الطاهر ساتي يكتب.. التواكل والخمول..!!

:: بعد أن غطى الغبار سماء الخرطوم، حذّرت هيئة الأرصاد الجوية المواطنين من تغيير في حالة الطقس، وخاطبت مرضى الجهاز التنفسي بتوخِّي الحيطة والحذر من الرياح الشمالية والشمالية الغربية، المثيرة للغبار.. وقبل ميلاد (الجيل الراكب راس)، كانت للناس والبلد أيامٌ لها إيقاع مع أخبار هيئة الأرصاد، حين تطل في أخبار التاسعة بتلفزيون البلد.. ولكن السادة بالنظام السابق، ﻛﻤﺎ ﺃﺿﺎﻋﺍ الكثير من أشيائتا الجميلة، أضاعوا أيضاً ﺃﺧﺒﺎﺭ هيئة ﺍلأﺭﺻﺎﺩ..!!

:: ﻭﻣﺎ ﻳُﺤﻜﻰ ﻋ ﻧﻤﻴﻱ، ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، تظلمت له ﻫﻴﺌﺔ ﺍلأﺭﺻﺎﺩ ﻋﻠﻰ بؤس حالها، ﻭﺎﻟﺒ ﺑﺘﺤﺴﻴ وضعها، ﻭﻗ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺎﻟ، ﻣﻨﻬﺎ (ﺑﻝ ﻟﺒ)، ﻷﻧﻬﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫ – ﻋﺒ ﺍﻟﺘﻠﻔﻥ – في نشرة التاسعة.. ﻭﺍﻓ ﻧﻤﻴﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻟ، ﻭﻟﻜ ﺭﻓ (ﺑﻝ ﺍﻟﻠﺒ)، ﻭﺧﺎﺒﻬ ﻏﺎﺿﺒﺎً: (ﻟﺒ ﺷﻨ؟، ﺇﻧﺘ ﻣﺎ ﺗﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ، ﻬِّﻭﺍ ﺍﻟﻌﺼﺎﻳﺔ ﺑ)، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼ ﺍﻟﻤ ﺍﻟﻱ ﻳﺴﺘﺨﻣﻪ ﻣُﻘِّﻡ ﺍﻟﻨﺸﺓ ﻭﻳﺘﺠّﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ.. (ﺧﺎﺭﺔ ﺍﻟ)..!!

:: ﻭﺍﻟﺸﺎﻫ ﻣﻨ ﺃﻏﺴﻄﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2013، ﻏﺎﺑ ﺧﺎﺭﺔ ﺍﻟ ﺷﺎﺷﺔ ﺗﻠﻔﻥ ﺍﻟﺒﻠ، ﻷﻥ ﻣﻴﺍﻧﻴﺔ التلفزيون ﻋﺠﺕ ﻋ ﻗﻀﺎﺀ ﺑﻌﺍئج ﻫﻴﺌﺔ ﺍلأﺭﺻﺎﺩ ﻭﺗﻜﺎﻟﻴ ﻧﺸﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻳﺔ، ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﺑّﺭﻭﺍ آنذاك.. ﻭﻫ ﺗﺒٌ ﻓٌ.. ﻓﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ بالتلفزيون ﻛﺎﻥ ﺃﺿﻴ ﺃﻥ ﻳﺴﺘ ﻭﻳﻔﻬ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻨﺸﺓ ﺍﻟﺠﻳﺔ ﻭﺟﻭﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺒﻠ.. ﻓﺎﻟﻨﺸﺓ ﺍﻟﺠﻳﺔ ﻛﺎﻧ ﻋﻨﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻟﻀﻴ ﻣﺠﺩ ﻣ ﻳﺘﺤّﻙ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻭﻳﺴﺎﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ..!!

:: ﻭﺍﻟﻴﻡ، ﺑﺎﻟﻘﻨﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ – ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤُﺤﺘﻣﺔ – ﻟ ﻳﻌ ﻟﻠﻨﺸﺓ ﺍﻟﺠﻳﺔ  ﻣٌَ ﻣُﺤَﺩٌ، كأن تكون ﻣﻊ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﻛَﺎﻧ ﻗﺒ ﺗﻐﻴﻴﺒﻬﺎ، ﺑ ﻫﻲ ﻧﺸﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺍﺭ ﺍﻟﻴﻡ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﺑﺤﻴ ﺗﺠ ﺃﺣﺍﻝ ﺍﻟ ﻭﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺷ ﺇﺧﺒﺎﺭﻱ ﻻ ﻳﻐﻴ ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ ﺇﻼﻗﺎً.. فالإنسان ﻋﻨ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻓﺔ ﺧﺒﺎﻳﺎ ﺍﻟ ﺍﻟﻴﻣﻲ ﻭﺧﻔﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﺴﻨﻱ، ﻭﻟ ﻳﺨﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﺄﺣﺍﻝ ﺍﻟ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺥ، ﻟﻴﺘﺤﺴّ ﻟﻤﺎ ﻗ ﻳﺤﺙ..!!

:: ﻭﻟﻜ ﻫﻨﺎ، ﻓﻲ دولة ﺍﻟﺘﺍﻛ ﻭﺍﻟﺨﻤﻝ، فإن ﺃﺟﻬﺓ ﺍﻟﻭﻟﺔ لا ﺗﺨﻡ ﻫﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺏ – في كل فصول العام – ﺇﻻ بالمفاجآت أو بالتحذير بعد النكبة.. بعد أن ﻳﺘﻔﺎﺟﺄ بالغبار، يحذروه.. وبعد أن ﻳﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﺎﻟﺠﻔﺎﻑ، يحذروه .. وبعد أن ﻳﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﺎﻷﻣﺎﺭ ﺗﻬﻡ ﻣﻨﻟﻪ، ﻭﺑﺎﻟﺴﻴﻝ ﺗﺠﻑ ﻣﺭﻋﺘﻪ ﻭﺗﻘﻃﺮﻳﻘﻪ، يحذروه.. ﻭﻫﻜﺍ.. ﺭﻏ ﺍﻟﻌﻘﻝ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﺟﻴﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺒ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ، ﻛ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺗﻤﻲ ﺻﻬﺓ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺂﺕ ..!!

:: لا نتحسب لمخاطر الطقس، ﻷﻥ إرادة الأنظمة ﻛﺎنت – ولا تزال – ﻋﺎﺟة ﻋ ﺗﺴﺨﻴ ﺍﻟﻌﻘﻝ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﺟﻴﺎ ﻟﺨﻣﺔ ﺍﻟﻤﻃﻦ.. ومن طرائف الواقع السوداني، ﻗﺒ خمس ﺳﻨﺍﺕ، ﻛﺎﻥ ﺑﻌ ﺍﻟﻨﺍﺏ ﺑﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ قد ﺎﻟﺒﺍ ﺍﻟﺤﻜﻣﺔ ﺑﻌﻡ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺗﻘﺎﺭﻳ ﻫﻴﺌﺔ ﺍلأﺭﺻﺎﺩ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﺸﻜكاً ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺧﺒﺍئها ﻭﻋﻠﻤﺎئها (منجمين).. هكذا وصفوهم، فتأملوا ﺍﻟﺠﻬ ﺣﻴ ﻳﻜﻥ ﻣﺴﻭﻻً ‏عن مصائر الناس والبلد..!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى