محمد البحاري يكتب.. الكلام ليك يا….!!

كلمة (إبداع) مرنة جدًا وتحتمل وجوهاً كثيرة ومناظير مختلفة لرؤية الإبداع، ومن الصعب جداً تحديد فئة أو شخص مبدع على حساب آخر، فكل شخص ينظر للإبداع من خلال زاويته التى يرى من خلالها الدهشة وتقديراته الشخصية للإبداع..

إذا أخذنا (الفن) كبؤرة مليئة جدًا بالإبداع وتتكامل فيها الأدوار الإبداعية بداية من صياغة الكلمة مروراً (باللحن والتنفيذ الموسيقي) ثم (الأداء)، فكل مرحلة من هذه المراحل تشكل إبداعًا في حد ذاته إلى خروج العمل كامل الدسم ويبقى العمل محل أخذ ورد حسب رؤية المتلقي ورأي النقاد لكنه يشكل إبداعاً في كل الأحوال ..

(المبدع) هو دائماً في الوضع الطبيعي يعتبر شمعة تحترق لأجل الغير، لأن (الإبداع) يعتبر طاقة إيجابية للمبدع والمتلقي، و(الإبداع) يعتبر هبة ربانية غير مكتسبة، ودائماً يعتبر (المبدع) متميزاً عن غيره في صفاته وطريقة تعامله، وهذه ليست ثوابت بالطبع فللقاعدة شواذها…

إذا أخذنا العلاقة بين (المبدع) و(المتلقي)، نجد أن المتلقي فيما يخص الفن  دائماً ما ينسب الإبداع للفنان المؤدي متناسياً عن قصد أو غير قصد الأدوار الأخرى للمساهمين بأدوار كبيرة في خروج العمل بالصورة النهائية للمتلقي، وهناك بعض الحقوق المهضومة بشكل كبير ومساهماتهم كبيرة في العمل الإبداعي (كفنيي الصوت) وتيم العمل من (إضاءة وإخراج) في حالة الصورة والصوت وهذا يؤكد تماماً أن الإبداع في الأعمال الفنية تتكامل فيه الأدوار مع بعضها البعض..

إذا تحدثنا أيضًا عن دور الإعلام تجاه (المبدعين) نجد قصوراً كبيراً، فالإعلام يركز دائماً على العاصمة إلا من بعض الاجتهادات هنا وهناك، يوجد كثير من (المبدعين) بعيدون عن دائرة الضوء ولديهم ملكات إبداعية كبيرة أحياناً يكون التقصير من المبدع وأحياناً أخرى من الإعلام..

البعض يتحدث بشيء من الثقة أن الفن والإبداع والنجومية أصبحت صناعة لها أدواتها وخططها وتكتيكاتها، ورأيى أن هذا الحديث أقرب للحقيقة، لأن هنالك فنانين صعدوا للنجومية مقارنة بحجم إمكانياتهم الصوتية والأدائية نجدهم أقل بكثير من بعض (الفنانين) الذين يمتلكون إمكانيات كبيرة جداً لكن رصيدهم من النجومية صفر كبير..

من الجوانب المهمة أيضاً فيما يخص (الإبداع) القوانين المتصلة بحقوق (الملكية الفكرية) من حقوق (أصيلة ومجاورة) مع احترامنا للقوانين وحفظ الحقوق الأدبية للفنانين، لكنها ساهمت كثيرًا جدًا فى خفض أصوات كثير من (الفنانين) بعد وفاتهم، وذلك بطريقة تعامل أسرهم وأولادهم على وجه الخصوص حيث يعتبرون (الإبداع) موروثاً مثله مثل (العقارات) من (منازل وسيارات وأراضٍ)، على عكس رأيي أن الفنان ثروة قومية وأنه يعيش بين الناس بأعماله الفنية رغم أنها حقوق نص عليها القانون لكن يبقى أن (الإبداع) يؤخذ بوضع مختلف، ذلك أن المتلقي لا يعرف كثيراً تجاه الفن القوانين المكبلة فهو يريد فناً يستمتع به ولا ينظر إطلاقاً للجزئيات القانونية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى