بتوفير اللقاح للدول الفقيرة. وقال إن اللقاح الصيني «سينو فارم» أثبت فاعلية بنسبة كبيرة تصل إلى 90 في المائة في كل الدول التي حصلت عليه، مشيرًا إلى أن السودان بصدد شرائه من ضمن الخيارات الأخرى في الحصول على اللقاح. وأكد المهدية أن وزارة الصحة لن تسمح بتسرب اللقاحات إلى السوق. وكشفت وزارة الصحة عن انتشار الإصابات في 13 ولاية، أكثرها تضررا ولاية الخرطوم (العاصمة)، التي بلغت نسبة الإصابات فيها حوالى 72 في المائة من جملة الحالات المسجلة في البلاد، تليها ولاية الجزيرة بوسط السودان، بنسبة 8 في المائة. وأوضحت السلطات الصحية أن من بين حالات الإصابة المكتشفة، أعداد كبيرة منهم لا تظهر عليهم الأعراض. وكان رئيس اللجنة العليا للطوارئ الصحية، عضو مجلس السيادة الانتقالي، صديق تاور، حذر من أن الأوضاع الصحية بسبب جائحة كورونا غير مطمئنة وتشكل مصدر قلق للجميع. وكشفت نتائج مسوحات ومتابعات أجرتها جهات الاختصاص الصحية، عن تزايد معدلات الإصابات وارتفاع عدد الوفيات في الأيام القليلة الماضية. وكان السودان تسلم 800 ألف جرعة من لقاح «الأسترازينيكا»، و250 ألف جرعة من لقاح «سينو فارم» مقدمة من الحكومة الصينية. وأصدرت لجنة الطوارئ الأسبوع الماضي توجيهات صارمة بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي في المؤسسات العامة والخاصة.

كورونا لن تنتهي:

وكان وزير الصحة عمر النجيب، أقر بضعف الطاقة الاستيعابية بمراكز العزل الصحي، مشيراً إلى أن الوزارة بصدد تأهيل عدد من المستشفيات لاستقبال أكبر عدد من المصابين. وقال النجيب في حديث سابق: طلبنا من اللجنة العليا للطوارئ الصحية بالبلاد تخفيض العاملين بالمؤسسات العامة، وخاصة كبار السن الأكثر عرضة للوفاة بسبب الإصابة بالفيروس وأضاف أن نحو 5 آلاف تلقوا لقاح (أسترازينيكا) منذ بدء حملة التطعيم وقتها، مشيراً إلى زيادة مراكز التطعيم بالعاصمة الخرطوم. وأشار إلى أن كورونا لن ينتهي، وسيظل موجودا لزمن طويل جداً، ما يستدعي رفع مستوى التوعية وسط المواطنين بضرورة لبس الكمامات والتباعد الاجتماعي، التي تحد من العدوى والانتشار. ولكن مدير الوبائيات بوزارة الصحة الاتحادية د. منتصر محمد عثمان أكد وجود زيادة في عدد الحالات وأكثرها متمركز في ولاية الخرطوم وحث منتصر في حديث سابق لـ(الصيحة) المواطنين بأن يكونوا في جاهزية تامة تحوطاً من الإصابة بالمرض ونادى بضرورة أن تتبع كل التحوطات الصحية من التباعد المجتمعي وغسل الأيدي وأقر منتصر بأن البلاد في حاجة ماسة لزيادة سعة مراكز العزل كما طالب الإعلام بضرورة العمل في نشر الموجهات الصحية وتوجيه الرسائل الصحية المحددة للمواطن وحذر من عوامل اختطار المرض الذي ينتقل بواسطة الجهاز التنفسي عن طريق الرزاز وضرورة العمل على رش البعوض منوها إلى أن المواطن يلعب دوراً كبيراً في الحد من انتشار المرض. وقال إن وزارة الصحة من جانبها ترفع توصية لتوفير الميزانيات اللازمة للجنة الطوارئ الصحية لمعرفة مدى استجابة الحكومة فضلًا عن الحاجة لدعم منظمات الأمم المتحدة وقال: العمل لمجابهة المرض يحتاج إلى شراكة، وحذر مدير الوبائيات من عدم توفر العلاج الذي يؤدي بدوره إلى زيادة عدد الوفيات، داعياً إلى ضرورة العمل على تقليل الحالات عبر التوعية واعتبر لبس الكمامات ضرورة.

وقف الرحلات

ونتيجة للأرقام القياسية للإصابات بكورونا في الهند، أوقف العديد من دول العالم رحلاته الجوية مع البلد الآسيوي، وأعلنت سلطات الطيران المدني السوداني، أمس تعليق جميع الرحلات الجوية بين السودان والهند نسبة لارتفاع معدلات الإصابة وظهور سلالات جديدة من كورونا في الهند اعتباراً من يوم الثلاثاء وحتى 27 مايو 2021 عدا السودانيين القادمين من الهند بشرط حصولهم على شهادة سلبية لفحص كورونا. وسجلت الهند أكبر حصيلة يومية من إصابات كورونا على مستوى العالم لليوم الثاني على التوالي، بينما يكافح النظام الصحي الهندي المنهك لاستيعاب أعداد المصابين، وقد أوقفت العديد من دول العالم رحلاتها معها، بينما تستعد اليابان لإعلان حالة طوارئ قصوى قصيرة الأجل في طوكيو ومناطق أخرى.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى