الشيخ/ أحمد التجاني أحمد البدوي يكتب : شيخ نورين رحمه الله في ميزان المتطرفين

لا زال بعض المتطرفين يصرون على نصب موازينهم لتصنيف المسلمين، هذا مشرك وهذا كافر، وهذا مبتدع بمعايير أخرجت الأمة جميعها من الإسلام ليصبحوا هم الفرقة الناجية يفعلون ذلك مع الاستمرار في إصدار الفتاوى حسب رغبة الحكام وقد جوزوا لهم التطبيع مع إسرائيل وقبلها كان مرفوضاً عندهم ثم أفتوا بإرهابية الإخوان المسلمين إرضاءً لحكامهم، والإخوان لم نعرف لهم فعلاً إرهابياً على مدى تاريخهم، لم يسلم من تكفيرهم وتبديعهم  أهل القرآن ومعلموه الذين لا زالت نارهم متقدة لتعليم القرآن وقد تخرج من خلاويهم شيخ نورين وشيخ الزين وكلاهما ينتسبان إلى أسر صوفية تجانية، أما قرأوا الحديث:(خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ)،(هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ)، وكان آخر ضحايا تصنيفهم الشيخ نورين محمد صديق والذي انتقل للرفيق الأعلى راضياً مرضياً عليه باذن الله ، وهو المعروف بصوته الندي وصحة قراءته والذي حزن كل العالم الإسلامي لرحيله وقبل أن يزول الحزن عن المكلومين فيه صنفوه أنه مشرك شركاً أكبر مخرجاً عن الملة وأنه تجاني وقد كتب أحدهم قائلاً:(قد حزن الكثيرون لما بلغهم من حسن تلاوته للقرآن و لكن هذا لا يعني أن يغفل جانب العقيدة التي كان عليها فالرجل كان صوفياً تيجانياً معروف المنهج وإن كان الحزن على صوته قد حل بالناس فلا يعني هذا إهمال خطورة المعتقد الفاسد الذي كان يروج له) وقبل أن يجف مداد هذا الكاتب كتب آخر:(أبشركم أن الشيخ نورين مات على التوحيد لأن صديقاً لي أخبرني أنه قرأ كتاب محمد بن عبدالوهاب الذي يتحدث عن التوحيد) انظر كيف يفعل هؤلاء المتألهون على الله الذين جعلوا مفاتيح الجنة والنار بأيديهم ونسوا قول الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ  لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ  إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، أم لم يطلعوا على حديث النبي صلى الله عليه وسلم  أنه- فقد كعباً، فسأل عنه؛ فقالوا: مريض، فخرج يمشي حتى أتاه، فلما دخل عليه قال:(أَبشرْ يا كعبُ! فقالَتْ أمُّه: هنيئاً لكَ الجنَّةُ يا كعبُ! فقال: من هذه المتألّية على الله؟ ! قالَ: هيَ أمِّي يا رسول الله! فقال: وما يدريك يا أمَّ كعب؟ ! لعلَّ كعباً قال ما لا يعنيه، أو منعَ ما لا يُغنيهِ)، وعَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “وَيْلٌ لِلْمُتَأَلِّينَ مِنْ أُمَّتِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: فُلَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفُلَانٌ فِي النَّارِ” وعَنْ جُنْدَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ: “أَنَّ رَجُلاً قَالَ وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلاَنٍ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَىَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ” وفيما رواه البخاري أن  أسامة بن زيد قتل رجلاً بعد ما قال لا إله إلا الله فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا أسامة، أقتلْتَه بعدما قال لا إله إلا الله؟ قال: قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوذًا، قال: فقال: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قال: فمازال يُكرِّرها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم)، والتصنيف الذي يقوم به هؤلاء لم يعط للصحابة وظاهرٌ ذلك في حديث أسامة ولم يعط كذلك للنبي صلى الله عليه وسلم إذ قال له الله سبحانه وتعالى:(لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ)، (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)،﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾، ومن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى أعد جنة عرضها السماوات والأرض ووعد أن يملأها فبمن يملؤها إذاً وكل الأمة كافرة ومشركة فهل يملؤها بهؤلاء المتطرفين والذين قد تجاوز عمر مذهبهم المئتي سنة بقليل وعددهم والذي لا يتجاوز عشرات الملايين.

ألا رحم الله الشيخ نورين وزملاءه وأدخلهم فسيح جناته وألهم آلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان وحسن العزاء.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى