سراج الدين مصطفى يكتب.. خواطر رمضانية

من المؤكد والمعلوم بالضرورة أن القنوات الفضائية ليست مطالبة بالتنسيق في ما بينها.. لأن لكل قناة سياستها التحريرية وشخصيتها المنفصلة وزوايا المعالجة للقضايا التي تطرحها وكيفية اختيار الضيوف وطريقة التصوير والإخراج..
(2)
ما دعاني لذلك كثافة ظهور الشيخ محمد الأمين الذي يظهر تقريباً في كل القنوات ذات المشاهدة العالية.. وحتى لا نظلم الرجل فهو يتمتع بطلة مريحة ووسيم التفاصيل وصورته يمكن القول بأنه (فوتوجنك) كما أنه يستخدم لغة هادئة وبسيطة في شروحاته للمسائل الفقهية.. وبما أنه يطل على قنوات سودانية فهو يندرج تحت طائلة المثل السوداني (كترة الطلة بتمسخ خلق الله)..
(3)
كان على شيخنا الجليل أن يختار منبراً واحدًا ليطل عبره حتى لا يتسرب الملل للمشاهد من ظهوره المتكرر.. لا سيما أن المواضيع التي يتناولها لا تحمل جديدًا وليس بها عصف ذهني او بحوث متعمقة في الدين الإسلامي فكلها مسائل تتكرر في كل عام وأصبحت من المحفوظات.
(4)
لا أدري تحديداً تحت أي إطار تلفزيوني يندرج ما يقدمه الممثل عبد الله عبد السلام الشهير بفضيل ومجموعته.. لأن ما يقدم حالياً يسعى فقط لانتزاع الضحكة دون فكرة درامية واضحة المعالم والمخطط.. شخصيًا حاولت التوقف في الخلاصات النهائية ومدى وضوح الفكرة التي يريد أن يقولها ولكن في كل مرة أجد أن الفكرة قامت على فراغ عريض وليس لها أي مدلولات أو رسائل تمكن المشاهد من الاستفادة من المحتوى الذي يشاهده.. وتلك قضية يجب التوقف عندها لأن فضيل نجح فيما يعرف بمسرح الشارع واستطاع أن يخلق قاعدة مشاهدة عالية في (القرى والفرقان) ولكن ذات تلك الافكار لا تتسق مع الدراما التلفزيونية.. لأن ما يحدث حاليًا عبارة عن دراما عبثية لا تستند على أي رؤية فكرية.. وحتى لا يصبح الضحك غاية تتكسر لأجلها كل القواعد المتعارف عليها.
(5)
لو توقفنا قليلاً في برنامج مثل أغاني وأغاني .. فهو واحد من البرامج التي يبدأ الإعداد لها منذ وقت مبكر جداً .. ولكن البرنامج من حيث الإعداد البرامجي والتخطيط لمحتوى كل حلقة يعتمد فقط على ذاكرة الأستاذ السر قدور.. وهي ذاكرة حية ونشطة ولكنها تحتشد بالكثير من المغالطات التاريخية.. وهذا ما حدث أمس وهو ينسب لحن أغنية (البيني بينك) الى الراحل زيدان إبراهيم وهي في الأصل من ألحان الفنان الراحل الفاتح قميحة.. وطالما الأمر يتعلق بالتوثيق فلابد من مراجعة أي معلومة لأن هذا البرنامج سيدخل للمكتبة ويصبح وثيقة ومستندا للأجيال القادمة.
(6)
لا أريد أن أزعزع ثقة الناس في الأستاذ السر قدور.. فهو بتقديري أقدر الناس على التوثيق للفن السوداني ما قبل العام 1970.. فهو عايش تقريبًا كافة التفاصيل .. ولكن مما يحسب ضده أنه ظل بالقاهرة لفترة تقارب الخمسين عاماً.. وهي فترة طويلة جداً لا تتيح التوثيق الدقيق والمتقن .. ورغم ذلك يظل السر قدور هو روح هذا البرنامج .. ومنه يستمد الألق والنجومية والحضور الطاغي عند المشاهد السوداني.. ومن المؤلم والمؤسف أن أقول إن هذا البرنامج بشكله الحالي يكرس (للأشخاص) وليس (للأفكار).. فالأشخاص زائلون ولكن الأفكار تبقى .. ولن تموت بموت اصحابها ..
(7)
ما يثيرني في فرقة عقد الجلاد قدرتها على تجاوز كل المحن والمصائب وامتصاصها بقدر هائل من الذهن المفتوح والذكي .. ومن يشاهد للكم الهائل من الأغنيات الجديدة التي تجرى لها البروفات يتيقن تماماً أن الفرقة ماضية في مسيرتها لا تضع بالاً لمن يذهب أو يشعل نار الخلاف بالتصريحات والكتابات الصحفية.
يبدو أن الخلافات جعلت الأعضاء الحاليين للفرقة أكثر تماسكاً وقوة وقدرة على مجابهة أي عاصفة أو رياح وذلك بفضل ترابط النسيج الأجتماعي ما بينهم حتى أصبحوا وكأنهم أسرة واحدة متماسكة ومترابطة في منتهى الألفة والحب الكبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى