الغالي شقيفات يكتب : لقد وقعنا في الفخ

إسماعيل شريف

حملت الأنباء خبر إقالة والي كسلا صالح محمد صالح عمار  بقرار من رئيس الوزراء الانتقالي الدكتور عبد الله حمدوك، بعد جدل كثيف واحتقان كاد أن يشعل فتنة كبرى بشرق السودان لولا تدخّل العقلاء من هنا وهناك.. كانت الحكمة تقتضي توخي الدقة قبل تعيين جميع الولاة بعد مطالبات الشارع بالتعجل في استكمال بناء الدولة المدنية وإبعاد الولاة العسكريين، فكانت النتائج كارثة كادت تعصف باستقرار البلاد ووحدتها.

لم تستصحب تلك التعيينات مشكلات الواقع السوداني الموغل في القبلية والممعن في التشرذم، لم تستطع ولاية كسلا تحمل أعباء هتاف الشارع الخرطومي الباذخ وهو يردد مدنياااااو، ولم تستوعب مكونات الشرق الحبيب مفردات التنوع أو تتمكن من إدارة ذلك التنوع بحكمة، بل انحرفت وانجرفت تحت وطأة تيار القبيلة والعرق، ودارت حرب إسفيرية عنيفة وامتدت على أرض الواقع فعلاً حتى أجبرت حكومة حمدوك على التخلي عن اختيارها الملغوم، وعادت أدراجها وهي تقول “العود أحمد”، ولا أظنه في هذه الحالة كذلك.. التراجع عن تعيين والي كسلا وإقالته يفتح الباب على مصراعيه في ولايات أخرى تئن بذات الجراح، ولكنها ارتضت على مضض على أمل أن هناك تعديلاً وشيكاً سيحدث على الخارطة بعد توقيع اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية وهو يحتم ذلك التعديل لإفساح المجال أمام مشاركة حقيقية في السلطة الانتقالية.

الآن وقد وقعت حكومة حمدوك في الفخ وأُجبرت على التخلي عن والي كسلا تحت ضغط الشارع وزعماء القبائل وامتثالاً لرغبة وحاجة أمنية ملحة فرضتها التطورات على الأرض، هل سينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن، أم ستطل أزمة أخرى في ولاية أخرى لذات الأسباب والمسببات وتجد الحكومة نفسها مضطرة لمزيد من الإقالات بين الولاة ليس لتنفيذ اتفاق السلام ولكن لمنع وقوع كارثة التشظي والانقسام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى