مع النجوم .. ( السلام سمح )

 

هيثم مصطفى: بالسلام تكتمل عملية التنمية والتعمير

الهادي الجبل: علينا أن نتفرّغ لبناء هذا الوطن

الغزال مهند الطاهر: ضعوا السودان في حدقات العيون

التجاني حاج موسى: يجب وضع البندقية وحمل المعول للزراعة

بلوبلو: أحلم أن تنزل كل تفاصيل اتفاقية السلام لأرض الواقع

أنس العاقب: في عقيدتنا الإسلاميه يظل السلام هو أحد ركائزها المهمة

القاص صديق الحلو: السلام سيعود خيراً على أمننا المجتمعي ومعاشنا وأحلامنا وتطلعاتنا.

استطلاع: سراج الدين ـــــ نيازي ـــــ عائشة ــــــ عفراء  

اليوم  من الأيام الاستثنائية في تاريخ شعبنا المناضل لارتباطه بالسلام وكل ما يخص هذه المفردة التي ظلت ملامحها غائبة لسنوات طويلة، وتلك المعاناة الكبيرة التي تعايش معها المواطنون في العهود السابقة من ويلات الحروب التي عانى منها أهلنا في كثير من مناطق السودان، حيث النزوح والتشرد والضياع، ولكن أخيراً وضعت الحرب أوزارها لنتفرغ للبناء ونحقّق على أرض الواقع شعار (حنبنيهو) بتكاتف من قبل الجميع.

(الصيحة) استطلعت) عدداً من نجوم الفن والرياضة والمجتمع فتحدثوا عن السلام، فماذا قالوا:

الفنان الهادي ود الجبل في حديثه لـــ (الصيحة) مسترجعاً بعض مقاطع أغنية ميلاد أشرق يا وطن: قائلاً: لن أجد غير هذه الكلمات لأصف فرحتي باتفاقية السلام  التي بدأت فعلياً تتحقق على أرض الواقع، وتلك الخطوة نحتاجها كثيراً حتى تتحقق مفردة السلام فعلياً، ويعيش أهلنا في حب وحتى نتفرغ جميعاً لنبني هذا الوطن ونوقف الحروب في كل مكان من هذا الوطن الغالي.

وأضاف الهادي حامد (من هم في الخرطوم أو بعض مدن السودان قد لا يشعرون بأهمية هذه الخطوة، ولكنها تعني الكثير لكل من عانى من ويلات الحرب وذاق التشرد والنزوح، علينا أن نفرح معهم لأنهم جزء من هذا الوطن، ويجب عدم تبخيس هذه الخطوة، بل يجب دعمها والوقوف معها، وهذه سانحة لأحيي كل من صنع السلام، ونرحب بهم في الخرطوم للمساهمة في البناء الوطني، مرحب بقادة وصناع السلام.

الفنانة حنان بلوبلو، رحّبت بجميع قادة السلام في الخرطوم، وقالت إنهم صنعوا السلام وتنازلوا عن الكثير لأجل أن يتحقق، وأكدت أن بالسودان سيعود لموقع القيادة والريادة.

الدكتور أنس العاقب تناول اتفاقية السلام من زاوية جديدة،  وقال لــ (الصيحة): كلمة السلام لها مدلولات ومعانٍّ متعددة ولكنها تتفق وترمي إلى معنى التصالح والأمن والرضا النفسي بالحياة كفرد أو جماعة صغيرة أو كبيرة.

وأشار إلى أن عقيدتنا الإسلامية يظل الإسلام هو أحد ركائزها من الإيمان بأن السلام هو أحد أسماء الله الحسنى، بل إن المسلمين يرددون تحية السلام في السجود أثناء أداء الصلوات ويتبادلونها فيما بينهم تحية بالسلام، وتأكيداً لبسط الأمن فيما بين المسلمين  نهاية الصراعات القبلية، وأضاف قائلاً: (لقد ظل السودان منذ اشتعال الصراعات القبلية فى آخريات عقود دولة الفونج في القرن الثامن عشر مروراً بالاحتلال التركي للسودان عام 1821 ثم قيام الدولة المهدية وسقوطها على يد التحالف البريطاني المصري عام 1898 ثم بعد نيل الاستقلال عام 1956 وإلى يومنا في ظل ثورة ديسمبر 2018، أقول طوال هذه القرون الثلاثة تقريباً لم يشهد السودان سلاماً واستقراراً مشهوداً.

الفنان الشاب طلال حلفا، عبر عن رؤيته للسلام بوصفه واحداً من التجارب الجديدة ذات التطلعات في زمن السلام، وقال في حديثه  لـــ (الصيحة) (ظل الإنسان السوداني يتطلع إلى السلام المجتمعي منذ فجر الاستقلال، ولكن ذلك لم يتحقق، حيث ظلت النخب السياسية تعتقل استقرار البلاد السياسي داخل وعاء صراع أيدولوجياتها المختلفة، وهو أمر كان صعباً جداً في دولة متعددة القبليات والثقافات والنعرات مثل السودان، مما ألقى بظلال سالبة على تناغم وترابط النسيج والعدل الاجتماعي، ذلك أن هذه النخب المتصارعة استخدمت هذا التنوع القبلي سلباً وأثارته ضد وحدته زيفاً وأقحمته داخل صراعات داخلية سياسية تحولت إلى حروب أهلية مسلحة نخرت عظم البلاد وأوردتها موارد الهلاك اقتصادياً وسياسيًا ورياضياً وفنياً، وجعلت السودان في مؤخرة الدول حيث كان في الطليعة.

القاص والروائي صديق الحلو، وبروح القاص والناقد قال (لا شك يعود السلام خيراً على أمننا المجتمعي ومعاشنا وأحلامنا وتطلعاتنا ورياضتنا وفنوننا، حيث أنها أيضاً ظلت تنادي بالسلام الدائم بما حملته من أشعار وأغنيات كانت تنشد دوماً تهذيب وسلام الوجدان الداخلي.

البرنس هيثم مصطفى كان من أوائل المشاركين في ثورة ديسمبر المجيدة والتي بدورها جعلت من السلام ممكناً، تمنى في حديثه أن يعم السلام كافة ربوع الوطن العزيز، وأضاف أن بالسلام تكتمل عملية التنمية والتعمير ويجب على الحكومة أن تعمل على ذلك.

من جهته عبّر كابتن هلال الأبيض الغزال مهند الطاهر عن بالغ سعادته بتوقيع السلام الذي يحمل في مضمونه بشريات وآمالاً عريضة تضع البلاد في أمان واستقرار وحب، وقال: لابد للجميع أن يشارك في كل ما يحقق السلام بداخل وخارج السودان، مضيفاً أن لكرة القدم دوراً كبيراً في عملية السلام خاصة لما تتمتع به من جمهور كبير بحسب أنها لعبة شعبية. وختم الغزال حديثه (ضعوا السودان في حدقات العيون).

الموسيقار الشاب عثمان محيي الدين صاحب مشروع (سحر الكمنجة)، اتفق مع الدكتور أنس العاقب حول رؤيته، حيث قال(أعتقد أن ثورة ديسمبر المجيدة قد منحت كل ألوان الطيف السياسي فرصة نادرة للوصول لسلام دائم في السودان.. نحتاج لصبر جميل للخروج من مستنقع مخلفات الإنقاذ، صبرٌ وحسن نوايا من قبل هذه الأطياف وجدية صارمة في تنفيذ البنود المتفق عليها وجعل هدف النهوض بالسودان الهم الأكبر).

الفنان طلال حلفا، عاد مؤكدًا (اتفاقية السلام في السودان ذاك الحلم المنتظر الذي أصبح حقيقة. بعد حروب ضارية لمطالب مستحقة… الاهتمام بالثقافة والتراث والأشياء المشتركة من الأولويات بعد السلام حيث بالثقافة وبوعي القائمين عليها يمكن أن يكون الترابط أكثر متانة لأن إدارة ألوان الطيف تحتاج لدراية كما أن رص قطع الفسيفساء يعطي اللوحة لوناً زاهياً، أيضًا السبيكة تكون أقوى من معدن وحيد. لنستفيد من كل تجارب التلاحم والتصافي والتسامح في رواندا وجنوب أفريقيا حتى أمريكا، إذن لنعمل للأجيال القادمة التي تستحق التنمية والاستقرار. الاهتمام بالرياضة والثقافة جزء أصيل من الحياة اليومية مع التعليم والصحة والخدمات. والمسرح غذاء الروح وتنمية الجسد.

ولابد من تعزيز ثقافة السلام واحترام ثقافة الآخر المُختلِف مع قيام المكتبات العامة في كل مدينة، وإثارة الأسئلة عن الحرب والسلام، وكيفية التعاون والتعايش بحب ونبذ الكراهية والعنف واحترام الأديان. تفعيل دور الشباب والمرأة والاهتمام بالأطفال المبدعين والموهوبين في مختلف المجالات. وأخذ رأي الناس فيما يهمهم من أولويات وقضايا. الأولويات… المهم فالأهم

من جانبه عبّر الفنان عمر إحساس سعادته ومشاركته في توقيع اتقافية السلام بأحرفه الأولى في عاصمة جنوب السودان جوبا  موضحاً أنه منذ سنوات طويلة كان يغني للسلام بالليالي الجهادية في مواقع العمليات، إضافة إلى الغناء للسلام  بالأندية والمنتديات الثقافية، وقبل توقيع الاتفاقية أقام ليلة لأغنيات  السلام والوطن وتوقيع الاتقافية، مشيرًا إلى أنه بالسلام تحقق الأهداف،  وأشاد بدور الحكومة الانتقالية التي أفردت مساحة للسلام وأعطته أولوية والذى يعتبر بوابة حقيقية للنهوض بالبلاد وتنميتها.

ومن ضمن المشاركات كانت مشاركة الشاعر الرائع الكبير إسحاق الحلقني في السلام فكان له دوره الرائع وكلماته التي عطّرت سماء الجنوب آنذاك، فكانت من كلماته أغنية السلام التي تغنت بها الفنانة الشابة رؤى محمد نعيم سعد ومن ألحان أحمد المك، وقال إن مشاركته في حفل توقيع السلام كانت من أفضل أعماله الأخيرة، وأبدى سعادته بمشاركته في السلام وطالب الفنانين والمبدعين بدعم العملية من أجل وطن يعم السلام كافة أطرافه، مهنئاً الشعب السوداني بالسلام، وقال إن الفنان أياً كان لونه يحمل رسالة جمالية واحدة وهي رسالة السلام).

وفي السياق، امتدح الفنان شرحبيل أحمد الدور الكبير الذي قام به الفنانون والمبدعون في عملية السلام، مشيراً  إلى أن دور الفنانين والمبدعين في عملية السلام كبير منذ قديم الزمن، وأن  جميع الفنون مجتمعة طوق النجاة ورسول السلام والأمان.

وكشف الموسيقار شرحبيل أن  الفنون مجتمعة تستطيع أن تقف بين المتخاصمين والمتحاربين، مثلاً أن الموسيقى والأغنية تلهم المشاعر وتثير الحماس وتلطف الأجواء وتدفع الناس إلى عالم المحبة والسلام، إذ أن الفنون كلها مجتمعة من موسيقى وغناء ومسرح وتصوير وخلافه، هي الدبلوماسية الشعبية التي تتفوق بقدرتها على عالم السياسة والسياسيين في تخطي المشكلات ودرء المخاطر،  وأنا لي الكثير من الأغاني للسلام.

وختم الفنان شرحبيل حديثه: لدي عمل جديد مع الشاعر عبد الوهاب هلاوي وألحان الفنان سيف الجامعة سيرى النور قريبا ً  يتضمن دور المبدعين في عملية السلام.

لم تفُت لحظات توقيعات المبدعين عن السلام الفنان سيف الجامعة الذي كشف عن أوبريت كبير يجمع عدداً من كبار الفنانين  في  مقدمتهم: عمر إحساس، شرحبيل أحمد، عادل مسلم وسيف الجامعة وصلاح عبد الله  وبمشاركة عدد من الأصوات النسائية منهم إنصاف فتحي  وشذى عبد الله وشموس إبراهيم، ويأتي الأوبريت  بعنوان (سودان بكرة) من كلمات الشاعر عبد الوهاب هلاوي  وألحان الرائع عمر إحساس وسيف الجامعة.

من المبدعين الذين تفاعلوا مع السلام الشاعر الكبير التجاني حاج موسى حيث نظم لكمات باسم (ملحمة طيور السلام) ستؤديها مجموعة من الأصوات المختارة، وأيضا ًسيقدم الفنان عمر إحساس  من  كلمات (أوبريت السلام).

التجاني حاج موسى قال لــــ (الصيحة) آن الأوان أن يضع الجميع البندقية ويحملون المعول لزراعة الأرض لكي تنبت لنا خيراً وفيراً،  وامتدح شاعر أيقونة الأغاني السودانية (أمي يا دار السلام) التي تعتبر إحدى الأغنيات التي تعبر عن السلام الروحي الذي يبدأ منا رحم الأمهات قائلاً: السلام سمح).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى