التطبيع مع إسرائيل.. تباين المواقف

 

 

خبير دولي: التطبيع مع إسرائيل بدأ فعلياً

حزب الأمة له اتفاقية قديمة لأجل التطبيع فكيف يرفض الآن

شباب: ندعم التطبيع مع إسرائيل والرافضون ينطلقون من ثوابتهم البالية

الحزب الاتحادي: لم نقرر بعد موقفنا من التطبيع وندعو إلى مؤتمر لمناقشته

 

التطبيع مع إسرائيل يشغل الرأي العام السوداني هذه الأيام مثلما يسيطر على عقول الأحزاب السودانية التي انقسمت ما بين مؤيد ورافض ..

ورغم لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق الركن عبد الفتاح البرهان بنتنياهو في يوغندا شهر فبراير الماضي، إلا أن الصورة لم تتضح خاصة  بعد تصريح  رئيس مجلس الوزراء الانتقالي عبد الله حمدوك  بأن التطبيع مع إسرائيل ليس من صميم عمل الحكومة الانتقالية.

فهل نشاهد تطبيعاً كاملًا خلال الفترة القصيرة القادمة أم تنجح الأصوات الرافضة في إيقاف انطلاقته؟

تحقيق / محيي الدين شجر

بدأت محاولات الحكومة الانتقالية التطبيع مع إسرائيل بلقاء تم في فبراير 2020 بين  رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق الركن عبد الفتاح البرهان، وبين  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيوغندا، وكشفت صحيفة “ذي تايمز أوف إسرائيل” العبرية، نقلاً عن مسؤول عسكري سوداني وصفته بـ”رفيع المستوى” أن الإمارات هي من رتب اللقاء الذي جرى بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، في أوغندا.

كشفت صحيفة “ذي تايمز أوف إسرائيل” العبرية، نقلًا عن مسؤول عسكري سوداني وصفته بـ”رفيع المستوى” أن الإمارات هي من رتب اللقاء الذي جرى بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، في أوغندا الإثنين.

ووفق المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، رتبت الإمارات اجتماع البرهان ونتنياهو، وعلمت به “دائرة صغيرة” فقط من كبار المسؤولين في السودان، وكذلك السعودية ومصر.

وأضاف أن البرهان وافق على لقاء نتنياهو؛ لأن المسؤولين ظنوا أن ذلك سيساعد على “تسريع” عملية إخراج السودان من لائحة الإرهاب الأمريكية.

بينما قالت تويتر” إن اللقاء  تم بدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسفيني.

وقال نتنياهو في تغريدة له، إنه “يؤمن بأن السودان يسير في اتجاه جديد وإيجابي”، مضيفاً أن البرهان “يريد مساعدة دولته في الدخول في عملية حداثة، وذلك بإخراجها من العزلة ووضعها على خريطة العالم .

انحياز شبابي

في استطلاع وسط مجموعة كبيرة من الشباب السوداني أكدوا انحيازهم إلى التطبيع مع إسرائيل، مؤيدين الخطوات التي تتم في اتجاه التطبيع،  وقالوا إن معظم الدول الإسلامية تتمتع بعلاقات طبيعية مع إسرائيل وذكروا أن الذين يرفضون التطبيع أحزاب صغيرة تنطلق من ثوابت بالية ضمن عقيدتها مثل الحزب الشيوعي والبعث.

بومبيو بالخرطوم

لتسريع عملية التطبيع، زار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الخرطوم، وكتب قبل وصوله: يسعدني أن أعلن أننا على متن أول رحلة رسمية دون توقف من إسرائيل إلى السودان. وأوضحت الخارجية الأمريكية أن الوزير سيبحث في السودان تعميق العلاقات السودانية الإسرائيلية.

لا نملك تفويضاً

الحكومة السودانية أبلغت الوفد الأميركي أن التطبيع ليس من ضمن مهامها، وأنها لا تملك تفويضاً للقيام بهذه الخطوة.
وصرح الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الإعلام فيصل محمد صالح، بأن حمدوك رد على “الطلب الأميركي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بأن المرحلة الانتقالية لا تملك تفويضاً يتعدى استكمال عملية الانتقال وتحقيق السلام والاستقرار وصولاً إلى قيام انتخابات حرة.

رفض

وفي دوائر حزب الأمة القومي،  فقد رفض خطوة الحكومة الانتقالية باتجاه التطبيع مع إسرائيل، مبيناً بأن أي خطوة رسمية تتخذها الدولة في هذا الصدد يجب أن تأتي من حكومة منتخبة بشكل ديمقراطي، وعزا حزب الأمة رفضه خطوة  الانتقالية بأن إسرائيل ما تزال تحتل أراضي عربية دون التوصل لحل بشأنها، واصفًا التوجّهات التطبيعية بأنها غير مقبولة.

وقال حزب الأمة في بيان له تحصلت (الصيحة) على صورة منه، إن البتَّ في المسائل الوطنية الخلافية هو من صميم اختصاص الحكومات الوطنية المنتخبة.

واعتبر زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي خيانة، ولا علاقة له بالحريات.

 استغراب

ولقد استغرب  الدكتور السموأل حسين عثمان منصور الخبير الدولي، من  موقف حزب الأمة الحالي، وقال لـ (الصيحة): حلال على قيادات حزب الأمة على مر التاريخ اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين لأجل التطبيع وحرام على البرهان، وذكر أن الصادق المهدي  وقف  مع إسرائيل في أيام النكسة عام  1967 وحاول تبرئة  شخصه بعد ذلك عندما هاجمته منظمة التحرير الفلسطينية.

وأوضح أن اتصالات حزب الأمة منذ الخمسينات معروفة وموجودة في الوثائق الإسرائيلية، ولا يستطيع أي شخص أن ينفيها، وقال: هناك اتفاقية شهيرة بين إسرائيل وحزب الأمة عام  1954 يطلب فيها حزب الأمة تقديم مساعدات للسودان مقابل التطبيع مع إسرائيل (انظر صورة من الاتفاقية) بحضور كل من السيد الصديق المهدي، والسيد محمد أحمد عمر سكرتير الحزب وقتها، وقال إنه في عام 1957 شهد فندق بلازا بباريس لقاء عبد الله خليل وقولدا مايير.

وأوضح أن العلاقات السودانية الإسرائيلية لم تتدهور إلا في فترة الإنقاذ وإبان عن مقابلة تلفزيونية جمعت محمد أحمد المحجوب وقولدا مايير في التلفزيون الأمريكي عن التطبيع، وقال إن وزير الخارجية الإسرائيلي بعث ببرقية تهنئة لإسماعيل بمناسبة الاستقلال في الثالث من يناير 1956م.

وقال إن الإسرائيليين دفعوا أموالاً لحزب الأمة كانت تصل في حساب محمد أحمد عمر، مؤكداً أن السيد الصادق المهدي التقى المسؤولين الإسرائيليين أكثر من مرة، فكيف يعترضون الآن على التطبيع إلا إذا كانوا يريدون أن تكون الخطوة تتم من جانبهم كما كان سابقاً.

وقال إن الوثائق الإسرائيلية كشفت عن لقاء السكرتير الأول في السفارة الإسرائيلية بلندن موردخاي جازيت مع السيد الصديق ومحمد أحمد عمر يوم الإثنين 28 يونيو 1954 وقوله إن محمد أحمد عمر أبدى استعداده للسفر للقدس لوضع اللمسات الأخيرة على المحادثات مع الجانبين، وإنه تشاور مع الصديق المهدي وكان مؤيداً للاقتراح، وذكر أن اللقاء  أستمر  أربع ساعات كاملة وشارك فيه أيضاً جوش بالمون الذي عمل مستشاراً لرئيس وزراء إسرائيل للشئون العربية والملحق الصحفي في السفارة الإسرائيلية في لندن مايكل أرنون.

وثائق إسرائيلية

وقال إن  السفير الإسرائيلي بلندن إلياهو إيلات في 29 يونيو 1954 أرسل رسالة سرية للخارجية الإسرائيلية أبدى فيها اعتراضه على الاتصالات التي يجريها جازيت وأرنون مع حزب الأمة  وحذر من أنها قد تلحق ضرراً كبيراً بالدولة العبرية باعتباره تدخلاً في شؤون الدول وسابقة قد تستخدم ضدهم من قبل مصر والدول العربية، ولمح أن بريطانيا أيضاً غير سعيدة بهذه النشاطات لكن إسرائيل لم تكترث لاعتراض سفيرها .

وقال إن  الوثائق الإسرائيلية تكشف  أن محمد أحمد  عمر أجرى لقاءً تمهيدياً في الأسبوع الذي سبقه منفرداً مع المسؤولين الإسرائيليين بعد تلقيهم الضوء الأخضر من حكومتهم– لأن السيد الصديق كان وقتها في مدينة ليفربول في مهمة عمل – نوقشت فيه مسألة التعاون بين الطرفين. وعرف عمر نفسه أنه كان عضواً في حزب السودان قبل انضمامه لحزب الأمة الذي كان هدفه حسب تعبيره إبقاء السودان في الكومنولث البريطاني لوقف التمدد المصري. وأانه لخّص مطالب حزب الأمة في أربع نقاط:-

– إثارة قضية السودان في المحافل الدولية وخاصة الأمم المتحدة.

– الضغط على الحكومة في لندن لإلغاء اتفاقية 1953 بين مصر وبريطانيا.

– استخدام نفوذ إسرائيل في الولايات المتحدة لنفس الغرض.

 – مساعدات مالية.   

وفي المقابل سيقوم حزب الأمة بالعمل على تعزيز العلاقات مع الدولة الإسرائيلية تجارية وعسكرية.

وقال: انتهى اللقاء بطلب من الإسرائيليين بأن تصاغ مطالب حزب الأمة في مذكرة مكتوبة تحوي كل التفاصيل.

مضيفاً: تم إرسال تقرير للخارجية الإسرائيلية بتفاصيل اللقاء الذي تم مع عمر وجاء الرد في برقية تحمل رقم 941 أنهم يوافقون على استمرار الاتصالات “بشرط أن يلتزم الجانبان بالحفاظ على السرية التامة”, واستعرض التقرير أيضاً رأي الحكومة الإسرائيلية حول كل مطلب من المطالب الأربعة التي طرحها محمد أحمد عمر في لقائه معهم.

وقال إن اسرائيل وافقت على مطالب حزب الأمة واقترحت أن يساعدها في تعزيز العلاقات التجارية وأنهم على استعداد لتخصيص مبالغ مالية لهم.

وأشار السموأل إلى لقاء  جرى يوم الأربعاء 30 يونيو 1954 بين السيد الصديق المهدي والمسؤولين الإسرائيليين، وفيه تمت مناقشة الخطوط العامة للاتفاق مع السيد الصديق حسب التفاهمات التي تمت والموافقة التي جاءت من الخارجية الإسرائيلية مع التأكيد على ضرورة السرية.

وقال إن  جازيت بعث في رسالة سرية  لرافايل في القدس بتاريخ 2 يوليو 1954 أوضح فيها أن محمد أحمد عمر والسيد الصديق سيعودان إلى الخرطوم لمشاورات حول الموضوع مع إمام الأنصار السيد عبد الرحمن المهدي وسكرتير حزب الأمة السيد عبد الله خليل، وبالفعل جرت المشاورات وتم توقيع الاتفاق.

علاقات أزلية  

وقال السموأل حسين عثمان منصور، إن

العلاقات السودانية الإسرائيلية قديمة منذ أحداث أعوام  1915 ــ 1916ــ  1917م أيام وعد بلفور، مشيراً أن حجم التبادل التجاري بينهما عام  1948وصل إلى 700 ألف دولار.

مشيراً إلى أن السودان كان يصدر عن طريق ميناء طابا إلى إسرائيل معظم الحبوب، وكان السودان هو المنفذ الأساسي لإسرائيل بعد أن رفضوا أن تمر التجارة بينهما عبر مصر.

تطبيع فعلي

وقال إن الحكومة الانتقالية بدأت عملياً في فبراير هذا العام  التطبيع مع إسرائيل بمرور الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء السودانية، وذكر أن المصلحة تقتضي استكمال التطبيع مع إسرائيل، وقال إن التنسيق مع إسرائيل بدأ منذ العام 1918 واستمرت العلاقات حتى عهد البشير، وقامت إسرائيل بقطعها ثم عادت وتعاونت مع الإنقاذ في أيامها الأخيرة، وأضاف تعليقاً على حديث نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو حميدتي بأن المشايخ يؤيدون التطبيع مع إسرائيل، قال إنه حديث صحيح لأن معظم مبينًا أنه تحدث عن حميدتي في العام 2019 عبر حوار صحفي كشف فيه أن وجود حميدتي ضمن المجلس العسكري هو أكبر مكاسب الثورة وقال إن حميدتي رجل صادق يتحدث من قلبه ويخاطب الشعب بشفافية، مؤكداً أن ما ذكره حميدتي مؤخراً عن وجود أشخاص في الحرية والتغيير تريد الاستفراد برأيها بما ذلك رفض التطبيع  هو حديث صحيح وجاء في وقته مؤكدًا أن السودان هو للسودانيين ولا يملك أي شخص سلطة الاستفراد بالرأي ..

البعث يرفض

من جانبه أعلن حزب البعث رفضهُ التطبيع مع إسرائيل وقال الناطق باسم حزب البعث محمد وداعة في بيان صحفي، إنهم يرفضون المسار الذي تبنته قيادات سودانية سعيًا وراء علاقات مع إسرائيل، ونوه إلى موقف السودان من القضية الفلسطينية وحلها يكون وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.

الشيوعي يرفض

كما أعلن الحزب الشيوعي  رفضه أي تطبيع للعلاقات بين السودان وإسرائيل.

وقال  عضو سكرتارية اللجنة المركزية للحزب، صديق يوسف، في تصريح صحفي: نقف مع حق الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع مع إسرائيل.

خلافات

لا أحد يستطيع نفي الاتصالات التي تمت بين الحكومة الانتقالية وبين إسرائيل، ولقد ذكرها صراحة الناطق باسم الخارجية حيدر بدوي في أغسطس الماضي دعا فيها إلى كشف ما يدور في الخفاء بشأن العلاقة مع إسرائيل. وأوضح أن الخرطوم تتطلع إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ليصدر وزير الخارجية المكلف، عمر قمر الدين، ، قراراً بإعفائه بعد أقل من 24 ساعة على تصريحه مما يؤكد افتقار الخارجية لتطابق وجهات النظر بين مسؤوليها .

 البرهان وحمدوك

وفي الوقت الذي يؤيد فيه المجلس السيادي الانتقالي التطبيع مع إسرائيل ذكر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في تصريح له أن قضية تطبيع بلاده للعلاقات مع إسرائيل معقدة وتحتاج إلى توافق مجتمعي، رافضاً ربط عملية التطبيع بقضية شطب اسم السودان من قائمة الإرهاب. مشيراً إلى أنه طلب من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الفصل بين مسار شطب اسم السودان من لائحة الإرهاب ومسار التطبيع مع إسرائيل، كونه يتضمن تعقيدات كثيرة.

البرهان في أبوظبي

ولاستكمال لقاء عينتبي بيوغندا بينه وبين رئيس الوزراء الأسرائيلي نتنياهو، التقى الفريق الركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي الانتقالي بمسؤولين إماراتيين بالإمارات، وكانت أبرز بنوده دفع السودان إلى التطبيع مع إسرائيل.

قائمة الإرهاب

وكان رئيس المجلس السيادي الفريق عبد الفتاح البرهان قال في كلمته خلال أعمال المؤتمر الاقتصادي القومي بالخرطوم قبل ايام – إن أمام السودانيين فرصة لرفع اسم بلادهم من قائمة الإرهاب، مشدداً على أهمية اغتنام هذه الفرصة لإصلاح النظام الاقتصادي والخروج من الأزمات التي تمر بها.

عقبة التطبيع

ونقلت وكالة رويترز – عن 3 مصادر وصفتها بالمطلعة- أنّ السودان يواجه، رغم مفاوضات استمرت أكثر من عام، عقبة جديدة أمام رفع اسمه من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، تتمثل في مطالبته بتطبيع العلاقات مع تل أبيب .

رأي تجمع المهنيين

رأى تجمع المهنيين أن التطبيع مع إسرائيل شأن يقرره المجلس التشريعي وتنفذه وزارة الخارجية.

وقال محمد ناجي الأصم عبر تغريده له، “إنه ‏لا يوجد أي رابط موضوعي بين قضية رفع السودان من قوائم الإرهاب وقضية الموقف من إسرائيل أو التطبيع معها من عدمه”.

مضيفاً أن القضية العادلة والموقف الجديد للسودان لا يجب أن يشوه بمساومات مشوهة كهذه .

الناجي يهدد

هدد القيادي الإسلامي الناجي عبد الله بالتصعيد حال فتح سفارة لإسرائيل في الخرطوم أو اتجاه الحكومة للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني.
وأضاف الناجي: يعني يرفرف العلم الإسرائيلي هنا، وتفتح سفارة في الخرطوم، والله إلا نكون دفنا هنا وتحولنا إلى بترول .

مؤتمر مرتقب

عضو بتجمع الاتحاديين حسين ميرغني علي محجوب، قال إن حزبه لم يناقش قضية التطبيع مع إسرائيل حتى الآن وقال: ربما يكون هنالك مؤتمر يخصص لنقاشها مثل المؤتمر الاقتصادي.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى