شكل ثنائية جمالية مع بروفسير عبدالله الطيب .. صديق أحمد حمدون .. الصوت الشجي!!

 

كتب: سراج الدين مصطفى

(1)

الثنائيات الإبداعية ليست حكراً على المجال الفني أو الرياضي فحسب، فهناك ثنائيات في مجالات أخرى لم ينبته لها الناس، ولعل الثنائية ما بين البروفسير عبدالله الطيب والمقرئ صديق أحمد حمدون كانت ثنائية بطعم آخر وحفرت في وجدان الناس عميقاً من خلال برنامج (دراسات في القرآن الكريم) الذي يبث على إذاعة أم درمان لأكثر من نصف قرن دون توقف، حيث يبدأ البرنامج اليومي بتفسير سورة (الفاتحة) ثم سورة (البقرة)، ويستمر التفسير حتى الوصول إلى سورة (الناس)، ثم يعاد شريط البث من جديد عقب ختم المصحف الشريف.وقالت الصحفية ساجدة دفع الله (يعد برنامج (دراسات في القرآن الكريم) الأول لكثير من المستمعين الذين يستمعون للتفسير والتلاوة العطرة للقرآن الكريم، من صاحب الصوت الشجي الراحل “صديق أحمد حمدون” الذي يأخذ المستمع إلى فضاءات تسمو إليها الروح ويسكن إليها الجسد.

(2)

ولد الشيخ “صديق أحمد حمدون” في قرية الهبيكة عكود بالقرب من رفاعة، من أسرة متدينة بعثت به أسرته إلى خلوة (ود أبو صالح) فحفظ القرآن وعمره لم يتجاوز الخامسة على يد الفكي “أحمد المقبول” الذي وصفه (بالفطن الذكي). رعى الشيخ “صديق حمدون” الأغنام في باكر صباه وبعد حفظه للقرآن التحق بمعهد مدني الديني الثانوي، بعدها تنقل كالنحلة لتعليم القرآن الكريم في المدارس الابتدائية حتى وصل به المقام أستاذاً للقرآن الكريم (في جامعة أم درمان الإسلامية) وبعثته البلاد ممثلاً وسفيراً لها في كثير من بقاع الأرض (إندونيسيا وتونس ونيجيريا ومصر وماليزيا).

(3)

كان المقرئ صديق أحمد حمدون  أنيقاً يحب أن يكون ثوبه حسناً، وكان يحب القراءة وامتلك مكتبة ضخمة حفلت بالمراجع في علم التفسير وعلوم القرآن وسيرة “المصطفى” صلى الله عليه وسلم، وكان رحمه الله يحب النكتة اللطيفة خفيفة الظل، وكانت له صداقة خاصة مع البروفيسور “عبد الله الطيب”ومن أكبر إنجازاته مشاركة البروفيسور “عبد الله الطيب” في البرنامج الإذاعي المشهور (دراسات في القرآن الكريم)  هذا البرنامج المفضل لكثير من المستمعين داخل وخارج السودان.

(4)

في إفادة لها قالت ساجدة دفع الله (احتفى العاملون بالإذاعة والتلفزيون  بصورة نادرة جمعت البروفسير عبد الله الطيب والشيخ صديق أحمد حمدون في أحد استديوهات البث بالإذاعة السودانية خلال تسجيل البرنامج الإذاعي المسموع (دراسات في القرآن الكريم)، وتم تداول الصورة التي وجدت بقسم الجرافيك في التلفزيون في المجموعات الاسفيرية الخاصة برواد العمل الإذاعي وقدامى الإذاعيين وتظهر الصورة الثنائي الذي قام بتسجيل البرنامح الشهير وتم عبره تفسير القرآن الكريم.

(5)

قبل وفاته رأى الشيخ صديق رؤية مضمونها: أنه قد قرأ سورة النصر في منامه فعند استيقاظه نادى ابنته طالباً منها أن تحضر له كتاب (تفسير الأحلام) “لابن سيرين” الذي فسر له الرؤية بأن من يقرأ سورة النصر في منامه يتوفاه الله بعد سبعة أيام، وأن هذه السورة نزلت تنعي الرسول عليه الصلاة والسلام، بعد أن أدى الرسالة، تصديقاً بهذه الرؤية ودع الشيخ أهله، وعالج أمر معاشه بالجامعة الإسلامية، وأخبر أصدقاءه ومنهم (الراحل أحمد علي الإمام وحسن أحمد حامد) ودعاهم لحضور تشييعه والدعاء له، وما أن أهل اليوم السابع بعد الرؤية 24 أكتوبر1985 إلا وشعر الشيخ بوخز في القلب، فصلى ركعتين، وأوصى أبناءه وتمدد في سريره مستقبلاً القبلة وأسلم روحه لله سبحانه وتعالى، ودفن في مقابر (أحمد شرفي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى