عقار .. قصة القارئ النهم !

 

الخرطوم: صلاح مختار

وُلد مالك عقار إير، بمدينة باو بولاية النيل الأزرق. بدأ تعليمه الابتدائي بمدرسة الكرمك، ثم درس المتوسطة بالروصيرص، وانتقل لدراسة المساق التجاري بالخرطوم، وعمل بعدها معلماً بالمرحلة الابتدائية في النيل الأزرق، ثم أمين مخازن بشركة إيطالية كانت تعمل في الولاية، ومنها خرج وانضم للحركة الشعبية وتحصل على درجة الماجستير في الإدارة بجامعة في الخارج. في عام 1984م أعلن انضمامه للحركة الشعبية، حيث حمل بندقيته صوب الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق والتي قادت عدداً من المعارك ضد حكومة الإنقاذ في النيل الأزرق. ودخل عقار الجيش الشعبي وهو جندي غير أنه تدرج إلى أن وصل رتبة الفريق بعد تدريبات نالها فيما بعد بكل من كوبا وكوريا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

انتماء داخلي

وطبقاً لمصادر (الصيحة)، فإن مالك عقار ينتمي إلى أسرة ختمية، وأن جده وأباه خلفاء بالطريقة، مضيفاً أنه وعند وفاة مولانا أحمد الميرغني كان عقار ضمن المشيعين، وعندما سأله مراسل إحدى القنوات عن صفته التي أتى بها، إن كان كوالٍ أم كقيادي له علاقة بأسرة الميرغني، قال له إنه أتى كختمي.. وهو متزوج من ثلاث نساء وله ثلاثة أبناء وبنتان، ورغم الحروب العديدة التي اندلعت بين حكومة الإنقاذ إلا أن أسرة عقار ظلت تحتفظ بوجودها بمدينة الدمازين ولم تغادر البلاد، بل ترك أحد أبنائه بالداخل بجانب إحدى بناته التي تعمل حالياً كضابطة بالشرطة السودانية، فيما بقيت أسرهم بالداخل كما يحتفظ بمنزله بأحد أحياء الخرطوم الراقية.. وعندما توفيت زوجته الأولى  اصطحب زوجتيه واثنين من الأبناء وبنت حيث كانت إحداهن من جنوب السودان وذات أصول شمالية، فيما كانت الأخرى من مدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة.

شخصية وحدوية

التسلسل لأسرة عقار تكشف عن شخصيته الوحدوية التي نشأ فيها وهو الذي ظل يعارض دعاوى الانفصال، ويقول عنه محمد المعتصم حاكم القيادي الاتحادي في تصريحات منشورة، إنه لم يشعر يوماً من الأيام بأنه يعبر عن الانفصال، وأنه حزن غاية الحزن عندما انفصل جنوب السودان، وعندما طرح الحلو علمانية الدولة وحق تقرير المصير رفض عقار ذلك، وأكد في تصريحات رفضه لتقرير المصير، وأن الدعوة للعلمانية تتم في إطار الدولة. وأكد أن عقار قارئ من الطراز الأول، ومهتم جداً بالثقافة، الأمر الذي دفعه لإنشاء مركز عقار الثقافي والذي حوى 3000 مرجع ثقافي وعلمي بجانب مركز لتعليم اللغات.

النيل الأزرق

عقب اتفاقية نيفاشا تم تعيينه والياً لولاية النيل الأزرق في أبريل2010، حيث قاد عدداً من المفاوضات في شأن الحرب التي اندلعت في الولاية عام 2011 لكنه عاد مرة أخرى إلى الميدان وتحالف مع حركات دارفور تحت قيادة الجبهة الثورية السودانية التي تكوّنت في مدينة كاودا. في ذلك الوقت استعان عقار بالقيادي الاتحادي التوم هجو كوزير للشؤون الدينية، ولما مضت الأيام ودارت أتى التوم ذاته قبل أيام ليصدر بياناً بصفته مسؤول الإعلام بالجبهة الثورية، يعلن فيه تنصيب جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة رئيساً للجبهة خلفاً لعقار الذي انتهت فترته وفقاً للبيان، وبحسب محمد المعتصم، فإن هجو عين من قبل مالك لأنه من المنطقة، وله قاعدة جماهيرية هناك، وتابع أن الحزب الاتحادي لم يكن راضياً عن ذلك التعيين.

اعتزاز بالإسلام.

في العام2011 في مؤتمر صحفي قال أنا مسلم وأعتز بإسلامي وحذر حينها من وصفهم بقيادات يضربون الصفيح لإشعال حرب جديدة، غير أنه أعلن انضمامه لحركة الحلو بعد أن انطلقت الشرارة بمدينة الدمازين، بينما كان هو خارج عاصمة الولاية في طريقه إلى الكرمك.

تجربة الإنقاذ

وُصف عقار بالزعيم وكانت تجمعه علاقة قوية برئيس ثورة الإنقاذ، حيث تم تعيينه وزيراً للاستثمار في حكومة ما بعد اتفاقية نيفاشا ضمن حصة الحركة الشعبية في السلطة، ولكنه ترك الوزارة ليتجه إلى ولاية النيل الأزرق والياً لها بعد أن آلت سلطتها للحركة وفقاً للاتفاق المبرم مع المؤتمر الوطني، لتستمر فترة حكمه بعد الانتخابات التي أجريت في العام 2005م والتي فاز فيها على منافسه من الوطني فرح عقار.

جوانب اجتماعية

عدد من مواطني النيل الأزرق التقيت بهم وعندما سألتهم عن مالك عقار الإنسان قالوا إنه رجل كريم ويحب النكتة واللطف واجتماعي من الدرجة الأولى لا يميل للتصريحات العدائية والمهاترات الإعلامية، وكان من المتعقلّين في الحديث، وبحسب مصادر عندما انطلقت شرارة الأحداث بالنيل الأزرق وبالتحديد بمدينة الدمازين أجرى اتصالاً بالنائب الأول لرئيس الجمهورية وقتها علي عثمان نفى فيه علاقته بالأحداث التي اندلعت بالمدينة ولم يعط الأوامر بذلك.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى