كمال علي يكتب.. مسجد الدويم العتيق.. الأوقاف.. قصور وتجنٍ

أصحاب الهمم العالية والنفوس الصافية والمقاصد السامية هم من يعملون في صمت وتجرد ونكران ذات بغية إنجاز المهام الجسام الملقاة على العاتق، وابتغاء ثواب الآخرة ومرضاة الله سبحانه وتعالى، وهكذا تفعل (لجنة مسجد الدويم العتيق) فيما نحسب ونشهد ونرصد.

آلت هذه اللجنة على نفسها وهي المكونة من الخيرين ومرتادي هذا الصرح من عمار بيت الله أن تكون في الموعد تماماً وفي المستوى اللائق بها كجهة شعبية طوعية وخيرية، تنشد إعمار بيت من بيوت الله، أذن سبحانه وتعالى أن ترفع ويذكر فيه اسمه ويسبح له فيها بالغدو والآصال.. وكان دأبها منذ أن باشرت أعمالها العمل في صمت واستثمار القليل من الدعم وتوجيهه للصيانة والإعمار برغم شح الإمكانيات، لكن الإرادة والعزم دعما المسيرة برغم ما يتوافر من (عقار) عبارة عن (دكاكين) هي وقف للمسجد كان ينبغي أن تجير عائداتها لإعماره حسب ما تقتضيه اشتراطات (الوقف)، لكن الروتين والرتابة وغياب الرقابة من قبل الأوقاف والمحلية وتراخي بعض الجهات حال دون ذلك للأسف، في غياب تام للأوقاف في الولاية ومحلية الدويم وغياب غير مبرر لأجهزة المحلية، بل والتعدي من الجهتين على عائدات الوقف وعدم توجيهها للإعمار والصيانة والتوسعة، وفي ذاك تعد سافر على هيبة ومستحق بيت الله من العناية والرعاية والإعمار.

لجنة المسجد ومنذ سنوات طويلة تقوم بواجبها على أكمل وجه ودون ضجيج وبجهد خرافي ودعم المصلين في غياب تام للأجهزة الرسمية والجهات المنوط بها القيام بهذا العمل القاصد.. وبرغم تربص المتربصين  وأصحاب الأجندة والمصالح ونافخي الكير ومن يسندون الأمر لغير أهله، ومن ينسبون النجاح لمن ينجز طلباً لمصلحة شخصية و(تلميعاً عبر تكسير الثلج) لموظف لم يفعل شيئاً سواء من (الأوقاف أو المحلية)، بل لم يقم بواجبه أصلاً في الصيانة والإعمار والتوسعة، ووجه مال الوقف الخاص بالمسجد لجهة لا تقدم له لا (سيخة واحدة ولا جوال أسمنت واحد) ولم تبن مرافق ملحقة للطهارة والوضوء، ويأتي بعد ذلك من ينسب الأمر وما تحقق إلى جهات لم تساهم أصلاً، وإنما كانت خصماً من الجهد ونعني بكل الوضوح (الأوقاف والمحلية).

من يكتب أن (أصحاب المصالح من العهد البائد) على حد قوله لم يفعلوا شيئاً تجاه المسجد فهو قول مردود يجافي الحقيقة والواقع، ومن تولى كبر هذا القول تجنى على المتطوعين والخيرين الذين اهتموا بأمر المسجد، فلماذا نريد أن ندخل الشأن السياسي في هذا الأمر وأين أمانة القلم وشرف الخصومة.؟

كثيرون كانوا وراء إنجاز ما تحقق من إصلاح في مسجد الدويم العتيق.. يعملون في تفانٍ وصمت ونكران.. والآن (أسمنت الراجحي) صاحبة الأيادي البيضاء على مشروعات بلادنا تدخل بقوة في مشروع إعمار مسجد الدويم العتيق. وبفضل الله سبحانه وتعالى وبجهد مقدر من ابن الدويم الوفي وأحد منسوبي شركة أسمنت الراجحي الأخ العميد (م) (مدثر محمد إبراهيم) والذي تمكن من إقناع الشركة لتسهم في هذا المشروع القاصد، وكان حضر ممثلوها إلى الدويم وتم التنسيق مع اللجنة وسيجني المسجد العتيق ومرتاوه وعماره ثمار تلك الجهود قريباً بإذن الله، وسيكون المسجد واحة رسالية وواجهة مفخرة لمدينة العلم والنور.

نتمنى على (محلية الدويم وهيئة الأوقاف بالولاية والمحلية) أن تولي هذا الأمر العناية الفائقة، وألا تتعرض لعائدات أوقاف المسجد.. وليسعد النطق إن لم يسعد الحال.. وستمضي مسيرة الإعمار باسم الله مجريها ومرسيها وتمضي قافلة الصيانة والتوسعة تحت قيادة لجنة المسجد الموثوق فيها، لأنها جهة طوعية خيرية آلت على نفسها أن تبني وتعمر وتصين ابتغاء مرضات الله سبحانه وتعالى.. وندعو جميع أهل المدينة في الداخل والخارج أن يكونوا في الموعد وتحت إمرة المشروع، تعاوناً وثيقاً قاصداً مع اللجنة ومشروعاتها حتى يتحقق المراد.

التحية والمؤازرة مثنى وثلاث ورباع للجنة مسجد الدويم العتيق ولمجموعة الراجحي وللأخ مدثر محمد إبراهيم ولكل الخيرين من أهل الدويم محلية ومدينة ولكل من جعل هذا ممكناً.

ونسأله تعالى أن يجعل كل هذا العمل القاصد في ميزان حسناتهم.

ونعود بإذن الله.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى