فيضانات الشمالية.. ما بعد الكارثة

 

والي الشمالية: نحن في حاجة لكل من يمد يد العون

شركة أمطار: ما نقوم به ضمن مسؤولياتنا ومساعداتنا كانت لا تصل لمستحقيها

الحرية والتغيير بالدبة: الشركة وقفت معنا بآلياتها وسنكون سندًا لها

وزارة الإنتاج والموارد: نتطلع لمد جسور الثقة بين الشركات والمواطنين

متابعة: النذير دفع الله ــ حسن حامد

ربما تعتبر الولاية الشمالية من أكثر المناطق التي تلاحقت وتكالبت عليها الأوبئة والمحن هذا العام، فما بين وباء (كوفيد 19) والفيضانات والسيول وأخيرا وباء الحمى النزفية، ظل إنسان الولاية يعاني من كل الاتجاهات، سيما بعد أن أغرقت الفيضانات معظم الحقول والمزارع التي تمثل مصدر الدخل الأساسي لعدد من الأسر وأصبح أولئك المتأثرين لا يجدون ما يسدون به رمق العيش وتكاليف الحياة وغلاء المعيشة، وبما أن الولاية تتمتع بأراض زراعية كبيرة وعدد من الشركات المستثمرة في المجال الزراعي والبستاني والحيواني كان لابد لها من الوقوف في هذه المحنة ضمن مسؤولياتها المجتمعية.

شركة أمطار للاستثمار الزراعي، إحدى الشركات التي سارعت في الوقوف مع أهل المناطق المتضررة، فسيرت قافلة للمتأثرين بالسيول والفيضانات للولاية الشمالية، لتأتي القافلة كبادرة أيضاً لتفقّد المتأثرين ما بعد الكارثة.

شكاوى المواطنين

عدد من المواطنين المتضررين بمناطق القولد، الدبة، وكرمكول ودال وغيرها من المناطق المتأثرة بالسيول والأمطار، أعربوا عن تقديرهم للشركة على وقوفها بجانبهم، فيما حكى المواطن ماجد سليمان من منطقة كرمكول القليعة، أن السيول اجتاحت منطقتهم ليلاً، وأحدثت القليل من الدمار في بعض المنازل، وقال إن السبب في السيول هو  وجود الترس الترابي الذي تم إنشاؤه  سابقاً، حيث أحضر العديد من الأضرار لمنزله وتكرر الضرر لثلاث سنوات متتالية، مطالباً حكومة المحلية بوضع المعالجة للمشكلة حتى لا تتفاقم أوضاعهم مستقبلًا.

أما المواطن أحمدون صالح أحمدون، قال  إن اضرارهم لم  تكن كبيرة، فقط  تسببت السيول في هدم  جزء من منزله، وظل في العراء، ولكن بفضل أهالي المنطقة تم تشييد جزء منه، وثمّن دور شركة أمطار في تقديم المعونات لمواساتهم في محنتهم.

أما المواطن محمد علي أحمد أبو عشرة فكان حديثه مختلفاً  شاكياً من غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة، وقال لـ(الصيحة)، إن محلية الدبة تعيش غلاء طاحناً هذه الأيام حيث وصل  كيلو اللحمة الضأن ١٢٠٠ جنيه، الأبقار ٩٠٠ جنيه، وجركانة الزيت ٨٦٠٠ جنيه، وملوة دقيق القمح ٢٥٠ جنيهاً، السكر ٧٠ جنيه لرطل السكر و٧٠٠ للسكر زنة خمسة كيلو، بجانب وصول الخبز التجاري لعشرة جنيهات للرغيفة. وأضاف محمد علي إن مواطن الشمالية يبيع البلح بأسعار رخيصة تتفاوت بين ٣٠٠٠ جنيه إلى سبعة آلاف جنيه وبالمقابل يواجه بالأسعار الجنونية لشراء السلع الاستهلاكية بالإضافة لانعدام  الخدمات الصحية وغلاء الأدوية، بل وانعدامها وتشهد المدينة ازدحاماً في مركز التأمين الصحي الوحيد بالمدينة.

بينما طالب المواطن ياسر حسن حكومة الولاية والمحلية بالتدخل لمعالجة مشكلات التردي البيئي خاصة بسوق مدينة الدبة، وأضاف أن المحلية تمتلك عربة واحدة لنقل النفايات والأحياء تعاني الإهمال، الأمر الذي يزيد من توالد البعوض والذباب وبالتالي مزيد من الأوبئة والأمراض.

واجب المسؤولية

وسط كل تلك المعاناة التي يعيشها إنسان الولاية الشمالية هذه الأيام وسابقاتها منذ بداية جائحة كورونا مروراً بالسيول والفيضانات ووصولًا لحمى الوادي المتصدع، كانت شركة أمطار للاستثمار الزراعي حاضرة ضمن مسؤولياتها المجتمعية بتسيير قافلة مواد غذائية لبعض المناطق المتأثرة بتلك السيول والفيضانات، حيث أوضح المدير التنفيذي لشركة أمطار للاستثمار حامد عبيد آل علي، أن قافلة دعم المتأثرين بالفيضانات بمحلية الدبة التى تستهدف (٦٠٠) أسرة تأتي في إطار المسؤولية الاجتماعية للشركة، وأضاف: ظللنا نعمل  في تقديم المشاريع المجتمعية بعيداً عن الإعلام وفي صمت منها  مجال رعاية الأيتام وإنشاء المساجد، وكشف حامد أن الشركة أوقفت تلك المشاريع خلال الفترة الماضية لأنها كانت تذهب لغير مستحقيها، موضحاً أنهم بعد مجيء الوالي بروف آمال اطمأنوا على ذلك وأنهم على استعداد لأي خدمات تطلبها منهم الولاية لصالح المجتمع، كاشفاً عن توقيع عقد لإنشاء بئر ارتوازية بجانب مركز متكامل لغسيل الكلى بمحلية الدبة، وتابع (نحن على استعداد لتنفيذ أولويات الولاية متى ما طلب منا أي عون يحتاجه المواطن بالسودان.

يد العون

وبتشريف من والي الشمالية البروفيسور آمال محمد عز الدين تم تدشين قافلة المتأثرين بالفيضانات والسيول للولاية الشمالية حيث أثنت آمال  على الأدوار المجتمعية التي تقوم بها شركة أمطار بالولاية ومساهماتها الكبيرة تجاه المتأثرين بالسيول، مؤكدة  استقرار الأوضاع بالمناطق المتأثرة بالفيضانات. وأضافت أن حكومة الولاية تُرحّب بكل من يمد يد العون في هذه  الظروف التي تمر بها الولاية مؤخرًا جراء السيول، بجانب ظهور الحميات بعدد من محليات الولاية والتي تستدعي المزيد من التدخلات.

وكشفت آمال تسجيل (٥٠) حالة إصابة بالحميات النزفية في مروي ودنقلا والغابة والدبة، من بينها عشر وفيات، وأشارت أن السلطات الصحية بالولاية وبعض الجهات الاتحادية متمثلة في إدارة الاوبئة ما زالت ترابط من أجل تقديم الخدمات الصحية ومحاصرة المرض في أضيق نطاق والخروج بأقل الخسائر.

تواصل الجسور

مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بالولاية الشمالية د. عبد الرحمن محمد سيد أحمد، قال: ما قدمته شركة أمطار للمتأثرين يمثل خطوة تدل على امتداد جسور التواصل  بين الشركات الاستثمارية ومواطن الولاية بمحلياتها المختلفة، آملًا أن تزداد الثقة ما بين المستثمرين والمجتمع خلال الفترة المقبلة حتى تتحقق تنمية ورفاه المواطن وعمران الولاية، مؤكداً جاهزية حكومة الولاية لتسهيل الصعاب والإجراءات للمستثمرين، آملًا أن تحذو كل الشركات حذو شركة أمطار التي حققت تقدمًا كبيرًا في جانب الزراعة ووفرت القمح للولاية الشمالية.

استمرار المعاناة  

المدير التنفيذي لمحلية الدبة طيفور محمد صالح، أشار أن الأوضاع العامة التي تعيشها المحلية بدءاً بالسيول وانتهاءً بظهور الحميات أدت إلى حدوث عدد من الوفيات خاصة في منطقة الغابة والعفاض ومروي والدبة. مضيفاً أن قافلة شركة أمطار جاءت في إطار التعاون وتقديم العون للمتأثرين بالسيول مشيراَ إلى المحلية تتمتع بأراضٍ ساشعة وتحتاج للدعم الكبير خاصة دخول الشركات الاستثمارية.

وقت الحاجة

ممثل الحرية والتغيير بالمحلية عبد المنعم بشارة قال لـ(الصيحة) إن شركة أمطار قدمت معينات كبيرة للمنطقة، ووقفت مع المحلية بآلياتها للتصدي للسيول وردم البرك، لذلك نحن سنقف مع هذه الشركة في مشروعاتها الاستثمارية بالولاية تقديراً لمسؤوليتها المجتمعية، وأضاف (تمر الولاية بكوارث كبيرة من الجائحة والسيول والحمى النزفية، ومع جهود شركات الاستثمار سنعبر إلى بر الأمان من هذه الجائحة الثانية، وما بعد الصعاب إلا الرخاء، وقال: نحن كحرية وتغيير سنكون سنداً للشركة مع حكومة الولاية والمركز، كاشفاً عن حجم الأضرار الناجمة عن السيول في الدبة لأكثر من ألف أسرة أكبرها في التضامن، وهناك من فقد المنزل وهناك من فقد المزارع البستانية.

ضرر بستاني

وكشفت مدير الوحدة الإدارية بالقولد آمال عابدين محمد عن أضرار السيول بالوحدة والتي تأثرت بها المناطق في الضفتين الشرقية والغربية، ففي دنقلا العجوز تسببت في تدمير مائتي منزل منها (١١) تضرراً كلياً و(٨٩) جزئياً، وأشارت إلى أن الضرر الأكبر وقع على أصحاب المزارع.

وقدمت آمال شكرها إنابة عن مواطني القولد لشركة أمطار للاستثمار الزراعي على هذه الهدية التي جاءت عبر بوابة المسؤولية المجتمعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى