لقاء البرهان بالحلو وسلفا.. هل يكسر جمود التفاوض؟

تقرير- أمنية مكاوي

الخطوة الكبيرة التي قام بها رئيس مجلس السيادة وكشفت عنها وسائط متعددة بعد أن انفردت بها )الصيحة(، تؤكد أن ملف السلام والتفاوض في جوبا كان أهم محاور هذه الزيارة الاستثنائية لأوغندا والتي التقى فيها الفريق البرهان بقائد الحركة الشعبية عبد العزيز آدم الحلو، وبحثا بالتأكيد ملفات السلام وكيفية إلحاق الحركة به بعد أن تأخرت عن التوقيع عليه في المرتين الأولى والثانية “الأحرف الأولى – النهائي”. حيث كشفت الشعبية عن لقاء جمع قائدها (الحلو) برئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان بمطار جوبا عاصمة دولة الجنوب لكسر جمود التفاوض. السكرتير العام للحركة الشعبية رئيس وفد التفاوض، عمار آمون دلدوم قال إن اللقاء تم بدعوة من رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان. وقال آمون (إنه في إطار مساعي فك الجمود وتحريك العملية التفاوضية المُتعثِّرة بين الطرفين منذ أغسطس 2020 – التقى القائد عبد العزيز آدم الحلو – رئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبي لتحرير السُّودان – شمال، برئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان بمطار جوبا عاصمة جنوب السودان.

وكانت (الصيحة) قد كشفت عن ترتيبات بين حركة جيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة الحلو مع الحكومة للتوقيع على اتفاق السلام. مراقبون يرون أن تحرك رئيس المجلس السيادي في هذه الأوقات يأتي في وقته، لأن الوضع يحتم عليه القيام بهذه الخطوة لإنقاذ الموقف المتأرجح والبالغ التعقيد.

جاهزية الاستئناف:

وإن كانت تلك المواقف جاءت لاستئناف الجهود وتواصل اللقاءات الثنائية مع الحركات التي لم توقع وعلى رأسها الحركة الشعبية وباحثة عن الإيجابية التي قد تؤدي لإنهاء الأزمة السودانية والتي تتعلق بالحكم إلى ما لا نهاية، فإن الناطق الرسمي للحركة الشعبية شمال جناح الحلو كوكو محمد جقدول يؤكد لـ(الصيحة) أن اللقاء الذي تم بين رئيس الحركة الشعبية القائد عبد العزيز الحلو ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان تم في إطار كسر جمود ملف التفاوض الذي جرى في جوبا خلال الأشهر السابقة، مؤكداً أن الحركة الشعبية شمال جناح الحلو تؤيد أي خطوة تدفع بعملية السلام، وأعلن كوكو جاهزية وفد الحركة لاستئناف التفاوض في أي لحظة مع وفد الحكومة السودانية قاطعاً بذلك كل التكهنات عن عدم قدوم الحركة لجوبا للتفاوض لأجل اللحاق بملف السلام الذي تم توقيعه هناك أواخر العام 2020.

مطلب جوهري:

التحركات الأخيرة لرئيس مجلس السيادة كان لها وقع كبير على الساحة السياسية التي نشطت في كشف محتواها بيد أن المحلل السياسي د. الفاتح محجوب يقول لـ(الصيحة)، إن اللقاء بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وبين القائد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال جناح الحلو يعتبر في غاية الأهمية، لأن الخلاف الكبير بين الحكومة الانتقالية وبين الحلو يتمثل في عدم قبول المكون العسكري اشتراطات الحلو والتي قبلها رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك في اجتماعه مع الحلو في أديس أبابا. وأكد الفاتح في حديثه، أن اللقاء قد يقرب المسافة بين الطرفين وهو مطلب جوهري لتحقيق السلام في السودان.

ورجع الفاتح ليقول: لم يرشح أي شيء عما جرى في اللقاء لكي نجزم بأنه قد يساعد أو يهدم فكرة السلام بين الحركة الشعبية والحكومة، لجهة أن المعلومات الرسمية لا زالت غائبة، بيد أن الأمر كله يقف على جدية الحركة والحكومة في إتمام مراسم توقيع الاتفاق بعد التوصل إلى تفاهمات كبيرة حول نقاطه العالقة بين الوفدين والتي لم تستطع أطراف التفاوض تجاوز عقبتها خلال الجولات السابقة.

انتقاد وتفاؤل:

ورغم أن خطوة رئيس مجلس السيادة قد تفاعل معها الكثيرون في الساحة السياسية وغيرها، إلا أن  بعض المراقبين السياسيين الذين استطلعتهم (الصيحة) انتقدوا هذه الخطوة، واعتبروا أن شأن مفاوضات السلام من اختصاصات ومهام الحكومة التنفيذية متمثلة في رئيس مجلس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك، وأن مجلس السيادة غير معني بها، بيد أنهم قالوا إن اللقاء الذي تم بين البرهان والحلو يعد خطوة أولى للأمام وذلك لتقريب وجهات النظر للدخول في مفاوضات، وأكدوا أن الحكومة الانتقالية أجرت عدداً من اللقاءات غير الرسمية مع رئيس الحركة الشعبية شمال، وكان أبرزها لقاءه مع رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك في إديس أبابا ونائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، لكن الخطوات لم تثمر، في وقت قال فيه بعضهم إنه ربما قد تؤدي خطوة البرهان التي أجراها مؤخراً بالعاصمة جوبا وأوغندا، لحدوث اختراق وإحداث تفاؤل في تقدم ملف التفاوض بين الحركة الشعبية وحركة عبد الواحد النور، ووفد الحكومة للمفاوضات.

فهل سترسم هذه الجولة الاستثنائية للفريق البرهان ملامح الفرحة قريباً على المشهد السوداني، هذا ما ينتظر حدوثه جميع المراقبين فيما لا زالت ملامح الدهشة لم تزل من البقية على الساحة الذين يرون أن المهمة مخترقة من قبل السيادي لتحقيق بعض الإنجازات عبرهم وربما عن قصد، بيد أن مراقبين آخرين يشيرون إلى درجة التماهي الكبيرة والتناغم والتوافق بين السيادي والوزاري حول مجمل قضايا الوضع بالسودان وتحديداً ملف السلام الذي نشطت فيه الحكومة مجتمعة كفريق موحد قادته عبر رئيس مجلس وزرائها ورئيس السيادي في آن واحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى