بنت النيل.. تجرحني ليه وأنا كلي جراح!!

الخرطوم: الصيحة

(1)

بنت النيل من كلمات الشاعر بشير عبد الرحمن وهو من مدينة كسلا.. التقي بالأستاذ أحمد المصطفى في منتصف أربعينيات القرن الماضي حينما كانت الحرب العالمية الثانية في أشد أوارها.. وحينما كان أحمد المصطفى عابراً جمهورية مصر إلى غرب افريقيا التقى هناك بشاعر الأغنية بشير عبد الرحمن وهو كان يعمل مهندساً زراعياً هناك.. وأغنية بنت النيل هي واحدة من الأغنيات القلائل التي  كتبها شاعران.. حيث كتب بشير عبد الرحمن من مطلعها حتى المقطع الأخير الذي يقول:

من طيب زهر الشمال نسماتو

أما المقطع الأخير الذي يبدأ من:

أحبو وأحب نوناتو/ نوناتو ألفي وجناتو

(2)

فهو من كلمات الشاعر محمد أحمد الشيخ المعروف بالجاغريو.. وعن السبب الذي جعل الأغنية كذلك يقول عنه عزالدين أحمد المصطفى: في الزمن المضى كانت لكل أغنية (كسرة).. حيث تبدأ الأغنية بإيقاع بطيء نسبياً ثم تبدأ في التدرج نحو إيقاع خفيف وراقص، وكل الأغنيات التي سجلت زمان في الإذاعة أو في الأسطوانات جاءت على هذا النسق.. والكسرة دائماً ما تكون من كلمات نفس الشاعر أو شاعر آخر كما حدث في أغنية بنت النيل..

(3)

ويحكي عز الدين قائلاً: في إحدى الجلسات في مدينة أم ضواً بان كان أحمد المصطفى يغني أغنية بنت النيل بشكلها الأول الذي كتبها به الشاعر بشير عبد الرحمن.. وفي تلك الجلسة كان الشاعر الجاغريو حاضراً فكتب مقاطع مخلداً بها تلك الجلسة وذكر فيها كل الحاضرين فيها حيث قال:

يا اللابسة عفافك حله/ لهجك للحنضل حلّ

(ود حمد) يا زعيم الحله / من ريدو كيف نتحلّ

(شيخ إدريس) قوم نتسلّ / أنا عقلي فارق وولى

ريدي السببلنا علة / يا الصديق يا (ود دفع الله)

يا السهمك لينا مبادر / أنا فكري نازل وسادر

في الجيل مثالك نادر/ دا الجنن (عبد القادر)

فقدنا الصواب يا شبابنا / يا (أبو عبدة) وين أحبابنا

(4)

كل تلك الأسماء التي بين الأقواس كانت حضوراً وخلدت في ذاكرة الناس كلهم من أهالي مدينة العيلفون وود حمد هو حمد مضوي شيخ قرية الدبيبة في ذلك الأوان وشيخ إدريس هو الطيب المحسي وهو أيضاً من أهل الدبيبة، وود فع الله اسمه الحقيقي عباس دفع الله ..

(5)

ومقطع (دا الجنن عبد القادر) الذي اشتهر ومشى بين الناس حتى صار مثلاً لتوصيف بعض

حالات الجنون فهو مقصود به شخصية عبد القادر مضوي فهو كان يأتي بأفعال جنونية وغريبة من الطرب الشديد الذي ينتابه فهو كان يأكل أكواب الزجاج ويكسرها أو يقوم بتسديد طعنة سكين لنفسه وفي أحايين كثيرة يقوم بإطلاق النار على نفسه أيضاً وكان عبد القادر مضوي يسبب كثيراً من المتاعب بعد كل حفلة وكان يرهق الجميع بالذهاب به للمستشفى لمعالجته من حادث ارتكبه في حق نفسه.. لذلك ظل مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بهذه الأغنية بل أصبح ملمحها الأبرز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى