التطبيع في عهد بايدن.. ثوابت أمريكية ومطلوبات إقليمية

 

ترجمة: إنصاف العوض

أكد كل من موقع “ديمقرسى ناو”  وصحيفة “يو إس إيه هيرالد” الأمريكية استمرار إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في اتفاقية إبراهام الرامية  للتطبيع بين الشرق الأوسط وإسرائيل  والسودان، واصفين إياها بالإرث التاريخي العظيم. ووفقاً للمصدرين، فإنه بغض النظر عن التغيير في سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة، فإنها لن تتراجع عن سياسة صفقة إبراهام في الشرق الأوسط كون ذلك يعد عودة إلى سياسات الماضي الفاشلة وتغييراً سلبيًا للعديد من التغييرات الإيجابية التي نتجت عن الصفقة.

مُبينيْن  أن توسع اتفاقيات إبراهام تشمل السودان كخطوة مهمة من شأنها تعزيز التعاون مع إسرائيل بشكل أكبر وخلق فرص للسودان وإسرائيل لتعميق علاقاتهما الاقتصادية وتحسين حياة شعبيهما كون أن موجة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية تعد إرثاً تاريخياً عظيماً،  ستحافظ الإدارات الأمريكية المتعاقبة عليه.

سبق دبلوماسي

فيما شددت صحيفة “يو إس إيه هيرالد” على  أن الرئيس دونالد ترامب نجح فيما فشل فيه الرؤساء الأمريكيون على مدار ٣٠ عاماً وهم يحاولون إبرام اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل والشرق الأوسط ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وأضافت: نقل الرئيس دولاند ترامب السفارة في أقل من عامين من توليه منصبه، ومن ثم بدأ إنفاذ اتفاقية إبراهام واصفاً إياها باتفاقية سلام صنع التاريخ للشرق الأوسط كونها نجحت فيما فشلت الأمم المتحدة في إنفاذه على مدار الثلاثين عاماً الماضية .

في وقت أكد فيه موقع “ديمقرسى ناو” البحثي تمسك الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بالإنجازات الدبلوماسية للرئيس دولاند ترامب وبخاصة فيما يتعلق بالسلام العربي الإسرائيلي. وقال الموقع إن مقربين من دائرة بايدن أكدوا  أن الرئيس دولاند ترامب ترك بعض الإنجاز ات الدبلوماسية التي سيبني عليها بايدن خاصة فيما يتعلق بالسلام العربي الإسرائيلي.

إشراك فلسطيني

مضيفاً بأن القضية الرئيسية للشرق الأوسط هي عملية التطبيع التي بدأتها واشنطن بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان، مشيراً أن بايدن سيفعل المزيد لإشراك الفلسطينيين من خلال إعادة تشكيل ما يسمى بصفقة القرن دبلوماسياً لتجمع بين الإسرائيليين والفلسطينيين في طاولة مفاوضات واحدة.

ولفتت الصحيفة إلى استراتيجية أهداف اتفاقية إبراهام  للسلام في الشرق الأوسط مبينة أنها تقوم على إيقاف  تشجيع الحواجز  بين فلسطين وإسرائيل في الشرق الأوسط وأفريقيا والقائمة على أساس الخلافات الدينية القديمة والتي يغذيها الإرهاب.

وحمل إسرائيل على الموافقة على وقف توسيع مستوطناتها والانفتاح بأمان على الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه  ممارسة الضغط على دول الاتفاق للتخلي عن بعض القوانين الإسلامية المقيدة للحريات، مع إضافة المزيد من الدول الحليفة للفلسطينيين  للاتفاق وحثها على التوقف عن دعم الإرهاب والبدء في تشجيع الرخاء والسلام، وجعلهم يجلسون إلى طاولة المفاوضات.

مضيفة أن  الفكرة  تقوم على أنه مع قيام المزيد من الدول بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ستصبح المنطقة أكثر استقرارًا وأمنًا وازدهاراً.

تحولات قانونية

ولفت الموقع إلى التعديلات القانونية التى اتخذتها دول التطبيع بجانب السودان، وقال: وافقت الإمارات على عدم تجريم بعض  التشريعات التي كانت تجرمها القوانين الإسلامية، حيث أصبح   الآن من الممكن للأزواج غير المتزوجين أن يتعايشوا، وتم تخفيف القيود المفروضة على تعاطي الكحول، ولم يعد يُسمح بما يسمى جرائم الشرف.

ويتم إلغاء تجريم محاولة الانتحار والجنس قبل الزواج ومجموعة متنوعة من جرائم الشرف وستتم الآن محاكمة أي شخص يرتكب جريمة شرف بالاعتداء على امرأة أو قتلها لكونها ارتكبت علاقة غير شرعية.

وتأتي التغييرات القانونية الشاملة في أعقاب صفقة تاريخية توسطت فيها الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، حيث تسعى الدولتان لتطبيع العلاقات بما في ذلك السفر والتجارة. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تدفق الاستثمار والاستثمار السياحي المتبادل في كل دولة تنضم إلى اتفاقيات إبراهام.

لمسات أخيرة

وكانت صحيفة “فورن بولسي الأمريكية” كشفت  عن عزم إدارة الرئيس الأمريكي دولاند ترامب إنهاء إجراءات رفع السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب وإنهاء اللمسات الأخيرة على صفقة التطبيع بينه وإسرائيل قبل انتهاء الدورة الرئاسية الحالية وقالت الصحيفة: بغض النظر عن ما سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية، فإن إدارة ترامب أمامها عدد من الملفات التى ستقوم بإنجازها قبل مغادرتها، وأضافت: يعمل مسؤولو الإدارة مع الكنقرس للتفاوض بشأن إعادة تطبيع العلاقات مع السودان ومساعدة البلاد على الخروج من الهوة الاقتصادية العميقة. ولفتت الصحيفة إلى حرص إدارة ترامب على تعزيز الانتصارات الدبلوماسية لصالح إسرائيل، وقالت: لا يزال يتعين على إدارة ترامب القيام ببعض الدبلوماسية لتوطيد صفقة تطبيع تاريخية بين السودان وإسرائيل في وقت يحاول فيه مسؤولو إدارة ترامب أيضًا إيجاد طرق لمساعدة الحكومة الانتقالية الهشة  من خلال تخفيف التوترات السياسية التي تغذيها الأنباء التي تفيد بأن السودان يسعى للتطبيع مع إسرائيل من أجل مساعدات اقتصادية من واشنطن.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى