محمد محمد خير يكتب : مطب إسرائيل

 

بعث لي الشاب الخلوق الأستاذ عوض جاد السيد أحد أركانحرب هذه الصحيفة رسالة (واتساب) طلب مني فيها المشاركة في الملف الذي ستصدره الصحيفة حول التطبيع مع إسرائيل بتخصيص زاويتي الراتبة لهذا الموضوع الذي يشغل الساحة منذ زيارة رئيس مجلس السيادة ليوغندا ومقابلته التي أعلن عنها الإعلام الإسرائيلي لتأكيد أن إعلامنا آخر من يعلم.

لم أعتذر لابننا عوض لأن له معزةً خاصةً وهي معزة لا تقتصر عليه، بل تمتد لجبهة الشباب المبدع في الصحافة السودانية الذين يتضوعون خبراً وتحقيقاً ورأياً.

أنا من جيل الافتتان المطلق بمحمود درويش وإدوارد سعيد وسميح القاسم وإميل حبيبي وتوفيق زياد وغسان كنفاني ورائعة (باجس أبو عطوان يزرع أشجار العنب)، تربيت في كنف البلاغة التي دوزنتها تلك الكتابات فصار من الصعب أن تجد فارقاً واحداً بين تجاعيد قلبي وبين مروج ما كتبوه لكنني سأحدث أحمد العربي الذي (لم تلده أمه إلا دقائق في إناء الموز- وانسحبت. يريد هوية فيصاب بالبركان). لأقول لأحمد العربي وسرحان ولرواية (زمن الخيول البيضاء) إن إسرائيل مدت ذراعها الطويلة منذ أمد بعيد في السودان وأصبحت يدها ذات يد في كل أمورنا. من كان يتصور أن في إسرائيل أكثر من (4000) لاجيء سياسي سوداني وهي دولة مصنفة في سياستنا في خانة العدو.!!

إسرائيل هي التي تقرر لأمريكا هل نظل في قائمة الإرهاب أم نشطب وفقاً لما تريده منا فهي الربيبة والربيب. تلبس الخارجية الأمريكية خاتماً في أصبع يدها اليسرى وتزين عنقها بالكونجرس.

لإسرائيل أكثر التأثيرات في شأننا السياسي الداخلي المتعلق بالسلام لأنها هي من أشعلت حروبنا وحركت ماكينة إعلامها الجبار في العالم كله ورعت كل المنظمات العاملة في الإغاثة والتطفل والتجسس والمثلية والختان.

نحن يا أحمد العربي الآن نبحث عن رغيفة خبز وكنا حتى وقتٍ قريبٍ أمل العالم كي نصبح سلة للغذاء. نحن الآن ضحايا أنفسنا وأكثر شعوب الأرض ابتلاءً بنا. نشبع بالجوع وحزننا (يعطش الماسورة). وفي هامش العروبة!!!

حكومتنا (انتقالية) وكل الشعب (انتقالي) وتلك جدلية تعني التجانس العميق بين صفة الحكومة وهيئة الشعب فالشعب (ينتقل) من صف الوقود لصف الخبز ثم يتجمهر أمام الغاز قبل أن ينتقل بذات الرشاقة لصف آخر فاكتسبت الحكومة بهذا التنقل الخلّاق صفة الانتقالية التي لا تعني حكم الشعب بقدر ما تعني نقل الشعب بالشعب!!!

مضت الغيوم وشردتني

ورمت معاطفها الجبال وخبأتني

وكنت وحدي ثم وحدي

آه يا وحدي وأحمد..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى