سراج الدين مصطفى يكتب : نقر الأصابع

 

إبراهيم موسى أبا.. فنان أهمله التاريخ الغنائي

(1)

تعتبر تجربة الفنان الراحل إبراهيم موسى أبَّا من التجارب الأصيلة في الغناء السوداني، فهو رغم استقراره في الخرطوم لكنه لم يتأثر بما يعرف بأغنية الوسط، فهو قد حافظ على لونه الغنائي وطعمه الكردفاني، واشتهر أبَّا بنقله موسيقى التراث الغنائي بمنطقة كردفان في الغرب الأوسط بالسودان، وبشكل خاص موسيقى قبائل البقارة، من إطارها الإقليمي إلى مستوى وطني. وتمكن من الجمع بين موسيقى الحقيبة السودانية التي تقوم على السلم الخماسي مع موسيقى كردفان ذات السلم السباعي. وقد تجلت في أغانيه الألحان والإيقاعات الطنبورية المستوحاة من أغنيات التراث الكردفاني، التي ساهم أبا في تقديمها في قالب موسيقي حديث.

(2)

السجل الغنائي لإبراهيم موسى أبا حافل ومليء بالأغنيات ذات الشخصية الإبداعية المميزة، وكل أغنية عنده تمثل شكلاً من أشكال التمسك بالتراث والمواضيع الإنسانية والحياتية والمجتمعية، أغنيات تعبر عن البيئة بكافة تجلياتها واختلافاتها وتباينها الثقافي والقبلي، قدم أبا العديد من الأغنيات التراثية وغير التراثية منها: عيني عليك باردة / العجكو/  البريدها/  طمبارة / البنية مالكي/ المحبة/  آمال محب/ شايل سماح/  أم روبة/ سألنا عن اسمك / ليالي العمر/ كلام عيونك/ ساكن بين الضلوع/ زاد الشوق/ الدنيا يا عشة/ عز التوب.. والعديد من النماذج الغنائية التي صدح مكرساً نفسه كواحد من أعذب الأصوات التي وفدت إلينا من إقليم كردفان الكبرى.

(3)

ولد إبراهيم موسى أبَّا في مدينة الأبيِّض بولاية شمال كردفان بحي الرحمة (حي الفلاتة سابقاً) في عام 1945م. واسمه بالكامل هو إبراهيم محمد موسى. وقد أطلقت عليه والدته لقب أبَّا (بتشديد الباء) الذي اتخذه فيما بعد كاسم فني له. اشتغل إبراهيم موسى أبَّا في بداية حياته المهنية كبائع في محل لبيع الملابس والأزياء النسائية في مسقط رأسه الأبيض. وهو بدأ مسيرة فن الموسيقى والغناء في أوائل سبعينيات القرن الماضي ضمن مجموعة فنية عُرفَت بفرقة فنون كردفان، حيث تعلم العزف على الآلات الموسيقية وأداء الغناء حتى صار مدرباً للموسيقى فيها.

(4)

انتقل إلى معهد جمعة جابر (معهد كردفان للموسيقى). وتأثر في أعماله الغنائية بمغنين سودانيين أمثال أحمد الجابري والطيب عبد الله وظل نشطًاً حتى سنة 1992م.. اشتهر أبا بنقله موسيقى التراث الغنائي بمنطقة كردفان في الغرب الأوسط بالسودان، وبشكل خاص موسيقى قبائل البقارة، من إطارها الإقليمي إلى مستوى وطني، وتمكن من الجمع بين موسيقى الحقيبة السودانية التي تقوم على السلم الخماسيِّ مع موسيقى كردفان ذات السلم السباعي، وقد تجلت في أغانيه الألحان والإيقاعات الطنبورية المستوحاة من أغنيات التراث الكردفاني، التي ساهم أبا في تقديمها في قالب موسيقي حديث ومن أبرزها، أغنية «ما دوامة» التي وجدت حظها من الظهور والانتشار في السودان على نطاق واسع  تقول كلماتها:

ما دوَّامة

الدنيا ما دوَّامة

الدنيا ما تنقدري

شايلة صغيراً قدري

في المنام دموعي بلت صدري

بركب أم كركابة

بدلَّى في أم روابة

النهيد الطاعن دابا

جنني وجنن العزَّابة

(5)

وللفنان إبراهيم موسى أبا لونية غنائية خاصة به ضمن مجموعة فناني الغناء الكردفاني الحديث، أمثال عبد القادر سالم، وثنائي النغم، حيث تميزت أعماله بتعددية الألحان في الأغنية الواحدة، وبساطة اللحن والنص.. وبوضوح الصوت الإنساني على الإيقاع والمولودية الموسيقية.. كان من بين الذين تعاونوا معه من الشعراء الغنائيين عبد الله الكاظم، ومصطفى عبد الهادي، وبشرى سليمان.

(6)

قدم أبا العديد من الأغنيات التراثية وغير التراثية منها: عيني عليك باردة /  العجكو /  البريدها / عز الثوب / طمبارة/ البنية مالْكِي / المحبة / آمال محب / شايل سماح / أم روبة / سألنا عن اسمك/  ليالي العمر / كلام عيونك / ساكن بين الضلوع / زاد الشوق / الدنيا يا عشة.

(7)

أغنية (عز التوب) تعتبر واحدة من أشهر أغنيات الفنان الراحل إبراهيم موسى أبا.. فهي أغنية جديدة كانت في موضوعها الشعري وفي تركيبتها اللحنية، وهي من ألحان الموسيقار الدكتور عبد الماجد خليفة، (عز التوب) هي من أولى أغنيات (الشاعر بشرى سليمان) التي كتبها في أيام الدراسة الجامعية، حيث قال عنها شاعرها (طبعاً كانت بالنسبة لى تحدّياً كبيراً من ناحية؛ أنها أول أغنية شاملة مخصصة للتوب كإرث ثقافي، فني، اجتماعي، وتاريخي.. بالإضافة إلى أنني كشخص مرجعيته الأساسية تلك الثقافة النوبية المتجذرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى