تشكيل الحكومة.. المخاض العسير!

 

تقرير/ نجدة بشارة

من المنتظر إيداع  قوائم الترشيحات النهائية للمرشحين لشغل الحقائب  الوزارية للحكومة المزمع تشكيلها منضدة رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك اليوم الأحد بواسطة مركزية قوى الحرية والتغيير،  بحسب مصادر مؤثوقة .. لتخضع  لمزيد من المشاورات داخل مجلس الوزراء قبل أن تتم إجازتها الأيام القليلة القادمة.. ولعل تشكيل الحكومة الانتقالية في نسختها الثالثة صاحبتها تجاذبات وصراعات أجلت  تشكيلها مرارأ وتكرارًا وجعل العملية تمر بمخاض عسير .. لحين اكتمال قوائمها..

وراء الحدث

وتفيد متابعات “الصيحة”عن  اجتماع حاسم للجنة الترشيحات المركزية لقوى إعلان الحرية والتغيير جرى أمس، حول قائمة وزراء التحالف، وأقرت اللجنة وجود خلافات حول عدد من الحقائب الوزارية من بينها وزارة الطاقة، وأشارت المصادر إلى أن قائمة المرشحين للمناصب الوزارية تقلصت إلى نحو 47 مرشحاً حتى الآن من جملة 150 مرشحاً فيما استبعدت ذات المصادر تأخير تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي حتى فبراير القادم .. في ذات الوقت أعلن القيادي بمركزية التحالف الحاكم إبراهيم الشيخ  في برنامج (كالآتي) على قناة النيل الأزرق الثلاثاء الماضي، أن إعلان المجلس التشريعي يوافقه يوم أمس السبت، فيما حدد الشيخ مطلع يناير المقبل موعداً للإعلان عن الوزراء الجدد.

وضع معقد

وحسب مصادر داخل الحرية والتغيير، فإن  الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد يواجه  وضعاً معقداً في ظل  خلافات حادة بين  شركاء الفترة الانتقالية حول الحقائب الوزارية. وحسب مصادر صحفية، فإن الإعلان عن التشكيل الوزاري سيتأخر لحين عودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من زيارة مرتقبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية،  وقالت المصادر إن الإعلان يواجه وضعاً مرتبكاً حول بعض الحقائب الوزارية. وتعقد قوى الحرية والتغيير يوم السبت اجتماعاً هاماً بشأن الحقائب الوزارية، لمناقشتها توطئة لرفعها لرئيس الوزراء.

صراع ولكن

فيما كشفت مصادر مطلعة عن تمسك الجبهة الثورية بثلاث وزارات  سيادية، وهي  الخارجية، المالية، والمعادن، فيما  رفضت وزارة للسلام وأخرى للاستثمار. ونوهت المصادر إلى أنه تم رفض إعطائهم المالية، بينما توقعت إعطاءهم الخارجية والمعادن ووزارة الإعلام؛ هذه التجاذبات لفتت الأنظار إلى صراع مكتوم داخل الإئتلاف الحاكم، وعن ما قد تسفر عن محاصصات وترضيات في التشكيلة الحكومية المتوقع تكوينها. لكن رئيس حزب الأمة القومي  اللواء فضل الله برمة ناصر قلل في حديثه لـ(الصيحة) من هذه  الصراعات، واعتبرها تنافساً محموماً  يجري الآن لإعطاء الفرصة لتشكيل حكومة منتقاة، وعدّ ما يمر به مجلس التغيير من صعوبة الاختيار والمخاض العسير الذي أدى  لتأجيل التشكيل أكثر من مرة تنافساً  طبيعياً.. وتوقع ميلاد  تشكيل حكومي فاعل يضم رموزاً  تنطبق عليها كل المعايير المطلوبة للكفاءة والخبرة .. حتى يعبروا بالفترة الانتقالية إلى بر الأمان، وأكد على مشاركة حزبه في  التشكيل الحكومي الانتقالي  المزمع تكوينه،  وقال: إن الحزب سيكون شريكاً بممثلين له في كل مؤسسات الحكم الانتقالي بدءاً من  المجلس السيادي، والوزارات وحتى المجلس التشريعي.. بحسب ما يحدده  حجم التمثيل الممنوح للحزب.. وأردف بأن  المرحلة الحالية يجري فيها تحديد نسب الوزارات والمجلس السيادي، والمرحلة الثانية سيتم فيها تحديد المرشحين للحقائب حسب (الكوتات) لكل كيان منفصل، وأكد عدم الدفع  بقائمة المرشحين  حتى الآن لمجلس الحرية والتغيير، وأردف: ننتظر اكتمال المرحلة الأولى.

تأثير وتأثر

ويرى المحلل السياسي بروف عبده مختار في حديثه لـ(الصيحة)، أن تأثير تأخير  تكوين المجلس التشريعي والحكومة المنتظرة وحتى اكتمال الهياكل والمفوضيات  إحداث (ربكة وخلل) واضح في أداء الجهاز البيروقراطي في الدولة، وانعكس سلباً على الوضع المعبشي للمواطن كما أضعف حكومة الفترة الانتقالية.. وقدرتها على معالجة الأزمات مثل الاقتصاد، التعليم، الصحة وغيرها، وأشار إلى أن هذا التأخير ليس في صالح الحكومة الانتقالية أو الثورة وتحقيق أهدافها .. وسيؤدي إلى مزيد من  الإحباط للشارع .. لذلك الحل الوحيد هو تسامي الجميع فوق مصالحهم الخاصة  بتقديم التنازلات لتكوين الحكومة وتكون قائمة على  تصريف الأعمال والكفاءات ومهمتها معالجة الأزمات والإعداد للعبور للانتخابات .. والأهم هو تناسي الخلافات.. وأردف: الصراعات بسبب المحاصصات والبحث عن الأفضلية للوزارات والمقاعد.. كمراقبين نتوقع مزيد من المعاناة للشعب السوداني والتأخير والخسران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى