جنوب كردفان.. انتظار سلام شامل

 

كادُقلي- عبد الوهاب أزرق لازم

يرى المُواطن بولاية جنوب كردفان، أنّ السَّلام بدون حركة عبد العزيز آدم الحلو، سَلامٌ نَاقصٌ جُزئيٌّ ولا يُمثل أشواق وطُمُوحات إنسان الولاية الذي عانى ومازال من حرب مُمتدة لسنواتٍ دمّرت كل البنيات التحتية، ويقول البعض إن جناح مالك عقار الموقع للاتفاق مع الحكومة لا وجود له على الأرض، ويتفرّق أتباعه في بعض الأرياف دون تأثير، فيما يُؤكِّد البعض أنّ توقيع السلام عموماً به فائدة للبلد لأنّه يُوقف الحرب التي سئمها الجميع ويقود بقية الحركات التي لم تُوقِّع للتوقيع في أقرب فرصة.

وقالت القيادية بحزب الإصلاح الوطني، عضو مجلس الولاية التشريعي السابق، تقوى صديق الطاهر لـ(الصيحة): “نحن نعيش تحت وطأة ظُرُوف استثنائية، نتعطّش للاستقرار وكل اتفاقية، والتوافق والإجماع السياسي يُعتبر نقطة النهاية للشتات والحُرُوب الطاحنة التي خلّفت أوضاعاً إنسانية يُمكن وصفها بالمأساوية يتخلّلها الفقر والجوع والموت والضياع”، وأضافت “التوقيع بداية لمُشوار الاستقرار والبناء، ولن يكون الطريق سهلاً، ولكن بالوحدة الوطنية الخَالصة والإرادة الحقّة نعمل معاً من أجل النهوض بهذا الوطن البكر”، وتابعت: “لا نُريد أن نحتفل الآن، سنحتفل عندما يصل المواطن الغلبان الذي يعيش تحت رحى الفقر والبطالة لمُستوى الرفاهية التي يُريد ونكون في مُستوى مصاف الدول العُظمى هنا يمكن أن نحتفل عندها”. ودعت أبناء الشعب السوداني للبناء، وخاطبت القوى السياسية بأن حان الوقت ومصلحة الوطن فوق كل شئ، وللحركات التي تحمل السلاح رفقاً بإنسان المعسكرات، رفقاً للإنسان الذي لا يستطيع أن يغفو لينام، رفقاً بهذا الوطن، يجب علينا أن نتصالح ونتصافى من أجل وطننا.

من جانبه، تحدث القيادي بيلو محمد صالح عثمان، عن الفرص والتحديات للاتفاقية المُوقّعة لـ(10) حركات كفاح مُسلح وحاضنتها السياسية لأكثر من (102) من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
وقال لـ(الصيحة)، إنّ الاتفاقية سودانية (100%) ولأول مرة توقع اتفاقية مع حركات مسلحة في عهد لا ديكتاتوري وفي ظل حكومة انتقالية منذ الاستقلال، وأضاف “من الفرص أنها مُتضمنة شعار الثورة حرية.. سلام وعدالة، وجاءت في فترة الناس كرهت الحرب وسئمت سماع أصوات البنادق والمدافع، والهوى والمزاج العام مع السلام، والاتّجاهات العالمية والإقليمية مع السلام، والاتحاد الأفريقي يرفع شعار إسكات صوت البندقية”، وأضاف بأن الاتفاقية تُواجه  بتحديات، وتابع: “التحدي الكبير، الترتيبات الأمنية ووضع الجيوش ومُعالجة قضاياه في التسريح وإعادة الدمج التي تحتاج إلى المال”، وأشار إلى أنّ هناك مبالغة من بعض الفصائل حول عدد الجيوش وهذا يفتح باباً لا يُسد ويرهق الدولة ويهدر الموارد، وينطبق عليه قول إعطاء لمن لا يستحق ونحن لا نملك، ونوه إلى أنّ هنالك أسر الضحايا ومشاكلهم ولا يوجد من جلس معهم.

بدروه، قال رئيس حركة العدل والمساواة إقليم كردفان الجنرال التوم حامد توتو لـ(الصيحة): “قبل أيّام تمّ التوقيع بالأحرف الأولى في جوبا والآن تم التوقيع النهائي”، وأضاف “إذا أردنا أن نتحدّث عن ولاية جنوب كردفان أو إقليم كردفان، الجهات الوحيدة التي عانت من الحروبات وفقدت الكثير من أبنائها وأرضها وأموالها في حروب طاحنة في الماضي، والناس أكثر تشوقاً للسلام”، وتابع: ” لا بد أن يكون هناك سلام شامل يُوقف الحرب وسفك الدماء تماماً التي تروح هدراً”، ووصف الحروب بالعبثية وكان لها أثر واضح، وقال: “نُريد أيضاً أثر السَّلام بجنوب كردفان، لجهة أن أهل الولاية يعتمدون على أنفسهم في الإنتاج الزراعي والرعوي والغابي والسلام يعمل على الاستقرار ويفضي لسلام شامل ودائم وتبدأ الانطلاقة الحقيقية”. وأكد أن المواطن توّاقٌ لذلك وهو المُستفيد الأول ولتبدأ التنمية، ووصف إنسان جنوب كردفان بالطيب والمسالم ويعرف الجيرة، فقط يريد السلام لزيادة الإنتاج بالبلد والولاية .ويرى توتو أن السلام الاجتماعي هو السَّلام الحقيقي، لجهة أنّ السلام عبر المفاوضات تؤول به الوظائف على مُستوى المركز والولايات، والسلام الأمثل هو كيف يكون العلاج، وفتح المدارس، وانتظام التعليم بصُورة مُمتازة ويدخل أبناء الهامش المَدارس، وطالب بأن يوفر السلام، الخدمات والتنمية والمُنشآت في كل المجالات لرفعة البلد، كما طالب بالعض بالنواجذ على ما تحقق من سلامٍ ووصفه بالناقص بعض الشئ، والتوقيع مع الجبهة الثورية بالمهم جداً وهو تحول من الحرب إلى السلام، وتمنّى لحاق الحلو بالسلام، وقال: “لا يوجد زمن واستعداد للحرب، والحرب من أجل ماذا؟”، وتابع: “كنا بنحارب النظام البائد الذي دمر السودان وذهب بغير رجعة، ولا يوجد مبرر للقتال والتمترس، لا بد أن يأتي كل الناس للسلام”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى