القائد بالعدل والمساواة إبراهيم أبكر يكشف لأول مرة تفاصيل (الذراع الطويل) 1-2

 

خطتنا دخول الخرطوم من محورين وهذا ما حدث (…)

عشر تصرف بمهنية عالية لإنقاذ عربة خليل في سوق ليبيا

مقولة (…) هي الشرارة الأولى التي نتجت عنها العدل والمساواة

 حوار: عمر الكردفاني

فتح السلطان إبراهيم أبكر هاشم قائد حركة العدل والمساواة  بالداخل بابًا في جدار السرية السميك الذي شيدته الحركة على تفاصيل معركتها الذراع الطويل التي غزت فيها أمدرمان إبان نظام المخلوع عمر البشير.

وكشف لأول مرة أسرار تحركات القوة وخط سيرها ودخولها أمدرمان وإخلاء قائدها الشهيد خليل إبراهيم من أرض المعركة قبالة كبري الفتيحاب، فقد كان إبراهيم من المقربين لدكتور خليل لكونه أحد القادة المؤسسين.

ولد السلطان إبراهيم بقرية قردود محلية كلبس، مارس مهنة الرعي في سن مبكرة من طفولته ثم التحق بالخلوة لدراسة وحفظ القرآن الكريم قبل أن ينخرط في التعليم الأكاديمي المنتظم مصحوباً بنشاط سياسي كثيف.

*دخلت العمل السياسي باكرًا؟

دخلت العمل السياسي باكراً منذ عام 1980 وكنت أحد طاقم تأمين انتفاضة الفاشر، ثم انتخبت نائباً في مجلس الشعب الإقليمي سنة 1981 وفي 9 مارس 1984 اعتقلت مع آخرين  بتهمة تهريب سلاح من الصحراء إلى الخرطوم لغرض الانقلاب على ثورة مايو برئاسة الرئيس جعفر نميري وتم إطلاق سراحنا بموجب بيان دستوري رقم 4 الذي أصدره محمد الحسن سوار الدهب في 6 أبريل سنة 1985 ثم انتخبت عضوًا في الجمعية التأسيسية سنة 1986 ومن أهم المحطات التي لا أنساها هي إفرازات المسألة المستعجلة التي تقدمت بها لاستجواب رئيس الوزراء سنة 1987 عن وجود القوات الأجنبية المتواجدة في دارفور وتمارس النهب والابتزاز على المواطنين في شمال الجنينة بموجب اتفاقية ثلاثية بين الجماهيرية العربية الليبية وحكومة السودان والمعارضة التشادية التي يتزعمها الشيخ ابن عمر، حيث أفرزت تلك المسألة المستعجلة إلى قيام مظاهرة مليونية تندد بسياسة حزب الأمة تجاه دارفور مما أدى إلى إلى اعتصام رئيس القضاء آنذاك وتقديم نواب القضاء استقالاتهم للتدخل السافر من السلطة التنفيذية في شئون السلطة القضائية ومحصلة تلك حل حكومة الوفاق الوطني بين حزب الأمه والاتحادي الديمقراطي وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفي النهاية الخيل تجقلب والشكر لحماد.

*تحدثت كثيراً عن التمييز بين المكونات الاجتماعية السودانية باعتباره الأساس في التعامل الرسمي والاجتماعي…. هل هذه مقدمة لتكوين حركة العدل والمساواة السودانية؟

أبدًا لم أدرك أو اتنبأ أن هناك حركة تنشأ باسم العدل والمساواة السودانية، ولكن إن جاز لي التعبير أكاد أقول أول من اكتشف هذا التمييز وتهميش يمارس ضد جهة ولون والأمر ممن يدعون أنهم يريدون إقامة العدل والمساواة بين الناس ولي تجربة مرة مع تنظيم الجبهة الإسلامية القومية في معاملتنا كنواب من الغرب فجمدت نشاطي فيها وانسلخ فاروق أحمد آدم وعبد الجبار آدم عبد الكريم  عنها وانتقلا إلى الاتحادي الديمقراطي ولكن فهمي أعمق من فهمهما على مرجعية (أم الكلب بعشوم)، وكان ذلك في 1988 وجاء انقلاب عمر حسن أحمد البشير وهو يسير  على نفس درب التمييز والتهميش واستغلال الغافلين من أبناء الهامش، ولكن أكاد أجزم أن معظم أبناء دارفور يحسون بذلك التهميش والتعامل الاستعلائي جداً على بني وطنهم بما في ذلك أعضاء الحركة الإسلامية المكذوبة وهم يتألمون بما يعيشه أهلهم وذووهم المسلمون من قتل وجوع وتشريد والإمكانيات الحكومية مكدسة في المخازن كحادثة نازحي وادي كجا بالجنينة والذي تصرف الضابط الإداري آنذاك يوسف سعيد تكنه بمسئولية وطنية ولكن مدير مديرية دارفور حسن حسين خصم قيمة المخزون الاستراتيجي الذي تصرف فيه الضابط يوسف سعيد تكنه من مرتبه، ولقد طالب أعضاء أبناء دافور الذين ينتمون إلى الحركة الإسلامية سنة  1990 بقيام مؤتمر للحركة الإسلامية يجمع فيه المكتب القيادي للحركة الإسلامية وجهازه التنفيذي لمناقشة الأوضاع الأمنية المزرية في دارفور، وكان المؤتمر بالفيحاء مقر حكومة الظل للإخوان المسلمين.

*من كان أبرز الحضور وأجندة المؤتمر؟

كان من ضمن الحضور الشيخ الراحل حسن عبد الله الترابي وعمر حسن أحمد البشير، وبعد نقاش قال الشيخ سليمان مصطفى أبكر الملقب بسليمان أمبرو، قال مقولة مشهورة أمام المؤتمرين وهي: “لو خيرت اليوم بين الحركة الإسلامية ودارفور لاخذت دارفور على الحركة الإسلامية وأعتقد أن هذه المقولة هي الشرارة الأولى التي نتجت عنها العدل والمساواة السودانية، حيث تم في هذا المؤتمر تعيين د. خليل إبراهيم أمين تنظيم الحركة الإسلامية لدارفور  والطيب إبراهيم محمد خير حاكماً للإقليم وعضو المكتب السياسي في التنظيم، هذه الفرصة هي التي مهدت لدكتور خليل إبراهيم معرفة مدى المأساة الإنسانية التي يعيشها إنسان دارفور من قتل وحرق وتشريد وجوع في دولة تدعي أنها إسلامية متناسية قول الله عز وجل (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، وهي مقايضة فلا طاعة لمن لم يقم بأمر الناس، ولكن أسباب قيام حركة العدل والمساواة وترسيخ فكرة الثورة ضد المركز عبارة عن تجارب تراكمية منها تعامل الأجهزة الرسمية مع الشرائح الضعيفة مثل استغلال السجناء للعمل المجاني لصالح مديري السجون كما شهادة د. خليل بنفسه لسجناء سجن زالنحي واستغلال الموظفين لأصحاب الحاجات وابتزازهم كما شاهده د. خليل مع مدير إدارة التجارة والتموين بمجلس منطقة زالنجي ورفض دفن جثامين قتلى على أيدي منسوبي القوات المسلحة في منطقة لبدو، ثم قتل مواطنين أبرياء بمن فيهم عمدة المنطقة في جبال ميدوب ومحاولة اعتقال ضابط  أمن لعضو برلماني بواسطة الوالي في كبكابية، ثم تصرف الإمدادات الطبية المركزية في معدات طبية استجلبت بجهد شعبي محض خاص بالمستشفيات والمراكز الصحية لشمال دارفور والأخير استفزاز د. عبد الوهاب عثمان وزير المالية لدكتور خليل وغيرها من المحطات سواء أكان وزيراً للشئون الاجتماعية في الدمازين أو مستشاراً لحكومة جنوب السودان، كل هذه المحطات شكلت قناعة وإيماناً تاماً في أنه لا يمكن العيش مع القائمين على الأمر في ظل الأنظمة التي ألفوها وورثوها من الاستعمار بعدم الاعتراف بالآخر، ونتيجة ذلك جاءت حركة العدل والمساواة كحركة تحررية من ربقة الاستغلال والاستبداد والاستعلاء وغيرها من الأمراض الاجتماعية.

*هناك اتهام لحركة العدل والمساواة بأنها وراء الكتاب الأسود؟

لم يكن د. خليل بمفرده يحس بالظلم الاجتماعي وإنما هناك الكثيرون يشاركونه فيما يحس به وتم تكوين تيم لجمع معلومات يبرر ويبرهن على صدق ما يحسون به واهتدوا إلى ما يقودهم إلى ذلك وهو إجابة طبيعية عن حكام السودان والمشاركة في السلطة وتوزيع الثروة، وبالتالي الدليل الوحيد هو الرجوع إلى المستندات الرسمية وبالتالي عكفت مجموعة أنا لست منهم على دراسة الوضع للوصول إلى كتاب اختلال ميزان السلطة والثروة في السودان والذي أطلق عليه نظام عمر حسن البشير (الكتاب لأسود) وهو المرجعية الأساسية التي استند عليها قيام الثورة لعب الاستعلاء دافعاً حقيقياً لاشتعالها على أيدي مخلصين كالشهيد آدم كورتي، وهذا لا يعني هناك من أراد حركة إثنية حتى حسمها الشهيد بنفسه وقاد الحركة كحركة قومية وطنية لا تعرف ولا تعترف بكل ما يميز بين الناس لأجل وطن يسع الجميع.

*متى وكيف بدأت الاستعدادات للذراع الطويل؟

الاستعدادات للذراع الطويل أخذت وقتاً مبكراً والسبب هو كثافة الطيران الحربي على دارفور، وهي لا تميز بين عسكري أو مدني ولا بين الكبير والصغير أو بين حيوان أو إنسان ومع التكتم الإعلامي لا يعرف الشعب السوداني ما يجري في دارفور، لذلك جاءت عملية الذراع الطويل كخطوة لتعريف الشعب السوداني بالحرب حتى يكون أداة ضغط وفي نفس الوقت السعي لإسقاط النظام ووضعت خطة محكمة للوصول إلى الخرطوم من غير أن تكتشفنا أعين النظام وحققنا الهدف بجدارة.

*كيف كان الدخول لأمدرمان؟

كنا مع رفقة رئيس الحركة عند دخولنا لأم درمان، وعندما تجاوزنا سوق ليبيا أرادت عربة رئيس الحركة أن تنتقل من خط السير اليمين إلى الخط اليسار الذي يفصل بينهما تلتوار فعلقت عربة رئيس الحركة في التلتوار فقمت بسحب رئيس الحركة على العربة التي أقودها مع التأمين الكامل لشخصه حتى محطة سراج، ولقد تصرف عشر بمهنية عالية لإنقاذ العربة لتلحق بنا ولظروف إدارية عاد د. خليل إلى عربته لأتقدم مع القوات صوب كبرى الفتيحاب.

*ماهي خطتكم؟

خطتنا أن ندخل الخرطوم من محورين المحور الشمالي والجنوبي، ولكن تخلف المحور الشمالي وعندما تأكد النظام بأن قوات الميمنة انسحبت دفع لنا بدبابة لقطع الطريق ومحاصرتنا على كبرى الفتيحاب ونحن لدينا صواريخ babentyh في مؤخرة العربات ومدافع مضادة للدبابات في المقدمة وكانت لدينا تعليمات مشددة بعدم استخدام الصواريخ إلا في أهدافها المحددة، وبالتالي قمنا بسحب مضاد للدبابات من المقدمة لمواجهة الدبابة، ولكن سرعان ما عاجلتنا الدبابة بقصف عربة الصواريخ فتفجرت الصواريخ وألحقت بنا ضرراً وهو سبب خسارتنا للمعركة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى