حميدتي إلى تشاد.. فُرص الدبلوماسية العسكرية!

 

تقرير / نجدة بشارة

في زيارة قصيرة تستغرق يوماً واحداً، توجّه النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو أمس السبت إلى جمهورية تشاد، في زيارة  يرافقه خلالها وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول ركن جمال عبد المجيد.

وتأتي زيارة  حمدان دقلو والوفد المرافق له إلى تشاد حسب تصريحات للسيادي، لبحث مسار العلاقات الثنائية، إلى جانب القضايا والموضوعات المشتركة على الصعيدين الإقليمي والدولي ودفع مجالات التعاون المشترك لآفاق أرحب بما يخدم مصالح شعبي البلدين الشقيقين؛ وكان في وداعه بمطار الخرطوم الفريق الركن محمد الغالي علي يوسف الأمين العام لمجلس السيادة، والسفير التشادي بالخرطوم عبد الكريم كبير  وعدد من المسؤولين بالدولة.

ما وراء الزيارة

وكشفت مصادر مطلعة أن الزيارة يأتي  في مقدمتها بحث التطورات الأمنية بين السودان وأثيوبيا؛ وإطلاع الجارة تشاد على آخر مستجدات الأوضاع الأمنية بالداخل أولاً، ثم بحث فرص تحقيق السلام الشامل، إضافة إلى تفعيل الإجراءات الأمنية بين البلدين في المنطقة الحدودية لمنع الجريمة والتهريب والإضرار باقتصاد البلدين.

وفي مطلع الأسبوع الجاري، أجرى حميدتي زيارة قصيرة إلى إريتريا أطلع خلالها الرئيس أسياس أفورقي على مجريات السلام في السودان، وفيما يتعلق بالتبادل التجاري والاقتصادي وتجارة العبور عبر ميناء بورتسودان، ينتظر تفعيل  وإعادة تنشيط التبادل التجاري وفقاً للاتفاقيات الموقعة في هذا الصدد، إضافة إلى مناقشة العودة  الطوعية والتدريجية للاجئين. وكان  في استقبال “حميدتي” ووفده بمطار إنجمينا، وزير خارجية تشاد محمد زين شريف، ومتوقع أن يلتقي الفريق أول دقلو خلال الزيارة الرسمية التي تستغرق يوماً واحداً الرئيس التشادي إدريس ديبي.

تشاد والسودان

زيارة (حميدتي) لم تكن الأولى لتشاد، حيث سبقت هذه الزيارة،  زيارة لدقلو قبل عام؛ شملت توقيعات على ملفات مهمة، وأكد فيها الطرفان عزمهم المشترك لتعزيز التعاون الثنائي. ورحب الطرفان بالتطور في العملية السياسية في السودان؛ لاسيما ملف السلام، مؤكدين على ضرورة الوصول لسلام شامل ونهائي، ووجه الطرفان نداء لجميع قوى الكفاح المسلح لتغليب الحوار والمصلحة الوطنية. وشدد الطرفان على أهمية تفعيل دور القوات المشتركة التشادية ــ السودانية في مجال تأمين الحدود وتنقل الأفراد والبضائع، والشاهد أن دولة تشاد وقفت بجانب السودان في كثير من الأوقات الصعبة والأزمات.

تحركات ماكوكية

ويلاحظ أن الفترة الأخيرة نشطت فيها  تحركات المجلس السيادي في زيارات خارجية ضمت دول الجوار .. وشملت زيارتين لعضو المكتب السيادي الفريق ركن شمس الدين كباشي إلى القاهرة وسبقها بزيارة لجوبا، حيث التقى عضو المكتب السيادي الفريق ركن شمس الدين كباشي في زيارة  لدولة  مصر العربية؛ أطلع خلالها الجانب المصري على آخر التطورات الأمنية في السودان .. وبحث آخر المستجدات، وذلك تزامناً مع تصاعد التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا  فيما سبقت الزيارة، زيارة الفريق أول شمس الدين كباشي  زيارة  لدولة جنوب السودان أطلع فيها الجانبان على  تطورات الحدود مع إثيوبيا.

ويُلاحظ أن  إقليم “تيجراي” الذي يشهد حرباً بين الجيش الإثيوبي الفيدرالي و”الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي”، يقع في المثلث الحدودي بين إثيوبيا والسودان. ودولة تشاد تعتبر بوابة ومعبراً حدودياً الى الدول الأفريقية. ونهاية ديسمبرالماضي، أعلن السودان السيطرة على كامل الأراضي الحدودية مع إثيوبيا، لتتهم الأخيرة الخرطوم بغزو أراضيها، وانتهاك الاتفاق الموقع بين البلدين عام 1972، بشأن القضايا الحدودية. ومنذ نحو 26 عاماً، تستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في منطقة “الفشقة” (شرق)، بعد طردهم منها بقوة السلاح.

السلام والأمن

يرى المحلل الإستراتيجي السفير  طريفي كرمنو في حديثه لـ(الصيحة)، أن الزيارة غالباً لتنوير حكومة  تشاد التي تعتبر جزءاً من تكتل الاتحاد الأفريقي بمستجدات التطورات الأثيوبية على الحدود السودانية، بعد تحلق الطائرة الأثيوبية المحملة بالأسلحة فوق الحدود.. خاصة وأن الأخير يرفض المواجهة المسلحة مع أديس أبابا ويسعى لتقارب وجهات النظر بإطلاع دول الاتحاد الأفريقي بوجهة نظر السودان.. وإعتبر  كرمنو أن هذه الزيارات جزء من  الدبلوماسية السيادية ويقوم بها الجانب  العسكري الذي  استطاع ان يثبت تفوقه في هذا المجال   الفترة السابقة.. وأشار إلى أهداف أخرى متوقعة من الزيارة مثل بحث ملفات السلام .. وهنالك قضايا النازحين واللاجئين السودانيين الموجودين في تشاد ومحاولة إيجاد حل لهذه القضايا.

دقلو مغرداً

في الأثناء، غرد  النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو  على تويتر بأنه أجرى  بالعاصمة التشادية إنجمينا مباحثات مثمرة مع فخامة الرئيس إدريس ديبي إتنو، في حضور وزير الخارجية عمر قمر الدين ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق جمال عبد المجيد. مضيفاً أن الجارة تشاد لعبت دوراً مهماً في اتفاق السلام الذي وقّعناه في أكتوبر الماضي، نأمل أن يستمر هذا الدعم والتعاون لتنفيذ الاتفاق الذي سينعكس على أمن واستقرار بلدينا وعلى دول المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى