من ميادين القتال إلى ميادين السلام.. جيوش الحركات.. بين مطرقة التربّص وسندان الترتيبات الأمنية

الخرطوم: فاطمة علي

قوة مشتركة

أثار وجود قوات حركة جيش تحرير السودان ـــ قيادة مني أركو مناوي ــ بالحديقة الدولية، وبعض قوى الحركات الأخرى ، جدلاً واسعاً الأسبوعين الماضيين بعد وصولهم للخرطوم وفق اتفاق السلام وبالتنسيق مع الجهات المختصة لإنفاذ ملف الترتيبات الأمنية وتكوين القوة المشتركة لحفظ الأمن بدارفور بعد خروج بعثة اليوناميد.

اقتحام المقر

وأعلنت اللجنة الأولمبية عن استيلاء قوات جيش تحرير السودان مقر اللجنة واقتحام مكاتبها بالحديقة الدولية جنوبي العاصمة، وقالت إن القوات قامت بتكسير أجهزتها ونهبها، وأوضح المدير التنفيذي للجنة الأولمبية السودانية نزار حمدان في تصريحات، أن القوات العسكرية تابعة لحركة مسلحة موقعة على اتفاق السلام ولا توجد لدينا معلومات موثقة حول تبعيتها اقتحموا مقر اللجنة الأولمبية.

وقال حمدان إن القوات العسكرية نزعت كاميرات المراقبة الخاصة بالمبنى، واستخدمت بعض المكاتب وانتشرت في الحديقة بكامل عتادها العسكري، وقال إن اللجنة تواصلت مع المجلس السيادي ووزارة الدفاع والمنطقة العسكرية بالخرطوم.

تسليم الموقع

وخلال تسليم مقر اللجنة من قوات الحركة تجولت (الصيحة) بمقر اللجنة الأولمبية، حيث وقفت على أن الموقع لم يتأثر بوجودها وهو كما هو لم يتوافق مع درجة الترويج التي أشارت إلى مستوى الانتهاك للدار من هذه القوات. وبحضور نائب القائد العام للحركة  ومساعد الرئيس لشؤون الإعلام وسكرتير اللجنة وأعضاء المكتب التنفيذي، تم تسليم المقر بإقرار قانوني ممهور بتوقيع الطرفين.

جهات تروج للتخريب

وكشف مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان  للشئون الإعلامية نور الدائم طه، تسليم المقر وفقًا لتقديرات قيادتها وأنه تم تسليم مقر اللجنة الأولمبية بعد جولة مع اللجنة في كل الموقع للتأكيد على سلامته دون المساس به. واتهم طه جهات حاولت الترويج ضد الحركة وضد السلام بتخريب مواقع اللجنة واعتقال المتواجدين فيه، ووصفها بأنها مجرد افتراءات وأكاذيب وأن تلك الجهات لا تريد للسلام أن يتحقق.

بناء الوطن

وقال مساعد رئيس الحركة، إن قوات الحركة هي قوات سودانية جاءت للخرطوم وفق اتفاق الترتيبات الأمنية  كما أنها متواجدة في أي مكان وبالتنسيق مع القوات المسلحة، بعد توقيع السلام، مؤكدًا أن الحركة قاتلت أكثر من 18عاماً ضد النظام السابق وجزم بأنها هي من صنعت الثورة، مضيفاً أن السودان يسع الجميع. ولذلك يجب أن نعيش مع بعض شاء البعض أو رفض لأجل التفرغ إلى هم الوطن وبنائه.

قبول الآخر

وأبان نور الدائم طه، أن السودان يعاني من مشكلة المواطنة المتساوية وقبول الآخر، قاطعاً: نحن ننادي بالسلام والعدالة والشفافية، وأن من لا يريدون السلام ويريدون التخريب نقول لهم كفى حرباً وتخريباً، ويجب إرساء قواعد التعايش والسلام المجتمعي برضاء الآخر وقبوله، مردفاً: أمامنا تحدي إنفاذ اتفاق السلام وبناء على ذلك جاءت هذه القوات إلى الخرطوم مذكراً بأن لها الحق في ذلك لأنها شريك أصيل. وأكد تحديهم لأي جهة قدمت 17 ألف شهيد دون الحركة، مردفاً: نسعى جميعا لبناء سودان جديد خالٍ من الكراهية والاقتتال.

بلاغات ضد صحفيين

وكشف طه عن فتحهم بلاغات ضد من يدعون للعنصرية من الصحفيين، لافتاً: أجدادنا فتحوا الخرطوم. ولفت: قادمون لإنفاذ الاتفاق مع القوات المسلحة والدعم السريع، قاطعًا: ودعنا الحرب ومؤكداً جاهزيتهم لدفع فاتورة السلام، مردفا: فاتورة السلام أفضل من فاتورة الحرب، وأضاف: قصدنا الوقوف على الأوضاع لتوضيحها للذين يدعون للحرب.

اتفاق مسبق

من جانبه نفى سكرتير اللجنة الأولمبية حسام هاشم تعرّض مقر اللجنة لأي تخريب أو سرقة كما رُوّج له، وأكد أن دخول القوات جاء بناء على اتفاق مسبق رغم رفضنا لدخولهم لمقر اللجنة، وأضاف أن الهدف الأساسي السلام، مؤكداً أن اللجنة حريصة أن تمر الفترة الانتقالية وعملية السلام بطريقة سليمة، وكشف: رغم تدخل جهات سيادية ولكن رأينا أن تحل المشكلة بروح التعاون، مطمئناً أن السودان متعايش، وأكد تسلمهم مباني اللجنة الأولمبية كما هي، مؤكدًا مزاولة عملهم.

نبذ الكراهية

ودعا هاشم إلى نبذ خطاب الكراهية والجهوية، والاستفزازات ومعالجة الأمور بتجاوز الخلافات، منوهاً إلى أن الناس عالجت مسألة الحرب. وبرأت الحركة مما حدث بمقر اللجنة محملة الدولة أعباء ذلك، وأردف: يجب ترتيب الأمور جيداً وحسب ما تم بالاتفاق حتى لا يتضرر أحد في ظل السلام.

خطوة استراتيجية

ولا شك أن وثيقة السلام الموقعة في أكتوبر من العام الماضي التي أنجزت بجوبا تعد خطوة استراتيجية مهمة في الاتجاه الصحيح ويجب ان يرحب بها بدلاً عن العمل على هدمه، ولذلك يقول القيادي بالحركة الشعبية جناح عقار، الرضي ضو البيت لـ(الصيحة) إن السلام الذي تم أوقف الحرب نهائياً، وإن إكماله وتنفيذه سيوسع مظلة بناء السودان، وذلك عبر إنفاذ بند الترتيبات الأمنية باعتباره تحدياً حتى يصبح جيشاً قومياً موحداً من أجل حماية البلاد، وإنهاء الحروب، وللاتجاه نحو ذلك يجب على الحكومة ضرورة إجراء معالجات سريعة جداً تشمل استكمال الإجراءات الإدارية، وإجلاء القوات إلى معسكرات التجميع وبدء إنفاذ الترتيبات الأمنية وتحقيق العدالة والتحول الديمقراطي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى