نقر الأصابع.. على طريقة الرسم بالكلمات

 

اعداد :  سراج الدين مصطفي

الطيب مصطفى:

بتقديري الخاص أن التردي المريع الذي تعيشه الساحة الفنية تسبب فيه الطيب مصطفى والوحل الذي يعيشه التلفزيون القومي من تردِّ في كل برامجه يرجع للذهنية  المتسلطة والخاوية التي حاولت أن تهدم  البناء المتسامح للمجتمع السوداني.. ومن منطلق مبدأ المحاسبة.. أرى ضرورة محاسبة الطيب مصطفى بتهمة (تخريب الذوق السوداني) كما خرب رفقاؤه في الاقتصاد والسياسة والرياضة وتركوا البلد تعايش المعاناة في كل شيء.. المؤلم في الأمر أنه ما زال حتى اليوم ينفث سمومه عبر الكتابة، وهو يعتبر أكبر محرض على الانقلاب على الفترة الانتقالية.

فيصل محمد صالح:

من المؤكد جداً أن فترة الوزير فيصل محمد صالح مع وزارة الثقافة والإعلام لم تكن ناجحة كلياً، وكذلك لم تكن فاشلة كلياً، وهي تجربة لا تنفصل عن الوضع العام لأداء وفاعلية حكومة الفترة الانتقالية التي لم تجد الرضا حتى الآن باعتبارها حكومة ثورة ولها شرعية خاصة، ولكن في العموم هنالك ملفات كثيرة تماهى معها الوزير فيصل ولم يكن حاسماً معها، وأصبح مهموماً أكثر بكونه ناطقاً رسمياً للحكومة، وعلى المستوى الشخصي أتمنى أن يواصل فيصل، لأنه جزء أصيل من هذه الثورة ويهمه جداً أن يحميها بأداء جديد ومثالي.

أحمد التش:

لاعب المريخ الموهوب أحمد حامد التش.. اتضح جلياً أنه يجد تقديراً كبيراً من كل ألوان الطيف الرياضية ومختلف الانتماءات، وهذه حالة نادرة من التقدير، أن يجد لاعب كل هذه المحبة، واتضح ذلك خلال محنة إصابته الأخيرة والتعاطف الكبير الذي وجده، والتش بذلك يؤكد بأنه لاعب موهوب ومحبوب.. ولعل هذا النموذج الأخلاقي افتقدته ملاعبنا كثيراً ونحتاج لأمثاله من أصحاب الأخلاق الرفيعة لتقريب المسافات ونبذ التعصب الأعمى.

محمد الأمين:

ما من شك أن الموسيقار الكبير محمد الأمين، يعتبر حاليًا هو آخر من يصارع لأجل المحافظة على تجربته التي أثرت الوجدان السوداني وجعلته متربعاً على القمة منذ لحظة ظهوره في بداية الستينيات حتى اليوم، وهذا الحضور ما كان له أن يتحقق لو لا أن الرجل جاء بطريقة غنائية ولحنية جديدة على الأذن السودانية، وريادة محمد الأمين معلومة بالضرورة ولا تحتاج للتذكير بها، وأكثر ما يميزه   جديته والتزامه الصارم بتقديم ما هو غير معهود، فهو منذ أن تغنى بأغنية (وعد النوار) أصبحت تجربته الغنائية بمثابة فتح وطفرة في مسار الأغنية السودانية الحديثة.

ولاء البوشي:

وزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي، أعتقد بأنها تحتاج لفرصة ثانية في وزارة الشباب والرياضة، فهي جاءت في ظروف بالغة التعقيد والوضع عموماً لم يكن يساعد في النجاح ولكنها تحركت وفق الإمكانيات المتاحة رغم شحها، وإمساكها بملف المدينة الرياضية والتحقيق فيه ومعاقبة من انتهكوا الأراضي ونهبوها يجعلنا نطالب بأن تستمر حتى تصل لغايات ونهايات هذا الملف الشائك الذي يهم كل الشعب السوداني.. وأعتقد بأنها بدأت تنضج فكرياً وبدأت تلامس النسيج الحي للقضايا الرياضية.

عثمان حسين:

على المستوى الشخصي أضع للفنان الراحل عثمان حسين تقديراً خاصاً ليس كمغنٍّ فحسب .. بل (كإنسان محترم)،  ويعتبر عندي نموذجاً يحتذى في احترام النفس والآخرين.. فهو حينما شعر بأن صوته ليس على ما يرام وفقد الكثير من بريقه وجمالياته.. توقف  عن الغناء ليحتفظ بتاريخه الجمالي عند الشعب السوداني.. ذلك هو عثمان حسين الذي قدم محراب النيل.. شجن.. قصتنا.. ليالي الخريف.. الوكر المهجور.. خاطرك الغالي.. عشرة الأيام.. أوعديني وكيف لا أعشق جمالك وغيرها من الروائع الخالدة في وجدان الشعب السوداني.

هيثم كابو شاعراً:

دشن قبل أيام الإعلامي هيثم كابو أغنية توعوية لمحاربة فيروس كورونا.. كابو استلهم من التراث الغنائي القديم أغنية (الليمون) التي كانت تتغنى بها الفنانة عائشة الفلاتية ونسج كلمات جديدة على نسق اللحن وذلك رفقة الموسيقار عثمان محيي الدين الذي قام بالتنفيذ الموسيقي بكل براعة، الفكرة كانت ناجحة وجيدة وفيها ابتكار يظهر المواهب الشعرية الخافية لدى الصحفي هيثم كابو الذي يقرض الشعر سراً، ولعله اختص الفنان وليد زاكي الدين بواحدة من قصائده الغنائية ولكنها لم تر النور حتى الآن.

هدوء حمدوك:

البعض يعتقد أن الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء يتسم بالبرود ولا ينفعل مع قضايا شعبه الحياتية والهموم اليومية، وطريقته التي يعلوها الهدوء، هي شكل غير معهود وجديد على الشعب السوداني والذي ظل لمدة ثلاثين عاماً يشاهد ويستمع للخطب الحماسية واللغة الهوجاء من شاكلة (صرفت ليها بركاوي) و(أمريكا تحت جزمتي)، ولكن ذلك العهد انتهى وجاء زمن السياسي الذي يتسم بالكياسة والرؤية العميقة والإستراتيجية، وذلك ما يتمثل بالضبط في شخصية حمدوك ذات النزعة الهادئة والرزينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى