الأجانب “نقطة ضوء” في “ليلة السُّقوط”.. (5) أسباب أسقطت المريخ أمام حامل اللقب

الصيحة- ناصر بابكر

دشّن المريخ، مشواره في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا بطريقة سيئة، بعد أن مُني بهزيمة ثقيلة أمام مُستضيفه الأهلي المصري بثلاثية نظيفة في اللقاء الذي جمعهما مساء أمس الأول بإستاد القاهرة في مباراة صمد خلالها المريخ في شوط اللعب الأول، قبل أن تستقبل شباكه ثلاثة أهداف في شوط اللعب الثاني.. وعلى الرغم من الظهور السيئ للمريخ والهزيمة الثقيلة التي تعرّض لها والسلبيات العديدة التي شابت أداء الفريق، إلا أن الأجانب الجدد الذين انضموا مؤخراً لكشوفات الفريق والذين شاركوا في ثلث الساعة الأخيرة بقيادة النيجيري طوني ايدجوماريجي والجامايكي داروين ماتوكس، وأحدثوا في تلك الدقائق فرقاً هائلاً في أداء المريخ، وصنعوا شخصية هجومية مُميّزة كانت غائبة قبل دخولهم، وهدّدوا مرمى الشناوي مراراً وتكراراً ليتألق حارس الأهلي في الحفاظ على نظافة شباكه بمساعدة العارضة التي حرمت طوني من هدف رائع بعد أن تصدت لرأسيته المميزة.

ولعبت عدة عوامل دوراً رئيسياً في الظهور السيئ للمريخ، ولعل أبرز أسباب هزيمة الفريق تتمثل في :

 

1

مدرب جديد

دخل المريخ، أولى مواجهاته في دوري الأبطال بجهاز فني جديد يقوده التونسي النابي، الذي تولى مهمة الإشراف على تدريب الفريق قبل عشرة أيام من مواجهة ثالث العالم وبالتالي لم يجد الوقت الكافي للتعرف على فريقه وقدرات لاعبيه ووضع بصمته ولم يتمكّن من تجهيز فريقه بشكل مثالي قبل مواجهة الأهلي المصري، وظل المريخ يُعاني عدم الاستقرار الفني بتغيير طاقم التدريب كل شهر أو اثنين، الأمر الذي انعكس سلباً على أداء الفريق.

٢

سُوء الإعداد

لم ينجح مجلس إدارة نادي المريخ في تحضير الفريق بشكل مثالي قبل بداية الموسم، حيث بدأ الفريق إعداده متأخراً ووسط نقص كبير في العناصر طوال الأسبوع الأول، إلى جانب غياب الطاقم الفني، وظل المريخ لفترة طويلة بعد بداية الموسم بدون مُعدٍ بدني قبل التعاقُد مع الجزائري بن قابلية الذي أمضى مع المريخ شهرا واحدا، حيث رحل قبل مواجهة الأهلي، وبالتالي ظهر الفارق جلياً في الأداء البدني بين المريخ والأهلي رغم إرهاق عناصر الأخير إلا عدم جاهزية المريخ ومُعاناته بدنياً جعلت الفريق يُعاني كثيراً ويخسر كل الكرات المُشتركة والهوائية وسباقات السرعة.

٣

الغيابات

عانى المريخ من غيابات مؤثرة وكبيرة ودخل مواجهة الأهلي بخيارات محدودة خصوصاً في خط الوسط، في ظل غياب محمد الرشيد ورمضان عجب بسبب الإيقاف وعماد الصيني وكردمان بسبب الإصابات، إلى جانب صانع الألعاب الساحر ونجم الفريق أحمد حامد التش، وتلك الغيابات أثّرت سلباً على أداء الفريق، خصوصاً وأن جل الغائبين يعتبرون من العناصر التي تمتلك خبرة كبيرة وتجربة وتمرسا، وبالتالي كان غيابهم مؤثراً للحد البعيد.

٤

التخبُّط الإداري

شهدت الساعات التي سبقت انطلاقة مواجهة المريخ أمام الأهلي تفاصيل مثيرة، حيث تم إجراء تعديل على التوليفة الأساسية قبل ساعات من المواجهة، فبعد أن جهّز المدير الفني النابي، اللاعب بخيت خميس للمشاركة أساسياً في وظيفة الظهير الأيسر، بعد أن حصل على ضوء أخضر من الإدارة لإشراكه، جاءت توجيهات جديدة للمدير الفني قبل ساعات من اللقاء بإبعاد بخيت خميس لعدم وضوح الرؤية بشأن إيقافه الدولي ليتم الزج بأحمد آدم والذي قدم مباراة سيئة..

كما افتقد المريخ بسبب الأخطاء الإدارية الجسيمة، مدافعه النيجيري اديلي اولاميليكان الذي طلب النابي التعاقد معه خصيصاً للاستفادة من قدراته العالية في مجموعات دوري أبطال أفريقيا قبل أن يفاجأ بعدم إدراج اسمه في الكشف الأفريقي بسبب أخطاء إدارية.

٥

فارق قدرات

إلى جانب الأسباب الأربعة الفائتة، فإنّ المواجهة أكّدت على فارق القدرات الكبير بين المريخ والأهلي المصري الذي يتفوق إدارياً وفنياً وبدنياً وتكتيكياً، إلى جانب استقراره على كافة الأصعدة، على العكس تماماً من المريخ الذي يعاني أوضاعاً إدارية صعبة للحد البعيد وتغيب الاحترافية تماماً عن إدارته، وعدم الاستقرار الفني جرّاء كثرة تغيير الأجهزة الفنية ونقص الكثير من المُعينات في مُحيط الفريق، وهو ما أدّى إلى سُقُوطه أمام مُنافس يُعتبر الأفضل في القارة الأفريقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى