الشرطة في شمال دارفور.. ترتيبات خاصة لخلافة (يونميد)

 

الوالي: الأجهزة الأمنية الوطنية قادرة على حماية المدنيين بعد خروج بعثة اليونميد

مدير عام الشرطة: رفعنا شعار: (أهلنا في حمايتنا)

مفوض يونميد: تعييني قبل شهرين لا يعني تمديد فترة البعثة

منح فرص لتجنيد نازحي أبوشوك بالشرطة وقرارات فورية لحسم التفلتات

تخصيص الدفعة (58) فنيين لحماية السلام والمدنيين ودعم خاص للعنصر النسائي

الفاشر: علي الصادق البصير

بنهاية هذا العام، تتجه قضايا الأمن والسلم وحماية المدنيين في دارفور نحو مسار جديد وضعت ملامحه وخططه الأجهزة الأمنية الوطنية، وبانتهاء العام 2020م ينتهي تفويض بعثة اليونميد بولايات دارفور، وتنتهي معها مآلات النزوح واللجوء والتشرد ومآسي المعسكرات، هذه التغييرات وضعت كافة الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الشرطة أمام تحدٍّ كبير لحماية السلام والمدنيين بالمعسكرات وتأمين عودة القرى الطوعية وتأمين الموسم الزراعي واستتباب الأمن في كافة ربوع ولايات دارفور.. بدأت الشرطة في ترتيب صفوفها وتنظيم خططها لتولي مهمة خلافة اليونميد والقيام بواجباتها الروتينية في بسط هيبة الدولة وإنفاذ سيادة القانون، ولمتابعة تلك الترتيبات تحرك وفد رفيع المستوى بقيادة الفريق أول عز الدين الشيخ مدير عام قوات الشرطة يرافقه عدد من القادة لولاية شمال دارفور..

(الصيحة) رصدت الزيارة المهمة ووثقت أهم محطاتها في المساحة التالية:

*العبور لبر الأمان

أولى المحطات، كانت بأمانة حكومة ولاية شمال دارفور، وقال الوالي محمد حسن عربي، إنهم استقبلوا وفداً رفيعاً من الشرطة بقيادة الفريق أول عز الدين الشيخ مدير عام قوات الشرطة وذلك للاطمئنان على الوضع الأمني وخدمات الشرطة، ونقلنا للقيادة في الشرطة رؤية الولاية وتم تنوير الوفد بالتحديات الأمنية والمجهودات المشتركة المبذولة، وهي رحلة عمل ستشهد تخريج دفعة للسلام بشمال دارفور التي تعتبر نموذجاً في مجال الأمن والاستقرار، وقال: نؤكد الاستقرار التام بالولاية، وأضاف أن أكثر من 90% من حالات التفلت تمت السيطرة عليها بواسطة الشرطة والأجهزة الأمنية، وأكد قدرة الأجهزة الأمنية الوطنية على حماية المدنيين، معلناً عن تشكيل قوة مشتركة لحماية السلام وخلافة اليونميد لحفظ السلام  والاستقرار.

وأضاف مدير عام قوات الشرطة الفريق أول عزالدين الشيخ، أن الزيارة تأتي للوقوف على الأحوال الأمنية وتفقد القوات وكل الإخوة بالمنظومة الأمنية ولتحية الأهل ببلد المحمل والسلطان، وأضاف: أمامنا العديد من التحديات وبالتعاون نستطيع العبور إلى بر الأمان.

*اجتماع المنظومة

بعد ذلك، اجتمع الوفد مع مكونات المنظومة الأمنية بقيادة الفرقة بالفاشر، وقال اللواء شرطة حقوقي د. عمر عبد الماجد الناطق الرسمي في تصريحات خاصة لـ(الصيحة) إن الاجتماع تناول تحديات الولاية الأمنية وإحكام التنسيق بين مكونات الأجهزة الأمنية لحماية المدنيين وحفظ السلام والاستقرار، وأمن الاجتماع على التنسيق المشترك لحماية الموسم الزراعي وتأمين العودة الطوعية وحماية المعسكرات والوقوف على الموقف الأمني والجنائي بالولاية.

*في مقر بعثة اليونميد

استقبلت بعثة اليونميد في مقرها بالفاشر وفد الشرطة الزائر، وقال مفوض بعثة اليوناميد بالسودان السفير الجنرال لاندنق كينت، في فاتحة اللقاء: استلمت مهامي مفوضاً لشرطة اليونميد قبل شهرين رغم أن التفويض ينتهي في 31 ديسمبر  من هذا العام، وقطعاً هذا لا يعني استمرار البعثة، وقد شغلت وظائف مختلفة، وكنت قائداً لشرطة بلادي في زامبيا وسفيراً لبلادي، وأواصل التعاون الذي بدأته باليونميد هنا، ورغم قصر مدتي أود أن أشكر الشرطة السودانية وتعاونها، ومقارنة مع أقسام البعثة الأخرى فإن العلاقة بين الشرطة واليونميد مميزة، ونحن شاكرون لهذه الزيارة وفخورون بها.

*السجون وسيادة القانون

الجنرال جون أموندي مسئول السجون والإصلاح قسم سيادة القانون باليونميد، تناول مذكرات التفاهم مع الإدارة العامة للسجون والإصلاح بالسودان، وإسهام اليونميد في بناء القدرات ودعم السجون، وقال إن السجون بالسودان تواجه تحديات كبيرة تستوجب مزيداً من الدعم خاصة في ما يتعلق بتحسين بيئة السجون لتتوافق مع المعايير الدولية وأخرى تتعلق بالتدريب ورفع قدرات العاملين.

*مزيد من التعاون

المدير العام فريق أول عزالدين الشيخ حيا أفراد بعثة اليونميد بكل مكوناتها خاصة المكون الشرطي، وقال: أنتم مميزون ونشكر لكم تضحياتكم ومساعداتكم لنا، ونحن راضون عن هذا الأداء ونتطلع لمزيد من التعاون البنّاء، اليوم سنشهد تخريج دفعة جديدة لحماية المدنيين ونتطلع أن تكون نواة جيدة وبها عنصر نسائي ليقوم بواجبه تجاه حماية الأسرة والطفل والمرأة

*استاد الفاشر

شهد استاد مدينة الفاشر تخريج الدفعة (58) فنيين والتي سميت بدفعة السلام وبحسب اللواء شرطة يحيى محمد أحمد النور مدير شرطة الولاية، فإن هذه الدفعة نالت تدريباً نوعياً في أعمال الحماية المدنية، وذلك بعد خروج اليونميد، فيما حيّا مدير عام قوات الشرطة أهل دارفور قاطبة وولاية شمال دارفور على وجه الخصوص وفاشر السلطان، وقال أحييكم وأنتم تحتفلون بشرطة ولاية شمال دارفور بتخريج هذه الدفعة المميزة التي نالت تدريباً رأيناه بأم أعيننا، ورأينا مستوى رفيعاً من التدريب في هذا اليوم وتحية خاصة للمعلمين.

ولابد لي أن أحيي كل المواطنين، ونحن نتنسم نسمات السلام في كل ربوع السودان، ونهنئ الشعب كله وأهلنا في دارفور السلام بقدوم السلام، وقال: (وكفانا نزوحاً وتشرداً ولجوءاً للجوار) ونريد أن نمضي قدماً مع بعض لحماية وطننا ومواطننا ونشد من أزر بعضنا البعض وانتهز هذه الفرصة لأشكر كل الأمهات والآباء الذين دعموا أبنائهم وبناتهم الكنداكات للانخراط في منظومة الشرطة، ونحن نحتاجهم لحماية الأسرة والطفل هنا، وللمجتمع كافة ونثمن هذا الجهد عالياً وهن مميزات وعشمنا فيهن كبير، لأننا نتطلع لشراكة مجتمعية لتحقيق شعار الأمن مسئولية الجميع.

وأضاف: الدفعة المتخرجة اليوم تعمل كلها في السلام فهذه دفعة السلام تم إعدادها بدورات متخصصة في حماية المدنيين بعد خروج اليونميد، وقد رفعنا شعار (أهلنا في حمايتنا) وسعداء بهذا الإنجاز وهذا المستوى.

*في معسكر أبوشوك:

في معسكر أبوشوك وقف وفد رئاسة الشرطة على الأوضاع كافة، وقال المدير التنفيذي بمحلية الفاشر لدى استقباله الوفد: باسم الإدارة الأهلية والشباب والمرأة والطلاب والغرفة التجارية والمواطنين نرحب بالفريق أول عز الدين مدير الشرطة، وهي أول زيارة لمدير عام شرطة في معسكر أبوشوك، وقد جاءت الزيارة في عهد نتنسم فيه بشريات السلام ونبارك رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد أن عاش أهلنا في المعسكرات في معاناة كبيرة، وقال: تأسس المعسكر عام 2003م حتى 2004 وكان به حوالي 54 ألف نسمة، والآن المعسكر تجاوز 160 ألف نسمة وهو تعداد يعادل محلية كاملة، والوجود الشرطي كان عبارة عن نقطة صغيرة ولنا تحدٍّ أمني كبير يتمثل في المسافة ما بين المدينة والمعسكر بالإضافة إلى بعض التحديات الأخرى والهواجس الخطيرة مثل السلاح والمخدرات والخمور ووجود سوق نيفاشا يخدم المنطقة والمناطق المجاورة مشيراً لانطلاق نفرة شعبية من الإدارة الأهلية والشباب والمرأة والغرف التجارية لتكملة ما تبقى من قسم الشرطة.

*قضايا النازحين

العمدة محمد أحمد آدم رئيس الإدارات الأهلية بمعسكر أبوشوك قال: نرحب بالزيارة ونشكر الشرطة لوفائها بالعهد وتجاوبها وانحيازها لقضايا النازحين فقد عاشوا ظروفاً صعبة في الحرب ويعيشون أوضاعاً نفسية صعبة والشرطة كانت مع هؤلاء النازحين وما زلنا محتاجين للمزيد من توفير الأمن، قبل يومين تم قتل شاب من قبل مسلحين والمعسكر أصبح وكراً للمسلحين وأحياناً بزي رسمي أو ملكي يحملون السلاح نهاراً جهاراً، وهنا نحتاج لدور الشرطة لحماية المواطنين، وقبل قليل تم القبض على مجموعة مسلحة اعتدت على مواطنين ورسالتنا لكل الحاملين السلاح أن ينضموا لركب السلام.

 

*للمرأة النازحة كلمة

هدية خالد ممثلة المرأة النازحة بمعسكر أبوشوك قالت:

الشرطة باتت عيناً ساهرة لحماية المواطنين العزل وباسم المرأة أرحب بالوفد، وأرحب بالسلام وباسم المرأة، نطالب بأن تتاح لنا فرصة التجنيد مع صفوف الشرطة الموحدة للعمل في خدمة أهلنا والمشاركة مع المرأة الشرطية، ونطالب بأن تكون إجراءات البلاغ من داخل قسم شرطة أبوشوك لأن المسافة بعيدة لقسم شرطة المدينة وفي الأوقات المتأخرة لن يكون الطريق آمناً.

*ردع المتفلتين

الفريق أول عز الدين الشيخ، خاطب النازحين بمعسكر أبوشوك وقال: سعداء بأن نكون بينكم بعد تحقيق السلام الذي تم التوقيع عليه في جوبا، وأنتم أكثر الناس تضرراً

الآن الشعب السوداني وقيادته متوافقة على السلام والإخوة في حركات الكفاح المسلح أدركوا صعوبة الحرب، فأولادنا وبناتنا محتاجين للتعليم والعلاج والغذاء، لذلك ما يتم الآن لأجيال المستقبل، وتحت مسئوليتنا ولابد أن نتماسك في كلّ وأن نتضافر لإنجاح السلام.

ورداً على حديث نازحي المعسكر، وجه مدير عام الشرطة  من اليوم أن تشرع الشرطة في أبوشوك في فتح البلاغات من قسم أبوشوك والمصادقة على 50 وظيفة بالشرطة من أبناء وبنات معسكر أبوشوك 20 منها للعنصر النسائي ووجه بتكثيف الأطواف الليلية عبر الدوريات المشتركة.

ودعا المواطنين لمساعدة الأجهزة الأمنية في حسم التفلتات ووجه بتقديم الجناة المسلحين الذين اقتحموا المعسكر، واعتدوا على المواطنين للمحاكمة فوراً وردعهم وترحيلهم لسجون ولاية الخرطوم، وقال من يزهق الأرواح لا مكان له بيننا، ودعا حركات الكفاح المسلح من غير الموقعين للانخراط في ركب السلام.

*ختام الزيارة

عقب عودته من الفاشر، قال مدير عام الشرطة في تصريحات محدودة بمطار الخرطوم (عدنا من زياة إلى ولاية شمال دارفور امتدت لمدة يومين وقفنا فيها على الأحوال الأمنية بشكل عام وعلى حاضرتها بشكل خاص وكان هناك برنامج حافل وكبير التقينا خلاله بالوالي ولجنة أمن الولاية وتفقدنا القوة ضباط وضباط صف وجنود.

وأضاف: زرنا معسكر أبوشوك ووقفنا على كثير من الأنشطة وافتتحنا كثيراً من المواقع الشرطية بالولاية وزرنا أيضاً موقع اليوناميد والتقينا بالمفوض الشرطي وتباحثنا في كثير من القضايا المشتركة وهي الآن تستعد للخروج من البلاد بنهاية هذا العام، ولدينا كثيراً من التنسيق مع البعثة ووقفنا على التحضيرات والترتيبات الجارية لإحلال القوات المشتركة من القوات المسلحة والشرطة والدعم السريع والمخابارات العامة مكان بعثة اليوناميد ووجدنا الأمور تسير على قدم وساق.

وأكد مدير عام الشرطة قدرة الأجهزة الأمنية السودانية على القيام بحماية المدنيين خلفاً لبعثة اليوناميد قائلاً: تحدثنا في كثير من الأمور التي تهم خروج البعثة ووجدنا منهم تعاوناً كبيراً ومثمراً جداً.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى