النيل الأبيض.. الإسكان.. نواقص الخدمات وقرار النزع

تقرير: أحمد جبريل

حلم العامل والموظف منزل صغير يأويه وأسرته، يقيهم شرور الإيجار والتجوال من منزل إلى آخر، إذ ارتفعت الإيجارات إلى أرقام فلكية، عندما قررت حكومة النيل الأبيض المضي في بناء مساكن للعاملين بالدولة كان قرارها صائباً، فسرعان ما كونت صندوق الإسكان والتعمير الذي بدأ العمل، وطفت إلى السطح شركة يرأسها شخص أجنبى بدأت تنفيذ المشروع بكوستي وربك، الشركة المذكورة حازت الحق لتشييد منازل للعاملين بالدولة بلغت 900 منزل بتمويل بنكي، لكن المشروع منذ ابتداره فى 2008 وحتى يوم الناس هذا لم يكتمل رغم مرور خمسة مديرين تنفيذيين، تسلم بعض الملاك منازلهم واستقروا بها لكن ما زالت المعاناة من العطش مستمرة، حيث تنعدم خدمة مياه الشرب بالمدن السكنية بكوستى وربك، يباع برميل المياه بمائة وخمسين جنيهاً، في حين تتوفر خدمة الكهرباء، والأهم من كل ذلك إيقاف وزارة المالية الولائية سداد الأقساط من كشف المرتبات لمدة سبع سنوات، الأمر الذي فاقم وراكم المديونيات وأحدث خللاً كبيراً في سداد الأقساط ما دفع البنك الممول للبحث في مسألة نزع المنازل حسب قانون الأموال المرهونة للمصارف.

تحركت لجان المدن السكنية عندما بُلِّغت بنية البنك نزع المنازل لعدم السداد حسب قانون الأموال المرهونة للبنوك، وهي لجان من الملاك  لتلافي الآثار السالبة التي تنجم عن قرار نزع ملكية جميع المساكن من أصحابها، حيث تقع المنازل ضمن ذاك القانون، وهى مرهونة لبنك الخرطوم الممول الذي أعلن لإدارة صندوق الإسكان والتعمير بالولاية نيته نزع المنازل لعدم وفاء الملاك بالسداد.

الثلاثاء الماضي سجلت لجنة من الملاك بإسكان كوستى وربك زيارة إلى مكتب والي النيل الأبيض الذي زار مدينة كوستي بعد يوم واحد من زيارة الملاك (الصيحة).

المتحدثون أجمعوا على نقاط محددة أولها مسألة النزع وتوقيع إقرارات بذلك لإدارة الصندوق، حيث أبانوا أن العقد الأول كانت تكلفة المنزل 42 ألف جنيه، ثم ارتفعت إلى 63 ألفاً، ثم إلى 83 ألفاً مؤخراً، أيضاً انعدام مياه الشرب وعدم توفر العديد من الخدمات وخاطب مواطن والي الولاية بطلب ردمية تمتد لمسافة كيلومتر واحد تربط المدينة الشمالية بأسفلت كوستي الأبيض، وذكر أنه فى خريف منصرم حمل تلميذته على كتفه خائضاً الطين والأوحال ومياه الأمطار حتى أوصلها الطريق القومي لإسعافها من مرض الأزمة.

عبد الرحمن محمد أحمد المدير التنفيذي للصندوق في رده على التساؤل الخاص بارتفاع التكلفة، قال: عندما استلمت العمل قبل عام ونصف وجدت الصندوق متعاقدًا مع بنك الخرطوم على تشييد 900 منزل بتكلفة تمويل البنك 37 ألفاً للمنزل الواحد للتشييد، المهندسون جاءوا بطلب تمويل إضافي 19 ملياراً لتقفز تكلفة المنزل إلى 42 ألف جنيه والتمويل محكوم بشروط مرابحة.

ومضى المدير التنفيذى بالقول: بفترة سداد لعشر سنوات ولـ 900 منزل جملة المبلغ 74 مليوناً عندما قسمناها أصبح المنزل بـ83 ألف جنيه، هناك فقرة قانونية تقول خلال ثلاث إشهر إذا لم تدفع أقساطك للصندوق الحق فى نزع منزلك بدون إنذار وبنك الخرطوم الممول متمسك بأمواله، لكن إذا الولاية قامت بالسداد لا مشكلة.

الملاك ضربوا على وتر آخر حيث قالت مالكة لمنزل تعمل بوزارة الزراعة إنهم يؤملون في الوالي أن يحل المشكلة قانونياً وإدارياً، فزيادة الرواتب ابتلعها السوق، بالتالي هم عاجزون عن الوفاء بالمبالغ المستحقة.

أمين عام إحدى النقابات التي ابتدرت المشروع قال إن الإسكان قصة طويلة ومأساة كبيرة، سعر البيت إلى المياه التي لم تصل وقد بذلت وعود براقة للأسف لم نجد أي تنفيذ، وذكر أن المنازل تفتقر إلى اشياء كثيرة جدًا.

المستشار القانوني لصندوق الإسكان والتعمير مولانا وهبي سيد أحمد، كشف عن الجانب القانوني لقرار نزع المنازل لتسوية حقوق البنك الممول، حيث قال: عندما حضرت وجدت خطابات تتحدث عن فشل الملاك في سداد أقساط المنازل، الأمر الذي سيضطر الجهات المختصة لنزع الـ900 منزل لصالح بنك الخرطوم، أيضاً وجدت عقود تكلفة التشييد 42 ألف جنيه غير شاملة تكلفة التمويل.

وهناك بند آخر أن القسط الشهري 320 بزيادة 10% ليصبح 83 ألف جنيه، كما يحق للبنك نزع المنازل حسب قانون الأموال المرهونة.

وقال مولانا وهبي: المستفيدون تقاعسوا عن سداد الأقساط بعضهم لسنوات لم يسدد وبعضهم سدد فقط 8 آلاف جنيه، في الخرطوم التقاعس لثلاثة أشهر نتيجته نزع المنزل.

هذا الأمر عطل عمل الصندوق في مشاريعه الجديدة، إذ امتنعت البنوك عن التمويل، لأن النظام المصرفي يورد عبارة (متعثر) بالتالي يستحيل التمويل الجديد.

وهناك أيضاً أخطاء من البنك الممول نفسه بعدم وجود استشاري للاستلام والمواطن نفسه لديه أخطاء لماذا يستلم منزلاً به نواقص.

هذه المسالة قبيحة في حق الولاية، أن يتم نزع بيوتها لعدم السداد.

إسماعيل وراق والي النيل الأبيض، خاطب الملاك بالقول (والله زول يطردكم ما في)، نحن في عهد دولة مدنية دولة المؤسسات والقانون، وجئنا ولاة نتاج ثورة عظيمة أحد شعاراتها العدالة أؤكد لكم في عهدنا لا يظلم أحد، نحن لا نعد المواطن بشيء لا نستطيع تنفيذه.

العهد الذي يننا والمواطن الصدق، وهذا نابع من قناعتنا بالثورة، رغم ظروف البلد، نحن نصرف المشاكل حسب الأولويات، ولدي خلفية عن هذا الملف قبل قدومي والياً، وأي وعد أقوله قابل للتنفيذ، فيما يلي قضية الإسكان كونت لجنة لدراسة الملف منذ أول يوم في تنفيذ المشروع إلى تاريخ اليوم واللجنة معنية بدراسة الملف دراسة متأنية وشاملة، تبحث مشكلات التمويل ونسبة الأرباح وقيمة العقد، وكيفية إكمال سداد متبقي الأقساط، أي مشكلة تؤثر على استقراركم سوف نحلها.

والتزم والي النيل الأبيض بعمل ردمية تربط المدرسة الواقعة بالمدينة الشمالية بالطريق القومي كوستي ـ الأبيض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى