محمد إدريس يكتب.. رحيل المصري.. في مقام رثاء الزعيم!!

*انطوت فجر أمس الخميس آخر صفحة في كتاب العطاء للراحل المقيم (محمد عثمان عمر المصري)، أحد صوامع القضارف الشامخة، المعروف بالزعيم وسط أهله وعارفي فضله في القضارف وربوع الشرق.. انطوت صفحة كتابه في الدنيا لتفتح له صفحات الخلود والمجد في دار النعيم المقيم بخصاله السمحة وطيب ذكراه..

*وفي مقابر الصحافة كانت الدموع تختلط بالحزن والنحيب لرجال عظماء التصقوا به وعاشوا معه حياة مشتركة تحت سقف الخدمة العامة نائبًا برلمانياً وقائدًا شعبياً ومتطوعاً في المشروعات الخيرية وحاكماً لبلدية القضارف..!!

* كانت أول مرة ألتقي فيها بالراحل ونحن في سنوات الطلب، كان الراحل رئيس بلدية القضارف بطبيعة مهامه زارنا في الحي واستقبلناه بحفاوة وهو أب الجميع كالعادة غمرنا باهتمام وتشجيعه ونحن نخطو العتبات الأولى في الدراسة، كان يتفقد توزيع الخدمات ودعم الأسر الفقيرة وتشجيع التعليم وهي رسالته التي دأب على تبليغها، عبر تلك النافذة دخلنا إلى عوالمه النبيلة حيث دائماً ما تكون بوابة الدار الرحيبة (لأسرة المصري) بحي سواكن مفتوحة للسائلين والعابرين ليل نهار!

*له قصة تستحق أن تُفرد لها المجلدات في التعاون بين بلدية القضارف وبلدية ايندهفون الهولندية، فالراحل كان عراب التوأمة التي تكللت بالنجاح في مجالات التنمية وترقية البيئة والنهضة الاجتماعية والاقتصادية، كما كان له السبق في تأسيس الهيئة الشعبية لمياه القضارف، وتأسيس ودعم الخدمات في الأحياء الجنوبية بالذات سواكن والرابعة وأركويت وديم سعد ونواحيها.. وله في خدمة الشعب جهد وعرق..

*الرحل المصري أنت خالد ومقيم فينا، المجد لك وأنت تُشيع في موكب مهيب بمقابر الصحافة بالخرطوم بعد معاناة امتدت لأعوام مع المرض، والعزاء لإخوانك وأخواتك وأهلك وأصدقائك ومحبيك وعارفي فضلك.

(إنا لله وإنا إليه راجعون).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى