الطاهر ساتي يكتب : سياسة جديدة ..!!

 

:: رحم الله أستاذنا الراحل المُقيم حسن مختار، كان يتغلب على متاعب الحياة وغرائبها وكوارثها بسخرية لاذعة.. وجلس ذات مساء أمام التلفاز متابعاً مباراة (هلال/ مريخ)، وكان  أبرز ما في مباراة القمة هذه غبار الملعب ولكمات اللاعبين، فتأسف أحد الزملاء وتساءل بحزن: (بالله ناس برشلونة وريال مدريد لو شافوا المباراة دي ح يقولوا علينا شنو؟)، فرد مختار بمنتهى الهدوء: (ما تزعل، ما ح يقولوا شئ كعب، ح يفتكروها رياضة جديدة)..!!

:: ومثل السواد الأعظم من الشعب المنكوب بالفيضان وغلاء الأسعار، كنت قد تأسفت وتساءلت بحزن عن رد فعل دول العالم عندما تتابع السياسة الاقتصادية التي تنفذها حكومتنا حالياً.. ولكن شكراً للسيد عادل خلف الله، عضو اللجنة الاقتصادية بقوى الحرية والتغيير، إذ بفضله تأكدت بأن دول العالم سوف تظن بأن هذه السياسة الاقتصادية التي تنفذها الحكومة السودانية ما هي إلا (سياسة جديدة)، ولم تُدرس في الجامعات بعد ..!!

:: لقد كشف خلف الله عن مساعٍ لتجميد أو معالجة ما أسماها بالموازنة المعدّلة، وأن هنالك مساعٍ لحثّ مجلس الوزراء على تأجيل – أو إعادة النظر – في تنفيذ السياسات الاقتصادية لحين انعقاد المؤتمر الاقتصادي.. تأملوا، انتهى العام المالي بحيث لم يتبقّ منه غير ثلاثة أشهر فقط لا غير، ومع ذلك – يا دوب – تسعى الحاضنة السياسية والاقتصادية التي يمثلها عادل خلف الله إلى تجميد أو تعديل ما أسمتها بالموازنة المعدلة..!!

:: أين ومتى وكيف تم وضع ما أسماها خلف الله بالموازنة المُعدلة، وأين – ومتى وكيف – أُجيزت بحيث تجمدها – أو تعدلها – اللجنة الاقتصادية بقوى الحرية بعد تسعة أشهر من التنفيذ؟.. فالشاهد، منذ يناير، حيث بداية العام المالي، وحتى سبتمبر هذا، بحيث لم تتبقَّ غير ثلاثة أشهر من نهاية العام المالي، لم تضع الحكومة أية موازنة مالية .. أي عام  – إلا ثلاثة أشهر-  وكل مُؤسّسات الدولة تعمل بلا أية خارطة طريق مُسمّاة في علوم الاقتصاد بالمُوازنة ..!!

:: إدارة الدولة بلا موازنة لم تحدث في تاريخ الدُّول والحكومات.. ولكن العزاء أن إدارة الدولة بلا موازنة هي السياسة الاقتصادية الجديدة التي تقدمها عقول عباقرة الاقتصاد بقوى الحرية وحكومتها للعالم، ويستحقون عليها جائزة نوبل للاختراعات الجديدة، وكذلك الدخول – من باب الغرائب والعجائب – في موسوعة غينيس.. ولو كان آدم سميث – مؤسس علم الاقتصاد – حيّاً يُرزق في عالم اليوم، لمات أو فقد عقله من وطأة دراسته للسياسة الاقتصادية الجديدة المتبعة في ( سودان 2020)..!!

:: والأدهى، عجزت اللجنة الاقتصادية بقوى الحرية عن تجميد أوتعديل ما أسمتها بالموازنة المُعدلة.. لماذا عجزت؟.. فالإجابة كما يقول عادل خلف الله بالنص: (انشغالات رئيس الوزراء حالت دون تحديد موعد للاجتماع معه ومناقشة البدائل).. وعليه يبقى السؤال، ما الذي يشغل رئيس الوزراء عن مقابلة حاضنته الاقتصادية، لإيقاف هذا التردي الاقتصادي ؟..

ما الذي يشغل رئيس الوزراء عن معاش الناس؟..

عفواً، ربما يشغله فصل الدين عن الدولة أو اختراع سياسة اقتصادية أخرى (جديدة أيضاً)..!!

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى