قهوة أدروب ملتقى أهل ود مدني

 

تقرير: أحمد الطيب المنصور

المدن  لها خصوصيتها وأشياؤها التي تميزها، وود مدني تختلف عن سائر مدن السودان بمزاجها وتفاصيل الحياة اليومية والعلاقات الإنسانية التي تجمع بين الناس هنالك، وفلا عجب  أن  قلت إن أبناء مدينة ود مدني يعرفون بعضهم البعض.

وللقهاوي في ود مدني طقسها وخصوصيتها، وهي ملتقى لأبناء المدينة الذين يتسامرون فيها ويخرجون الهواء الساخن في بعض الأحيان. وتعج  قهوة أدروب التي تقع في الناحية الجنوبية الشرقية من مسجد الشيخ دفع الله الصائم ديمة  لصاحبها، وموسسها العم  محمد أبراهيم كسلا قبل ٣٠ عاماً.

في هذه القهوة العريقة يتوافد إليها في الساعات الأولى من الصباح والفترة المسائية أهل  السياسة ومظاليم الصالح العام ومن تمت هيكلتهم من العاملين بمشروع الجزيرة، إضافة إلى النخب المثقفة من أبناء ود مدني. وتنشط ساحة القهوة في هذه الأيام بالتناول السياسي للأحداث بحاضرة بالولاية ود مدني  والسودان عامة بين مؤيد للحكومة المدنية وآخر للعسكرية. وتختلف وجهات النظر يومياً ما بين طامح في عسكر يخرجون البلاد من دوامتها السياسية والاقتصادية، وآخرون يحلمون  بحكومة مدنية تغير وجه الحياة القاسي ويخفف معاناتهم اليومية  بذلك الطرح المنتظر.

وتعتبر هذه القهوة مصدراً مهماً لأخبار المدينة، حيث يتداول روادها الظواهر والأحداث. كما نجد أن بعض المجانين يطوفون بين رواد القهوة يتحدثون في المواضيع العامة ولسان حالهم يقول: خذوا الحكمة من أفواه المجانين.

كما أن للمرأة وحسان المدينة حضور لافت في الفترة المسائية داخل عرباتهن الخاصة والركشات لتصبح هذه القهوة ملتقي للعشاق، وفي أحيان أخرى جلسة سمر للأزواج بعيداً عن رتابة وهموم وأعباء الحياة اليومية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى