نقر الأصابع.. على طريقة الرسم بالكلمات

اعداد :. سراج الدين مصطفى

كمال شداد:

الدكتور كمال شداد رئيس الاتحاد العام لكرة القدم، لا شك أنه خبير رياضي كبير.. تلك حقيقة لا ينكرها إلا مكابر.. له وضعيته وتقديره داخلياً وخارجياً، وهو من أعلام كرة القدم عالمياً ووصل إلى درجة خبير في اللجنة الأولمبية الدولية، وهي كما معروف أكبر هيئة في العالم مختصة بشئون كل الرياضات، ولكن شداد رغم ذلك شخصية خلافية وشديد التعنصر لرأيه، ويصل في ذلك إلى مرحلة من الديكتاتورية وهو تقريباً لا يقتنع بنظرية الرأي والرأي الأخير، ولعل التمدد الكامل لشداد وفرض رأيه (كسر رقبة) ذلك يعود لهشاشة المنظومة القانونية في الاتحاد العام وضعف معظم من يعملون معه وعدم قدرتهم على مواجهته.. وهكذا تُصنَع الشخصية الديكتاتورية.

الأستاذ معتصم محمود:

كتابتي عن الدكتور كمال شداد في الفقرة أعلاه، قادتني مباشرة للصحفي الأستاذ معتصم محمود وهو يعتبر من أكبر مناصري الدكتور شداد، وذلك حقه بالطبع، ولكن بتقديري الخاص أن الأستاذ معتصم محمود من أفضل من يكتبون في الصحافة الرياضية ورغم أنه ولج إليها من باب الصحافة السياسية ولكنه برع في مجال النقد الرياضي، وإن تماهى ذلك النقد مع لونيّته الزرقاء، وهو كذلك صحفي يُتقن الكتابة في المنوعات بدرجة عالية من الإبهار والمتعة، ورغم اختلاف (اللون) بيننا ولكني أجد متعة لا نهائية في كل كتاباته ذات اللغة الرفيعة والمفردة الرشيقة التي تتسم بالعنف أحياناً،.. تحية المحبة والإعجاب لأستاذنا معتصم محمود الصحفي الرقم الذي يصعب تجاوزه.

فائز السليك ومولانا التاج:

نشبت في الأيام الماضية معركة إعلامية ما بين الأستاذ فائز السليك والقيادي بقوى الحرية والتغيير مولانا إسماعيل التاج، وما دار بينهما هو تأكيد واضح على أن الثورة بدأت تأكل أولادها، وهي حالة من التشظّي لم نكن نريدها في الوقت الراهن، لأنها تؤكد تماماً أن الخلافات أصبحت السمة الأبرز بين المُكوّن المدني في الحكومة التنفيذية التي تدعو للمدنية، ذلك التراشُق محسوب بالطبع على الثورة وقادتها، وذلك سيقود إلى مزيد الضعف والوهن خاصة أن الحكومة المدنية بدأت أراضيها أمام الشارع بسبب الضائقة الاقتصادية التي أصبحت غولاً يلتهم كل شيء ويطحن المواطن بنيران الأسعار والارتفاع اليومي لها.

محمد طه القدال:

الشاعر الشعبي الكبير محمد طه القدال.. اسم يحتشِد بالمغايرة .. شاعر صاحب لون مختلف وغير معهود .. يكتب الشعر الذي باستطاعته أن ينقلك إلى سهوب البوداي وتخوم الحضر.. مفردته رغم شعبيتها وسودانيتها المحضة لكنها موغلة في الحداثة.. شاعر ريفي في منتهى الحضرية والمدنية.. نسج القدال شاعريته وفرضها على واقع الشعر في السودان.. وهو شاعر يمكن أن نضعه في أطُر كثيرة.. ومن بين تلك الأطُر الدوبيت.. فهو كتبه واستخدمه في الكثير من كتاباته مثل أغنية (مسدار أبو السرة) التي تغنيها عقد الجلاد، وهي أغنية قدّمته كشاعر متجاوز لحال السائد من الأنماط الشعرية، فهو أحدث  نِقلة مُهمة في مسيرة شعر الدوبيت حتى كاد أن يصبح امتداداً لجماليات الحردلو وود ضحوية وود شوراني.

برعي محمد دفع الله:

الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله، تميزت شخصيته الفنية بتدفق العاطفة الرقيقة وأفكاره الموسيقية سبقت عصره… كان يسعى دائماً إلى احترام فكر المستمع من حيث قيمة العمل ومضمونه.. لا يحب أن يقدم عملاً لا يضيف إلى رصيده الفني لأنه وعلى مستوى سنوات طويلة قدّم أكثر من 350 عملاً غنائياً وموسيقياً كلها وبدون استثناء تركت بصماتها على وجدان الجماهير.

المهندس عمر الدقير:

بتقديري الخاص، أن المهندس عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني واحد من أهم القيادات التي أفرزتها ثورة ديسمبر المجيدة، فهو رجل وطني عيار (24) قيراط، رجل همه الوطن وليس البحث عن المناصب والتكسب منها كحال البقية اللاهثين خلفها بطريقة مثيرة للدهشة والاستغراب، ولعله في وطنيته الرفيعة مثله مثل الدكتور محمد ناجي الأصم، فكلاهما يتميز بالتجرد والوطنية الخالصة، وعينة الدقير والأصم هي الشخصيات التي نريدها أن تكون في المقدمة لتقود التغيير المنتظر والمنشود، لذلك أتمنى أن يصبح الدقير نائباً للدكتور حمدوك حتى يغطي بعض ضفعه في عدم القدرة على المواجهات واتخاذ القرارات الحاسمة.

حافظ عبد الرحمن:

أي مقطوعة موسيقية عند الموسيقار  حافظ عبد الرحمن أفضل من أي عقار طبي يصفه الطبيب.. كل مقطوعاته  ذات مفعول سريع في تهدئة الأعصاب.. لكل ذلك أستمع لحافظ عبد الرحمن حتى أكون إنساناً لا يهتم بمتاعب الحياة وضغوطها العجيبة.. وهو مبدع مغاير ومختلف يستطيع أن يرحل بك بعيداً ويسوقك إلى دنيا مختلفة من الموسيقى العذبة التي تلامس تخوم الروح، وهو حينما يعزف على آلة (الفلوت) تحس وكأن لهذا المبدع (أصبع سادس) يلامس بها الفضاءات البعيدة في الروح، فهو مبدع وسيم تدخل أنغامه إلى ما وراء الجلد والعظم.

يوسف الموصلي:

حينما نتأمل السيرة الذاتية الضخمة للموسيقار يوسف الموصلي تصيبنا حالة من الإدهاش، ونجد أنفسنا أمام فنان أسطوري ومعجزة حقيقية في زمن قلّت فيه المعجزات وكثُر فيه العاجزون،  فالساحة الفنية تحتاج لأمثاله.. لأنه يملك المؤهلات اللازمة ليشكل إضافة حقيقية في المجال الموسيقي والغنائي.. وعودته الأخيرة  للاستقرار في السودان السلاح الأول لمحاربة الغناء الهابط والأصوات النشاذ، وأكثر ما يعجبني فيه روحه العصرية والتقدمية وانحيازه الكبير للأصوات الشبابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى