صلاح الدين عووضة يكتب : قلبي ليه ؟!

 

وليه…لييه…لييييه؟..

هكذا يردد أحمد المصطفى في أغنيته (ظلمني)..

ثم يمضي مترنماً : ليه تجعل ما بيني وما بينك أشواك؟..

وقدرنا أن تكون مفردة (ليه) هذه نغمة على شفاه أقلامنا اليوم… تماماً كما كانت  بالأمس..

فلا فرق بين الأنقاذ وحكومة الثورة سوى المسميات..

ومن ثم فإن نزعة (النقد) عادت – كما في السابق – بعد أن نُزعت كل الآمال من دواخلنا..

نزعها برود حمدوك…وفشل وزرائه…ونثريات السيادي..

ثم الصفوف… واللا مبالاة… والانفصام عن الناس… واتفاقيات السلام ذات المحاصصات..

بل وعشق العطلات ذاته؛ بسبب… ومن غير سبب..

واليوم عطلة؛ والسبب لا سبب وجيه له… وهو الاحتفال –  للمرة الثالثة –  بسلام جوبا..

مرتان هناك؛ بكل زخم الرخم… والبجم… والسجم..

ومرة هنا ؛ وهي التي نشهدها اليوم…ويشهد علينا التاريخ أننا نسخة إنقاذية معدلة للأسوأ..

أسوأ في كل شيء ؛ حتى في (نوعية) الرخم…والبجم…والسجم..

فعلى الأقل كانت الإنقاذ تستقطب لاحتفالاتها أنواعاً أفضل – نسبياً – من طيور البهجة..

أو فلنقل: طيور الزينة… من زاوية الناظرين إليها..

ثم – وكما في الإنقاذ أيضاً – ستبدأ بعد ذلك رذيلة المحاصصة التمكينية بأحط معانيها..

فكل فعل يُعلي من شأن الكرسي على حساب الوطن فهو منحط..

ثم سيشرعون – من ثم – في تفكيك الوزارات…وتفتيتها…وتتفيهها ؛ لينال كل قادم فتفوتة..

ورغم إنها فتفوتة إلا إنها كاملة الدسم (الكريمي)..

فلن يرضى أحدهم بنقص في فارهاته…ولا مخصصاته…ولا نثرياته…ولا كاميراته..

فحتى الكاميرات لن تقل أهمية (تمكينية)..

فلابد من توثيق كل سخيف من الأفعال – والأقوال – ليتخذ سبيله إلى الشاشات عجبا..

من شاكلة (اطمأن سيادته)…و(استقبل سيادته)…و(تفقد سيادته)..

هل نتجنى عليهم؟… هل نظلمهم؟… هل نحكم عليهم مسبقاً؟….. لماذا نفعل ذلك وليه؟..

طيب أقطع ذراعي إن لم يحدث هذا حتى بنثرايته العائشوية..

سيما وأن لكثيرين منهم سابق تجربة قريبة في عهد الإنقاذ…بمثل هذه الاحتفالات نفسها..

سنُصدم فيهم كما صُدمنا في الوزراء…والسياديين…والحواضن..

ولن يكونوا استثناءً إلا إن قرؤوا كلمتنا هذه – ولا أظنهم – وأرادوا إثبات إننا كنا خاطئين..

و يا ريت…فما من مشكلة أن نكون على خطأ..

ولكن المهم أن يمثلوا لنا بصيص أمل في لجة هذه العتمة التي أعقبت ظلام العهد المظلم..

وكأن شمس الثورة ما أشرقت إلا لتغرب ضحىً..

وإلى أن يحدث هذا فسيظل طبع النقد الذي أدمناه ثلاثين عاماً هو حبيبنا الذي حننا إليه..

ونظل نغني به… ومعه… وله :

ليـه يا قلـبي ليـــه؟…

تاني رجعت ليــه؟…

وذي أيــام زمـان…

عدت تحن ليه؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى