الغالي شقيفات يكتب: التوقيع أمل نحو سودان جديد

لأجل الوطن

الغالي شقيفات

التوقيع أمل نحو سودان جديد

شهدت الخرطوم أمس، التوقيع على الاتفاق الإطاري وسط حضور دولي وإقليمي وإعلامي كبير. وقال رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، إنّ الاتفاق الإطاري مع قوى الحرية والتغيير ليس اتفاقاً ثنائياً، وإنّه مفتوحٌ أمام قِوى الثورة والتنظيمات الثورية للانضمام إليه.

الاتفاق عبارة عن تراضٍ وطني حول القضايا الوطنية استلزمته الحالة المُتردية لجميع النواحي في السودان، والبرهان عسكري واضح في حديثه، وكلمته دائماً قصيرة ونشيطة، وأكد خروج الجيش من العملية السياسية في مقابل ذهاب الأحزاب للانتخابات وهو يعني الحكومة القادمة حكومة كفاءات، يعني غير حزبية، وهو الأمر المطلوب من الشعب، ودعا المجتمع الدولي للاضطلاع بدوره تجاه مساعدة ودعم السودان ودفع جهود عملية إتمام السلام، مشيراً إلى التزامهم الصارم بما تم التوقيع عليه. ونحن نشهد مرحلة جديدة وعظيمة في تاريخ الدولة السودانية، نوقع فيها اتفاقاً إطارياً، نُنهي به الأزمة السياسية الراهنة، مقراً بوجود خطأ سياسي فتح الباب لعودة قوى الثورة المُضادة. وقد انتبهنا لذلك منذ اليوم الأول، وعملنا على مُعالجته بالتواصل مع قوى الثورة حتى وصلنا إلى هذه المرحلة التاريخية. وأضاف أن هذا العنف أهدر فرص البناء الوطني وتحقيق السلام والتنمية والوحدة والاستفادة من التنوع، وأكد انسحاب المؤسسة العسكرية من السياسة، وقال إن ذلك ضروري لإقامة نظام ديمقراطي مستدام. وهذا يستوجب أيضاً التزام القِوى والأحزاب السياسية، بالابتعاد عن استخدام المؤسسة العسكرية للوصول إلى السلطة، كما حدث عبر التاريخ. والأهم من ذلك تحدّث حميدتي وقال إنّ السودان يتطلب بناء جيش قومي ومهني ومستقل عن السياسة وإجراء إصلاحات عميقة في المؤسسة العسكرية تؤدي إلى جيش واحد، يعكس تنوُّع السودان، ويحمي النظام الديمقراطي، وبهذا ألجم الجميع. مشيراً إلى أن استكمال واستقرار النظام الديمقراطي يتطلب استكمال وبناء السلام في كل بقاع السودان. لذلك يجب أن تكون أولويات الحكومة القادمة هي تنفيذ اتفاقية جوبا، واستكمال السلام مع الحركات غير المُوقِّعة، والعمل على عودة النازحين واللاجئين إلى قُراهم الأصلية، ومُعالجة مشاكل الأرض، وقضايا الرُّحّل وهنا ما “خلّى” قضية لعبد الواحد. وأضاف أن استكمال واستقرار الديمقراطية يتطلّب وضع أهمية خاصة لمعالجة قضية شرق السودان، وهي مرتبطة باختلالات في التنمية والمشاركة السياسية. وهذه المُعالجة يجب أن تكون بمشاركة كل المكونات الاجتماعية والسياسية في الشرق، يعني مشاركة كل القبائل، الرشايدة والبني عامر وغيرهما، ولا يُمكن لـ”تِرِك” اختطاف قضية الشرق. وأقر الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة بأن هنالك تحديات راهنة تتطلّب مُعالجة عاجلة من الحكومة القادمة، وهي قضايا الاقتصاد ومعاش الناس، والأمن وسيادة حكم القانون، ونشر وتعزيز التعايش والسلام الاجتماعي ومُواجهة خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية، وهي فعلاً جميعاً قضايا مهمة تتطلب المعالجة. كما أكد التزامه الشخصي والمؤسسي الصارم بالتحول الديمقراطي وحماية الفترة الانتقالية وفق ما اتفقنا عليه، حتى قيام الانتخابات، وقال هذا التزامٌ قديمٌ مُتجدِّدٌ، قمنا به منذ بداية الثورة بانحيازنا لرغبة الجماهير وخلال الفترة الانتقالية السابقة، وصولاً إلى التوقيع. كما وجّه عددا من الرسائل للقوى السياسية والنازحين، شاكراً المجتمع الدولي والوسطاء والآلية الثلاثية.

وخطاب دقلو اليوم لم يترك شاردة أو واردة تهم الشعب لم يخاطبها، فهو أثلج الصدور وفتح بارقة أمل تؤسس لسودان جديد وتحول ديمقراطي منشود، كما أن خطاب السيد الواثق البرير الأمين العام لحزب الأمة فيه قدر عالٍ من الموضوعية ومُخاطبة القضايا الوطنية الملحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى