في منتدى التذوق الفني بمركز راشد دياب .. فوضى معمارية تضرب العاصمة من ناحية الشكل والألوان

الخرطوم : الصيحة

تناول مركز راشد دياب للفنون ضمن أنشطته الثقافية والفنية الرامية إلى التوعية الثقافية, وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة موضوع “التذوق الفني” كأحد أهم الموضوعات المتعلقة بقيمة الجمال، تحدّث فيه كل من الدكتور راشد دياب، شرف الدين محمد الحسن والمهندس وليد عشميق، وصاحب ذلك فاصلٌ غنائيٌّ قدمه الفنان جمال النحاس.

وطرح الدكتور راشد دياب, استهلالاً للحديث مجموعة من الأسئلة من بينها، هل هنالك صناعة للجمال في السودان؟ هل الإنسان السوداني له قابلية لقبول النقد الفني أو نقد ذَوقه الخَاص؟ هل الإنسان السوداني يمتلك حِسّاً جمالياً وذوقاً خَاصّاً به؟ هل التذوق مرتبط بصورة أو بأخرى بالنقد؟ هل هنالك اختلاف بين النقد الفني والنقد الذاتي؟ ولماذا ركّز الإنسان السوداني على الفنون السمعية “الغناء والموسيقى” مع إهمال الفنون الأخرى؟.

وفي الأثناء, ألقى الدكتور راشد, الضوء على مواصفات الجمال وعناصره ومكوناته بصورة عامة، وقال إن كل شئ في هذه الحياة له مرجعية ثقافية تتقاطع بشكل أو بآخر مع التذوق الفني والحس الجمالي، مشيراً إلى الفوضى المعمارية الخلاقة التي تضرب العاصمة الخرطوم من ناحية الشكل والألوان، وأكد أن الفنون البصرية تكمن فيها أسرار لا يحس بها إلا الفنان التشكيلي, وأوضح أنه كلما زاد وعي وخيال الإنسان تزداد قُدرته على فهم واستيعاب الفنون التشكيلية, وذهب إلى أنّ المثقف السوداني يجب أن يلعب دوراً كبيراً في عملية التغيير ووضع الحلول المُمكنة للمشاكل التي يُعاني منها السودان, وطالب الدكتور راشد دياب بضرورة وأهمية وجود مجلس أعلى للثقافة والفنون يتكوّن من جميع التخصصات، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُشكِّل العامل الموضوعي لأيِّ مشروع, وألمح إلى أنّ الحكومات التي جاءت بعد الاستقلال لم تهتم بالنزعة الجمالية لمدينة الخرطوم, وخلص الدكتور راشد دياب إلى أن الكبت الروحي للكوادر الثقافية والفنية كان واحداً من معوقات الحوار الوطني وبالتالي أنّ هذا الكبت قاد بشكل أو بآخر إلى الانهيار الاقتصادي الذي يُعاني منه السودان اليوم.

وفي سياقٍ ذي صلةٍ, تعرّض شرف الدين محمد الحسن المتخصص في إنتاج الصورة في حديثه إلى محور التذوُّق الفني من خلال الصورة وصناعتها وأثرها على المشاهد، وقال إنّ الصورة ساهمت بقدر كبير في رفع الحس والذوق لدى غالبية الشعب السوداني, وأشار إلى أنّ الصورة تعتمد أساساً على الإضاءة, ولذلك نجد أنّ اهتمام السودانيين بالصورة ضعيف جداً, في حين نجد أنّ الصورة تُشكِّل العنصر الأساسي من مكونات الجمال, وأضاف بأنّ البرامج التلفزيونية تطوّرت كثيراً من خلال التطوُّر الرقمي الكبير, وبالتالي بدأ الإحساس بهذه الصورة يزداد ويكبر يوماً بعد الآخر، ولذلك نجد أنّ الإضاءة هي واحدة من العناصر الأساسية المكونة للصورة, وأكد أن الديكور دائماً يأخذ أكبر قدرٍ من الخريطة البرامجية.

وفي رده لسؤال لماذا ظلّ اهتمام الإنسان بالفنون السمعية أكثر من اهتمامه بالفنون البصرية الذي طرحه الدكتور راشد دياب، قال شرف الدين إنّ المُعادلات البصرية حتى الآن لم تستوعب خيال العقل السوداني, وللحصول على معالجة بصرية في هذا المجال طالب بضرورة التعامُل مع البيئة باشكالاتها كافة, وذكر أن الأدوات والتقنيات الفنية دخلت بكميات كبيرة وأضحت مُتاحة للعب دورٍ أكبر في صناعة الصورة, وكشف أنّ العقلية السودانية سبقت الخيال البصري، لافتاً إلى أغنية “الطير المهاجر” التي تغنى بها الموسيقار محمد وردي في نهاية الستينيات من القرن الماضي, قال إن هذه الأغنية تزخر بكثافة الصور الشعرية الحية والماثلة للعين.

وفي حديثه عن تأثيرات الديكور الذي نوّه إليه راشد دياب، قال إنّ الديكور هو من أكثر العناصر المكلفة في العمل التلفزيوني، وأعرب أنّ هذا الديكور تصاحبه العديد من الإشكالات, أهمها ضعف الإضاءة، هذا إلى جانب ان هذا الديكور باستطاعته أن يعكس جانباً من الثقافة السودانية، وقال إن كثيراً من الديكورات في البرامج التلفزيونية المطروحة لا تُعبِّر عن ثقافتنا بالرغم من أننا شعبٌ مُتعدِّد الثقافات والسحنات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى