أبو دكنة تنادي وأبناؤها يستجيبون (3).. جمعية أبناء محلية الرهد تتفقد سدرة والسميح

لابد من سن قانون ليصبح مشروع خور أبو حبل قومياً

تصدُّع مدرسة (قوز بشارة) يُعجّل بفتح تحقيق في الشركة المنفذة

“خور التقُر” يقف عائقاً أمام الأمهات والشيوخ للعبور للمستشفيات في الخريف

الغرفة التجارية: خسائر أحداث التخريب قُدرت بـ ٢٢٧ مليون جنيه

الرهد: أبو عبيدة عبد الله

قليلون هم من أتيحت لهم فرصة الطواف في معظم بقاع السودان، لذا يندهش الكثيرون حينما يزورون محلية الرهد أبودكنة بولاية شمال كردفان، ويقفون على مواردها الاقتصادية التي تزخر بها والتي تساهم في رفد الاقتصاد القومي بالعملة المحلية كالكركدي والصمغ العربي والسمسم، وغيره، ولأن الرهد يحتويها أكبر مسطح مائي دائم في غرب السودان (تردة الرهد)، ويغذي كثيراً من مدن غرب السودان بأنواع مختلفة من الأسماك وصل أحياناً وزنها إلى أكثر من (40) كيلو.

ولأن كثيراً من المناطق في السودان تعاني من أبسط الخدمات، تداعى أهل محلية الرهد أبودكنة من خلال الجمعية الخيرية لأبناء الرهد بالخرطوم، بضرورة التكاتف والوحدة من أجل تسديد فواتير ما عليهم من ديون، لمنطقة قدّمت لهم الكثير ولا تزال ولم تبخل، فكانت زيارة ممثلين لأبناء الرهد بالخرطوم للمحلية للوقوف على الاحتياجات، فضلاً عن مواساة التجار الذين تضرروا من أحداث التخريب الأخيرة، ورتق النسيج الاجتماعي الذي تأثر بإفرازات الحرب بجنوب كردفان، فزار الوفد مدينة الرهد، وانتقل إلى إدارية سدرة بجنوب الرهد، ومنطقة قوز بشارة، والوقوف على مشروع خور أبوحبل بمنطقة السميح.

كان لوفد الجمعية ومن خلال السرد الذي سمعته من الجهات التنفيذية والشعبية والإدارة الأهلية، ضرورة زيارة منطقة جنوب الرهد والتي تضم إدارية سدرة، وهي منطقة غنية بالموارد ورافد أساسي لمنطة الرهد المحاصيل والفواكه باعتبارها مدخلاً للرهد من جنوب كردفان.

تحرّك الوفد لمنطقة قرود المسلمية، وهناك عدد من القرى والمناطق التي يمر بها الطريق من بينها (البروكي)، وتلاحظ خلال طول الطريق معاناة المواطنين في الحصول على المياه، ورغم وجود عدد من الدوانكي إلا أن شح الوقود أو عدم توفّره يزيد من معاناة المواطنين.

توقف الوفد عند خور (التَقُر) وهو من الخيران التي توقف الحركة تماماً بين مناطق جنوب الرهد ومدينة الرهد، والخور ليس طويلاً فبحسب الدراسات هناك مناطق تقل أو تنحسر فيها المياه فيصبح طولها لا يتعدى الـ (10) أمتار مما يسهل عملية بناء جسر وبتكلفة ليست عالية.

بالقرب من الخور هناك رجل يحتطب، سألته عن أهمية بناء جسر، فقال لي (في الخريف هذه المنطقة تنقطع تماماً لعدة أيام، وحكى لي مآسي كثيرة عن كيف توفيت أمهات على وشك الولادة في انتظار انحسار المياه، وكيف توفي رجال خاطروا بأنفسهم لعبور الخور ومحاولة إنقاذ طفل مريض أو مسن)، وأعرب المواطن عن أسفه لعدم اهتمام كافة الحكومات السابقة ببناء هذا الجسر، داعياً لضرورة تشجيع الأهالي في الريف للإنتاج.

في منطقة قردود المسلمية، كان لقاء الوفد بأعيان وأهل المنطقة في مدرسة قردود المسلمية للأساس، المدرسة مشيدة بطريقة ممتازة من قبل إحدى المنظمات.

العمدة مختار في بداية حديثه قال إنه اعتذر عن المجيء مع الوفد، ولكنه بعد أن عرف أن الوفد شعبي ولا علاقة له بالسياسيين وافق، مشيراً إلى أنه استمع لعدد من الوفود السياسية بغرض الدعاية الانتخابية وسرعان ما تتلاشى وعودهم مع آخر ورقة توضع في صندوق الاقتراع. وقال إن هناك عدداً من الجهات وعدتهم بشأن الطريق، لكنه أشار إلى أن هناك وعوداً بإنشائه في نهاية العام الحالي، لكن تبقى المشكلة قائمة، لأن الجهة التي تسعى لتنفيذ الطريق ملتزمة بـ (17) كيلو فقط، وأن منطقة الخيران والتي ينقطع فيها الطريق تصبح خارج الـ(17) كيلو.

واشتكى الأهل من عدم وجود مستشفى في المنطقة، فيما أكد مدير مدرسة المسلمية الأستاذ حافظ من نقص في المعلمين، وقال إن المدرسة يجب أن يكون فيها 14 معلماً ولكن لديه سبعة معلمين فقط، وقال إن 60% من التلاميذ يجلسون على الأرض.

واشتكى الأهالي من شح المياه، وقالوا إن (باقة) المياه (4) جالون ب، (50) جنيهاً، فضلاً عن أن عدم وجود الوقود أصبح معوقاً للزراعة.

بالقرب من المدرسة هناك لافتة  مكتوب عليها (منظمة رعاية الطفولة السويدية تأهيل مركز صحي المسلمية بتمويل من المنظمة الكندية للتنمية الدولية)، أهالي المنطقة قالوا إن هذه اللافتة لها عدد من السنوات ولم يتم إنفاذ المشروع، وليس لديهم علم بأنه هل تم تمويل المشروع وذهبت أمواله أدراج الرياح أم لم يتم التمويل في الأصل؟

رئيس الوفد الباشمهندس عبد العظيم البدوي شكر الوفد لحسن الاستقبال والضيافة، وأكد أن الزيارة كشفت كثيرا من الحقائق، وأشار إلى أن الجمعية ستسعى بكل علاقاتها لحلحلة قضايا أهل المنقطة من خلال المنظمات المحلية والدولية، والمانحين، ووعدهم بضرورة إيجاد حلول سريعة للخيران التي تقطع الطريق في فصل الخريف.

توجّه الوفد عقب ذلك إلى منطقة قوز بشارة التي تتبع لإدارية السميح، ووقف على مبنى المركز الصحي للمنطقة والذي اكتمل مبناه فقط ويحتاج لكوادر طبية وأجهزة ومعمل.

وزار مدرسة قوز بشارة التي تم تشييدها ضمن نفير ولاية شمال كردفان في العام 2016، ولكن للأسف لم تصمد تلك المباني وبدأت في التصدع فانهارت الحمامات، وتداعت الفصول، الأمر الذي دعا رئيس وفد الجمعية بتكليف عدد من القانونيين لرفع دعوى قضائية في الجهة المنفذة للمبنى باعتبار أن المبنى لم يتم سوى خمس سنوات.

بعدها وقف الوفد في إدارة مشروع خور أبوحبل الزراعي بمنطقة السميح، واستمع لتقرير من مدير المشروع أحمد حسن الأمير، مؤكدًا أن المشروع ضمن مشاريع الأيلولة، وقال: نتلقى دعماً من مال التنمية فقط للمرتبات وأضاف: المشروع مفروض يكون له قانون، لكن هناك مشكلة في التشريعات، داعياً لأن يكون المشروع قومياً، ووعد وفد الجمعية بتذليل كل الصعاب لتي تعترض المشروع لأهميته لأهل المنطقة والسودان.

ضمن برامج وفد جمعية محلية الرهد وقف الوفد على المتاجر والمؤسسات التي تضررت من الأحداث الأخيرة واستمع للغرفة التجارية والتي مثلها محمد طه خليل عباس وعماد قسم، حيث أكد محمد طه أن مجتمع الرهد من أفضل المجتمعات، والحدث دخيل على أهل الرهد، وقال (كنت داخل السوق يوم أحداث التخريب ومن قاموا بذلك لم نتعرف على أي واحد فيهم)، وأكد أن قوة الشرطة كانت بسيطة ونفى أن تكون تلك الأحداث مرتباً لها أو مخططاً من جهة ما.

عماد قسم أكد أن اللجنة التسييرية للغرفة التجارية اتصلت بالشرطة وكانوا على علم في اليوم الأول واحتووا التفلت لكن اليوم الثاني الذي شهد الأحداث انسحبت القوة للأبيض، وقال إن المدينة قنبلة موقوتة بحملة السلاح بشتى أنواعه سواطير وسكانين. وقدر تكلفة الخسائر بأكثر من ٢٢٧ مليون جنيه.

اللواء (م) أحمد آدم أكد أن دعم الشرطة بطريقة فردية يعد عيباً، وأضاف أن لجنة الأمن هي المنوط بها الأمن ومهمتها الصرف على الأمن، ويجب عدم الاعتماد على التجار.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى