الطاهر ساتي يكتب : حكومة مُرسي..!!

 

:: يوم الأربعاء الفائت، زار وفد إثيوبي، بورتسودان ومناطق أخرى، ليقف على حجم إمكانيات بلادنا في مجال النقل البحري، ولتعزيز حركة التجارة الخارجية لدولة إثيوبيا عبر الموانئ السودانية، ولتقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين عبر هذه الحركة التجارية.. والتقى الوفد الإثيوبي بإدارات هيئة الموانئ البحرية وجمارك البحر الأحمر وشركاء صناعة النقل البحري من المخلصين ووكلاء البواخر والشركات الملاحية وآخرين، وقد رحبوا بفتح موانئ بلادنا للجارة إثيوبيا..!!

:: ولكن يوم أمس، أي بعد ثلاثة أيام من الترحيب بالوفد الإثيوبي، أعلنت السلطات المصرية عن السماح لبلادنا باستخدام الموانئ المصرية للاستيراد، ثم لتصدير ما يزيد عن (90%) من صادراتنا، وذلك لصعوبة العمل وتدهوره بميناء بورتسودان.. وقال وزير المالية المصري محمد معيط: (تم التوافق مع السودان على الإجراءات اللوجستية لاستخدام الموانئ المصرية – خاصة العين السخنة والسويس – في التصدير والاستيراد، على أن يتم سداد مقابل هذا الاستخدام..!!

:: ثلاثة أيام فقط لا غير، هي الفترة الزمنية ما بين الإعلان عن تجفيف موانئ السودان البحرية بواسطة الموانئ المصرية والترحيب بالوفد الإثيوبي لاستخدام هذه الموانئ المراد تجفيفها.. عفواً، ربما رحب من نلقبهم بالمسؤولين بوزارة النقل وهيئة الموانئ البحرية بالوفد الإثيوبي ليتم التفاوض معهم على مرافقة بلادنا في استخدام الموانئ المصرية، وليس هناك أي تفسير آخر لذاك الترحيب الحار والمتزامن مع إعلان تجفيف موانئ بورتسودان..!!

:: وبالمناسبة، استنفاع الآخرين – على حساب خسائرنا – سياسة تتوارثها الحكومات الساذجة.. وعلى سبيل المثال، في أبريل العام 2017، وبالتزامن مع إعلان شركة الخطوط الجوية السودانية عن حصر أصولها وخسائرها بالمحطات الخارجية بغرض (التصفية)، دشّنت الخطوط الجوية السعودية أولى رحلاتها القادمة من جدة إلى بورتسودان.. وكان رد فعل المسؤولين بالنظام المخلوع (غريباً)، إذ احتشدوا واحتفلوا بمناسبة التدشين.. ثم طالبوا الخطوط السعودية بالمزيد من الرحلات..!!

:: يومها شبّهت أحوال أولئك البلهاء، وهم يفرحون برحلات الشركة الأجنبية التي حلت محل رحلات شركتنا الوطنية، بحال عم مرسي.. فالشاهد أن عم مرسي كان يبتهل عقب كل صلاة: (اللهم أفتح أبواب رحمتك لحاج خليل وأرزقه رزقاً طيِّباً ومباركاً)، وعندما يسألوه: لماذا تنسى نفسك وتخص حاج خليل بهذا الدعاء؟، يرد بنبرة صادقة: (حاج خليل زول كويس، لمن أفلس بيسلفني، ولمن ربنا يديهو أكتر ح أسلف منو بقلب قوي)..!!

:: واليوم، ربما تتعمد حكومتنا الكريمة دعم الاقتصاد المصري بتجفيف موانئ بلادنا، بحيث نستخدم – وكذلك إثيوبيا المرحب بها – الموانئ المصرية.. أي ربما هي سياسة اقتصادية جديدة، جادت بها عبقرية (كفاءات قحت).. وإن كان كذلك، فقد أحسنوا التفكير، إذ من الأفضل أن يكون الاقتصاد المصري قوياً، و- مع تجفيف موانئ بلادنا – على رئيس وزراء حكومتنا الدعاء عقب كل صلاة: (اللهم أفتح أبواب رحمتك لمصر وأرزقها رزقاً طيِّباً ومباركاً)، لكي تُحظى بلادنا بالكثير من الإغاثات والأفران المصرية..!!

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى