الأستاذ محمد فرح حريقة لـ ( الصيحة ) :

تم تدمير مطبعة (آفاق) للتربية والتعليم ، والآن ترقد ( جثة هامدة )

المطبعة آلت لهيئة استثمار ولاية الخرطوم وتعاني من سوء الإدارة

حوار/ شجر

تحدث كثير من المختصين بطباعة الكتاب المدرسي عن إهمال شنيع تعرضت له مطبعة (آفاق) التابعة لوزارة التربية والتعليم في فترة النظام السابق، وتحسروا على الأموال التي صرفت عليها دون أن تحقق أي فائدة عدا بعض السنوات، وقالوا لـ (الصيحة) إن من أسباب تأخر طباعة الكتاب المدرسي كل عام لجوء مسؤولي الوزارة في الإنقاذ للطباعة في المطابع الخاصة للاستفادة من العمولات.

(الصيحة) وفي سعيها للوصول إلى معرفة الحقيقة، التقت بالأستاذ محمد فرح حريقة ممثل العاملين بمطبعة (آفاق) وخرجت بالإفادات التالية:

مطبعة (آفاق للطباعة والنشر)، كانت بمباني جامعة السودان في الجزء الجنوبي جوار السوق الشعبي، ثم انتقلت إلى مقرها الحالي بجبرة، وكانت لها مساهمات كبيرة جداً في طباعة الكتاب المدرسي، لأنها مختصة بطباعة الكتاب المدرسي الابتدائي والثانوي وامتحانات مرحلة الأساس، وكانت الطباعة  تتم بالتنسيق مع المحليات والمدارس لتحديد الكميات المطلوبة، وتتم الطباعة في الغالب قبل ثلاثة أشهر من تاريخ افتتاح المدارس.

*لماذا توقفت المطبعة إذن؟

في 2011 تم إيقاف جميع العاملين بالمطبعة لأسباب موضوعية،  كما أشار خطاب صدر من لجنة كونت لتصفية المطبعة، ولم نعرف ما هي تلك الأسباب الموضوعية التي أشار إليها الخطاب في ذلك الوقت خاصة بعد أن علمنا أن المطبعة لم تتم تصفيتها.

بعد إيقاف المطبعة وتصفيتها كما ذكر الخطاب، فوجئنا بأنها أصبحت تابعة لهيئة استثمار ولاية الخرطوم،  حيث قامت بتشغيلها، وأعادوا فقط العاملين ولم يعيدوا الموظفين، أصبحت هيئة الاستثمار هي المسؤولة، لكنها لم تقم بطابعة الكتاب المدرسي، وعملت عملًا خاصاً،  ودخل العاملون في شكوى ومطالب باستحقاقاتهم ابتداء من تقديم  شكوى في وزارة العمل ومكتب العمل والمجلس التشريعي، ولم نصل إلى نتيجة، بعد ذلك دخلنا في محكمة وعلمنا أن المطبعة لم تتم تصفيتها ورغم أنها كانت تابعة لوزارة التربية والتعليم ووزارة المالية، إلا أنها  لم تكن تطبع الكتاب المدرسي والذي كان يطبع في مطابع تجارية في السوق رغم وجود قرار صادر من ولاية الخرطوم أن يطبع في مطبعة أفاق ولم ينفذ هذا القرار.

*ما وضع المطبعة الحالي؟  

بعد قيام لجنة المفصولين تعسفياً، قدمنا كشفاً من العاملين الذين لم يتم إرجاعهم ونظرت فيه اللجنة، وأوصت بإعادة 33 مفصولًا وأربعة معاشيين بقرار مجلس الوزراء رقم ( 405) بتاريخ 6/10/2020م.

والقرار الآن بيد مدير المطبعة، لكنه تلكأ في تنفيذه مع أنه يعمل بعقد ويتبع للاستثمار.

*ماذا عن ماكينات المطبعة الآن؟

المطبعة الآن ترقد جثة هامدة، وهنالك ماكينات لعدم تشغيلها تعطلت ويفترض أن تخضع للصيانة وفيها ماكينات تم تلجينها، وهنالك ماكينات بحالة جيدة، والعجيب أن  للمطبعة مساحة كبيرة نحو 2000 متر، الآن أصبحت مكبًا للنفايات، والشيء الغريب أن الوزارة في عام 2011 يوم التاسع من فبراير قامت بطرح المطبعة في عطاء بحجة أنها تحت التصفية،  وفي تقديري الخاص أن مشكلة المطبعة إدارية في المقام الأول، والشيء بالشيء يذكر لقد كان هنالك مصنع إجلاس مدرسي أيضاً تابع لوزارة التربية والتعليم تم إيقافه في العهد البائد ثم بيعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى