طوفان التطبيع.. هل يجتاح الخرطوم!

 

ترجمة: إنصاف العوض

كشف موقع “أوكوزيس” عن شروط الخرطوم التي طرحتها أمام طاولة المفاوضات التي ضمت مسؤولين أمريكيين وسودانيين  وإماراتيين من أجل التطبيع مع إسرائيل بأبو ظبي.  وقال الموقع المختص فى السياسة الخارجية الأمريكية إن السودان طلب شحنات من النفط  والقمح بـ1.2 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الفيضانات المدمرة ومنحة بـ 2 مليار دولار لموازنة الحكومة السودانية لمواجهة الأزمة الاقتصادية وقرض طويل الأمد لمدة 25 عاماً والتزام الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية بتزويد السودان بالمساعدات الاقتصادية على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

قمة حاسمة

وأضاف الموقع بأن كبير مديري الأمن القومي لمنطقة الخليج وشمال أفريقيا بالبيت الأبيض الجنرال ميغل كوريا سيمثل الولايات المتحدة الأمريكية في الاجتماع، مضيفاً بأن كوريا شارك في جهود صياغة الاتفاقية الإسرائيلية الإماراتية كما يمثل دولة الإمارات التي تستضيف الاجتماع مستشار الأمن القومي طحنون بن زايد الذي كان أيضاً مسؤول المحادثات مع إسرائيل ويمثل السودان قادة من العسكريين والمدنيين، فيما يمثل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وزير العدل والمواطن الأمريكي نصر الدين عبد الباقي، وأضاف بأنهم سيشاركون في اجتماع حاسم بشأن اتفاقية تطبيع محتملة مع إسرائيل، وأبان الموقع أنه فى حال لبت الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة طلبات السودان للحصول على المساعدات الاقتصادية، فإنه سيتم الإعلان عن اتفاقية تطبيع مماثلة لتلك التي تم التوصل إليها مع الإمارات والبحرين خلال الأيام القليلة القادمة.

وكشف الموقع أيضاً عن حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإدارة الرئيس الأمريكي دولاند ترامب على الالتزام بطلب السودان للحصول على مساعدات اقتصادية  كجزء من أي صفقة للتطبيع خلال اجتماع الثلاثاء الماضي جمع بين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي مايك بيمبيو في واشنطن بشأن التطبيع بين إسرائيل والسودان، ووفقاً لمسؤول أمريكي كبير، فإن الحكومة السودانية طلبت من إدارة ترامب إزالة البلاد من قائمة الإرهاب كونها مرتبطة بشكل غير مباشر بالتطبيع وتحديد نهاية أكتوبر كتاريخ نهائي لإنهاء كافة تفاصيل الرفع عن القائمة.

وبين السطور تتابع إسرائيل اجتماع القادة عن كثب كونه أول اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في فبراير الماضي حول إمكانية التطبيع.

ووفقاً للموقع يضغط البرهان من أجل التطبيع مع إسرائيل لاعتقاده أنه سيساعد السودان على الخروج من الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يواجهها، غير أن البرهان لا يمثل سوى الفصيل العسكري، فيما كان لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك تحفظات على هذه الخطوة لفترة طويلة بدافع القلق من الاحتجاجات بالداخل، إلا أن مصادر سودانية أكدت بأنه اقتنع بأن التطبيع مع إسرائيل سيخدم المصالح السودانية، وأعطى البرهان الضوء الأخضر للقيام بذلك حال تمت الموافقة على طلبات السودان بالحصول على المساعدات الاقتصادية.

مرشح رئيسي

ولا تعد الخطوة مفاجئة، إذ رجحت  صحيفة  “هيل” الأمريكية أن يكون السودان المرشح الرئيسي الآخر لتوقيع اتفاق سلام مع  إسرائيل، وقالت الصحيفة: قد يكون السودان مرشحاً رئيسياً آخر لاتفاق مع إسرائيل. وأضافت: بالرغم من أن علاقته السرية مع إسرائيل لم تكن طويلة الأمد أو مستمرة مثل بعض الدول الأخرى وعلى عكس جامعة الدول العربية دعم السودان اتفاقية كامب ديفيد لهام 1986 والتي كانت أساس معاهدة السلام  عام 1979 بين إسرائيل ومصر،  ورأت الصحيفة أن عمان أيضاً على قائمة التطبيع، وقالت: عمان هي المرشح التالي للتطبيع، إذ لطالما عملت كوسيط للتفاعل العربي الإسرائيلي منذ العام 1996 واستضافت مركز  أبحاث تحلية المياه في الشرق الأوسط الذي تضم لجنته التنفيذية ممثلين من عدة دول عربية وإسرائيل وفلسطين، وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة غير رسمية وسرية للغاية إلى مسقط في أكتوبر 2018 للقاء السلطان قابوس آنذاك، ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن كلاً من السودان وعمان ربما يأتيان في التطبيع، مشيرة إلى العلاقات العميقة بين إيران وعمان، لافتة إلى ان بقية دول الخليج ستقدم على التطبيع، ولكن ليس فى الوقت الراهن، وربما ينتظر البعض وبخاصة المملكة العربية السعودية حل الخلاف الفلسطيني ـ الإسرائيلي. فيما أبانت الصحيفة أن دولاً أفريقية مثل موريتانيا وجيبوتي من المرجح أن تنضما إلى قائمة التطبيع كونهما دولاً فقيرة وتحتاج إلى الدعم والمساعدة الإسرائيلية، قاطعة في أن يرتبط توقيت السودان وعمان للتطبيع مع اسرائل كما هو الحال مع الإمارات والبحرين.

طوفان التطبيع

ويرى موقع “انترناشونال بولسي دايجست” البحثي أن طوفان التطبيع الذي ضرب منطقة الشرق وشمال أفريقيا يجب أن ينظر إليه بأنه نجاح لإدارة ترامب في تغيير الهيكل السياسي للجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط وبطرق لم يكن من الممكن تصورها قبل عقدين من الزمان، وهذا ليس بالأمر الهين بالنسبة لجزء من العالم كان في حالة حرب شبه مستمرة منذ عقود جذبت القوى الجيوسياسية الصغيرة والكبيرة على حد سواء.

وأرجع الموقع طوفان التغيير الجيوسياسي لثلاثة عوامل أساسية، وقال إن الذي سمح بحدوث هذا الاختراق ثلاثة أشياء الأول هو  أن القضية الفلسطينية لم تعد الأولوية للعديد من القادة في العالم الإسلامي، وبدلاً من ذلك تحول اهتمامهم إلى الاعتبارات الاقتصادية التخلي عن الاعتماد على النفط كمصدر  يتيم للاقتصاد ومحاربة الإرهاب المحلي، كما أن دعم القضية الفلسطينية التي وصلت فعلياً حالة من الجمود لا يثمر إلا عن القليل من الناحية العملية، وفي بعض الحالات قد يقوض موقفهم الجيو سياسي، مضيفاً بأن إيران الشيعية تشكل تهديداً أكبر على الدول العربية السنية أكثر من إسرائيل، ويعتبر السبب الثاني لهذا الطوفان، ولما كانت إسرائيل قادرة عسكرياً على ردع إيران إلى جانب عدائها لطهران، لافتاً إلى أن تغير السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضية يعد السبب الثالث والأهم، وقال إن التطور الرئيسي الثالث هو الأكبر، أذ امضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوداً وهي  تحاول تقديم نفسها كوسيط نزيه في الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني عندما كان الجميع يعلم أنه ليس سوى شيء آخر مع إدارة ترامب والتي منحت القادة الفرصة لتوضيح ولاءاتهم مما يسهل عليهم اختيار الجانب الذي يفضلون وتنفيذ استراتيجيتهم الجيوسياسية الخاصة بهم.

قطار السلام

فيما قال موقع “إسرائيل ويرلد نيوز” الإخباري إن  رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دولاند ترامب رجحا  بأن تلحق كل من عمان والسودان بقطار السلام والتوقيع على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، وقال الموقع إن كلاً من ترامب ونتنياهو حددا السودان وعمان كونهم الشركاء التاليين اللذين سينضمان لقطار السلام، وأضاف: إذ يرجح القائدان بأن تكون عمان والسودان الدولتين التاليتين في توقيع الاتفاقية مع إسرائيل، ووفقا للموقع كتب المحرر بالقناة 12 الإسرائيلية يوم الأحد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس دولاند ترمب أكدا إمكانية  تقدم المحادثات مع البلدين وأنهما سيلحقان بالإمارات والبحرين، واعتبر الموقع إقلاع الطائرة التي أقلت وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في رحلة مباشرة من تل أبيب إلى الخرطوم ومباركة عمان لخطوة البحرين والإمارات التطبيع مع إسرائيل إشارة إلى جاهزية الدولتين للتطبيع الكامل. وقال: السودان صنف الشهر الماضي بأنه البلد التالي للتطبيع مع إسرائيل بعد الإمارات وما جعله يترأس القائمة الرحلة التاريخية المباشرة لبومبيو من إسرائيل للسودان فيما أعلن التلفزيون العماني الرسمي تأييده للعلاقة المزدهرة بين البحرين وإسرائيل.

وأضاف الموقع بأن ترامب يرغب في تسريع الخطوة كونها ضمن العديد من الإنجازات التي يرغب في إكمالها قبل الانتخابات الرئاسية وإعلان الفائز بجائزة نوبل السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى