محاولات الهروب من واقع فرضته عليها الثقافة الاجتماعية!!

لماذا تخفي المرأة عمرها الحقيقي؟

 

تحقيق: سراج الدين مصطفى

السر الوحيد:

قديماً قالوا إن السر الوحيد الذي تستطيع المرأة الاحتفاظ به هو عمرها! والغريب أن إخفاء حواء لسنها الحقيقية ظاهرة قديمة، وربما لهذا السبب الوجيه لجأت السيدات إلى ما يحفظ شبابهن، ولهذا السبب أيضاً اخترعت المساحيق، التي تطورت فيما بعد إلى (ماكياج) تخفي به المرأة آثار الزمن، ثم كان من حسن حظ حواء أن تطور الماكياج نفسه مع الزمن فأصبحت هناك مراكز تجميل وعمليات لشد الوجه وإزالة التجاعيد، وفي (غضون) ساعات تزيل المرأة (غضون) الزمن!

ومن المعروف أن حواء تضيف سنة إلى عمرها كل عام حتى تبلغ الخامسة والعشرين، ومن ثم تبدأ كل عام بإنقاص سنة من عمرها، وربما (تتكرم) على الزمن فيتوقف نموها عند الثلاثين على أقصى تقدير.

حواء الخالدة:

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا تريد حواء أن تظل صغيرة وجميلة إلى الأبد، ألم تصبح المرأة كما تزعم على قدم (المساواة) مع الرجل؟ أليس في رغبتها الاحتفاظ بشبابها الدائم اعتراف منها بأنها ستظل (الأنثى) رغم كل شيء؟ أعتقد أن هناك أسباباً وراء إخفاء المرأة لسنها أهمها الصورة التي رسمتها الثقافات عن المرأة وهي صورة المرأة المرتبطة بالخصوبة والمرأة الشابة وما يسمونه (حواء الخالدة) التي تستطيع أن تبقى دائماً جميلة سواء في عيون زوجها أو عيون المجتمع ككل.

سن اليأس:

الباحث الاجتماعي السر محمد نوري قال للحوش الوسيع (صورة المرأة كإنسان وكائن طبيعي له طفولته وصباه وشبابه وكهولته، وهي صورة غير متداولة وغير معترف بها! كما أن هناك ضغوطاً نفسية واجتماعية تمارس ضد المرأة وخاصة تسمية سنها المتقدمة (بسن اليأس)، والرجال هم جزء من المنظومة الاجتماعية التي تدفع المرأة لذلك، ومع ذلك ليس كل النساء حريصات على إخفاء أعمارهن لأنهن استطعن أن يتحررن من القيود التي تفرضها عليهن تلك الصورة ونظرن إلى أنفسهن ككائنات طبيعية تعيش عمرها الحقيقي.

سؤال طالما حير الرجل:

لماذا تخفي المرأة عمرها الحقيقي..؟ سؤال طالما حير الرجل.. ولم يوفق في إيجاد العذر المناسب له.. بل كان ولازال يتهم المرأة بالكذب ولكن الذي خفي عن الرجل.. ويضيف الباحث الاجتماعي السر محمد نوري (إن المرأة لا تتعمد الكذب حول سنها.. بل تحاول الهروب من واقع فرضته عليها الثقافة الاجتماعية.. التي ربطت بين المرأة.. (والخصوبة).. بكل ما تحمله هذه الكلمة.. من أنوثة وشباب وحيوية.. وإنجاب فالرجل هو المسؤول الأول عن أمر إخفاء المرأة عمرها الحقيقي.. فهو ومهما تقدمت به السنون.. يبحث دائماً عن المرأة الأكثر شباباً لإشباع احتياجاته.. مما يدفع المرأة.. لأن تدلل على نفسها وتقول إنها (لازالت صغيرة السن) لكي تبقى مطلوبة.. ومرغوبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى