انعدام البنج!.. الموت السريع

ارتفاع قائمة الانتظار ومستشفيات تلجأ للسوق السوداء لتوفير البنج

صحة الخرطوم: لم تصلنا أي شكاوى بانعدام البنج في المستشفيات

مدير الطب العلاجي بوزارة الصحة الاتحادية: هنالك نقص في الدواء

مستشفى خاص: نلجأ للسوق الأسود لتوفير البنج

إدارة المستشفيات: الصحة تقوم على الهبات

تحقيق: ابتسام حسن – أم بلة النور

في صباح كل يوم جديد يستيقظ المواطن على فاجعة جديدة في حياته اليومية إلى جانب الأزمات التي تؤثر على معاشه اليومي، من خبز ووقود إلى جانب غاز الطبخ، والارتفاع الحاد في تعرفة المواصلات بصورة يومية، فضلاً عن التدهور المريع في القطاع الصحي الحكومي، والذي هجره المواطن للقطاع الخاص والذي وصلت أسعاره إلى أرقام فلكية، ليستيقظ المواطن على خبر جديد وهو انعدام الأدوية المخدرة المستخدمة في تحضير العمليات ليروح ضحيتها عشرات المرضى.

أسعار مضاعفة

كشفت رابطة الأطباء الاشتراكيين عن توقف إجراء العمليات بخمسة مستشفيات بالخرطوم لعدم توفر” البنج” وندرة المحاليل الوريدية، وأعلنت في الوقت ذاته عن بدء مستشفى نيالا في تطبيق زيادة أسعار الخدمات الصحية بالمستشفيات بالموازنة الجديدة بنسبة تتراوح ما بين 150% إلى 300% وقال عضو قيادة رابطة الأطباء الاشتراكيين (راش) د. بندر نوري في مؤتمر صحفي أمس بوكالة سونا أمس: “تم اعتماد الرسوم الجديدة للخدمات الصحية بمستشفى نيالا أمس الأول وتتراوح نسبة الزيادة فيها بين 150% إلى 300% حيث ارتفعت رسوم مقابلة الاختصاصي من 100 جنيه إلى 300 جنيه”، وارتفعت رسوم العمليات الكبيرة من 8 آلاف إلى 22 ألف جنيه بزيادة بلغت نسبتها 275 % والعملية المتوسطة من 6 آلاف إلى 15 ألف جنيه بزيادة بلغت نسبتها 250%. ورأى أن ذلك يمثل الاتجاه العام الذي سوف تسير عليه الدولة، و(تابع): في ظل التغييب المتعمد للمجالس التشريعية تتم إجازة قائمة (أسعار) المؤسسات الصحية، ونوه إلى بدء إرهاصات تطبيق الرسوم الجديدة بولايات الجزيرة والشمالية.

بيع أون لاين

وفي إحدى الصفحات على الفيس بوك وجدت (الصيحة) منشوراً متعلقاً بوجود نوع محدد من البنج للبيع إلا أننا فشلنا في التواصل معها بعد أن وجدنا الرقم المرفق مع البوست خارج نطاق التغطية.

ارتفاع قائمة الانتظار

وفي حديث لأحد الاختصاصيين بالمستشفى السعودي للنساء والتوليد قال لــ(الصيحة) إن هناك عدداً كبيراً جداً في قائمة الانتظار تم تحديد موعد إجراء العمليات لهم وتوقفت بسبب انعدام البنج، وأضاف أن القائمة ليوم الأحد الماضي فقط كانت تزيد عن 15 حالة وتزيد في بعض الأيام. وأضاف أن هناك حالات مستعجلة وحالات الطوارئ كبيرة جداً وذكر لــ(الصيحة) أن المستشفى لا تقف مكتوفة الأيدي وتلجأ للسوق الأسود لتوفير (البنج) لتقليل قائمة الانتظار لحين تتمكن الوزارة من توفير المخدر والمحاليل الطبية.

جهات مسؤولة

فيما كشفت إحدى الشركات العاملة في مجال الأدوية أن توفير الأدوية المخدرة (البنج) والمحاليل الوريدية هي من مسؤوليات الإمدادات الطبية، والتي تحتكر هذا المجال، مضيفاً أن هناك بعض الشركات تعمل في استيرادها ولكن بنسبة ضعيفة جداً، مشيراً إلى أن الإمدادات الطبية فشلت في توفير العديد من الأدوية المنقذة للحياة والتي تعمل على احتكارها. وشدد على ضرورة فتح المجال للشركات الأخرى لتوفير جميع الأدوية حتى تكون متوفرة بغض النظر عن الأسعار، ويرى أن ذلك الحل الأفضل بدلاً من أن تزهق الأرواح.

شح

وقال مصدر مطلع بمستشفى أمدرمان التعليمي إن الوضع لا يطلق عليه انقطاع وإنما نقص في المخدر حتى على مستوى الامدادات الطبية، لذلك يتم إيقاف بعض العمليات مثل الغدة الدرقية، وغيرها من الحالات التي لا تتأثر بتأجيل العملية حفاظاً على الأرواح التي تأتي في الحوادث والطوارئ والتي لا تحتمل التأجيل، مشيراً إلى أن الوضع الآن تحت السيطرة وليس كما هو متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

خلل إداري

واتفق معه في الحديث الخبير في المجال الطبي ومدير لجنة الشكاوى بالمجلس الطبي بروفيسور أبوبكر إبراهيم والذي أوضح لــ(الصيحة) أن انقطاع البنج بالمستشفيات حادثة اعتيادية، وتحدث منذ عشرات السنين، وأضاف أنه لا ينقطع بالصورة المتداولة الآن ولكن يوجد شح فقط. وأشار إلى أن إدارات المستشفيات عندما يصل مخزونها لنسب معينة تقوم بتقديم طلب للامدادت الطبية، وعندما يأتي الرد بعدم توفير الطلبية في الوقت الراهن، وقد يكون نتيجة للاختلاف مع الشركات أو مسألة توفير العملة الصعبة للاستيراد تتجه إدارات المستشفيات إلى إيقاف الحالات الباردة فقط واستخدام المخزون الموجود للحالات الطارئة، ويرى أن الخلل الرئيسي في تدهور الوضع الصحي وشح الأدوية هو التغيير المستمر في الإدارات إلى جانب ضعف الكوادر المسيرة للمؤسسات الصحية، وأضاف أبوبكر أن الحكومة تعتبر الصحة من الوزارات الخدمية، ووزارة ترضيات ولا يتم الصرف عليها رغم أنها مكلفة جداً وتحتاج لأموال طائلة.

انعدام عقار

أقرت وزارة الصحة بولاية الخرطوم بانعدام عقار خاص بالتخدير خاص بعمليات الأذن والحنجرة في الفترة السابقة وأكد مدير إدارة المستشفيات بالوزارة د. عماد مامون في تصريح لـ(الصيحة)عدم توقف العمليات حالياً بسبب انعدام البنج، وكشف عن استقبال مستشفيات الخرطوم  لعدد 33 جريح من جرحى الجنينة، وقال إن إدارته لم تتلق أي شكوى خلال الأيام الماضية من المستشفيات بانعدام البنج أو توقف العمليات. وأكد أن المستشفيات تجري حالياً عمليات الطوارئ والعمليات الباردة على حد سواء وشكا مامون من شح الموارد مستهجناً صرف الميزانيات على الرخام على حيشان مستشفيات الشرطة والجيش في وقت يعاني فيه المريض مطالباً بتوفير ميزانيات الصحة، وقال إن 90% من الميزانيات التي تصرف على الصحة هبات من منظمات، مستنكراً أن تدمج  ميزانية الطوارئ مع ميزانية الصحة. وقال يجب أن يكون بند الطوارئ بنداً منفصلاً بذاته وقال كنا نعاني من حرب كورونا ولم تخصص لها ميزانيات وكشف عن وجود نقص في الأجهزة وجود مستشفيات فقيرة في وقت تخصص فيه ميزانيات ضعيفة.

دخول المصانع الإنتاج

فيما أقر مدير الطب العلاجي بوزارة الصحة الاتحادية د.هيثم عوض بوجود أزمة في الدواء خلال الشهرين الماضيين، وأكد دخول مصانع الأدوية المحلية دائرة الإنتاج خلال شهر، منوهاً إلى أن المصانع المحلية كانت قاطعة من الإمداد، وقال إن توزيع الأدوية والبنج كان يتم وفقاً للحاجة، وقال إنه في الفترة الأخيرة تم توفير دولار لاستيراد الدواء.

اجتماعات مستمرة

وللوقف على تفاصيل القضية قامت (الصيحة) بالاتصال على إدارة الإعلام بالهيئة العامة للإمدادات الطبية حيث أفادنا مدير الإدارة عزالدين دهب بأن إدارات الهيئة في اجتماعات مستمرة منذ عدة أيام، للبحث في قضايا الأدوية بالبلاد ووعدنا بتحديد موعد مع الإدارة المختصة خلال الأيام القادمة.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى