الطاهر ساتي يكتب : وما سِواها عدم..!!

 

:: فترتها تنقص عن العام قليلاً، أطول عُطلة مدارس خلال العقود الثلاثة الأخيرة.. ويوم الثلاثاء الفائت، تم تأجيل بداية العام الدراسي، من 27 سبتمبر إلى 22 نوفمبر، ليس بسبب الكورونا والفيضان، ولكن (فتح المدارس والجامعات في ظل الوضع الاقتصادي وعدم توفر المواصلات سيقود الى مظاهرات)، أو كما قال الدكتور عمر القراي، مدير المناهج.. وعليه، فإن التأجيل لأسباب أمنية، وإن حكومة – من شعاراتها الحرية – تخاف المظاهرات..!!

:: وكما تعلمون، فالنظام المخلوع كان قد وصل مرحل إغلاق الجامعات والمدارس- خوفاً من المظاهرات الطلابية -في سنواته الأخيرة، ولكن حسب حديث القراي، فإن حكومة شعارها الحرية وصلت إلى مرحلة تأجيل فتح المدارس – خوفاً من المظاهرات الطلابية – في عامها الأول.. ولقد صدق القراي، إذ كل أسباب المظاهرات متوفرة في الشوارع والمدارس .. أزمة مواصلات وأزمة رغيف و.. و.. تُوجد حكومة فقط، وما سواها عدم ..!!

:: أما السبب الآخر لتأجيل بداية العام الدراسي، حسب حديث وزير التربية والتعليم البروفيسور محمد الأمين التوم، هو عدم جاهزية نسبة كبيرة من المدارس في مختلف ولايات السودان بسبب الفيضانات.. وإن كان الفيضان، وتأثر المدارس والأسر به، سبباً منطقياً لتأجيل فتح المدارس، فإن السبب غير المنطقي هو عجز الحكومة عن طباعة الكتب المدرسية، حيث تمت طباعة كتابين فقط لا غير، وعجزت عن سد فجوة الإجلاس ..!!

:: وما يُحيِّر الإنس والجان، بعد الاعتراف بفشلهم في طباعة الكتاب وإكمال الإجلاس وتهيئة البيئة المدرسية وتأجيل فتح المدارس خوفاً من مظاهرات الغضب الطلابية، بعد كل هذا يرغب السادة بوزارة التعليم في أن تكون المدارس محل سعادة للطلاب وليس تعاستهم، وأن يكون المعلم مبتسماً، أو كما قال مدير المناهج..

ما لم يكن تحت تأثير المخدرات، فإن الطالب الجالس على الأرض، بلا كتاب، وفي بيئة مدرسية متردية، لن يكون سعيداً..!!

:: وكما فعل وزير التربية ومدير المناهج، فإن وزيرة المالية المكلفة هبة محمد علي، أيضاً اعترفت بالعجز في طباعة الكتب الجديدة، وبالعجز عن تطبيق قرار مجانية التعليم في العام الدراسي الجديد، موضحاً بالنص: (نحتاج إلى عامين أو ثلاثة لتطبيق ذلك).. ولعلكم تذكرون، في ديسمبر العام 2019، كان  وزير المالية المقال إبراهيم بدوي قد الشعب بمجانية التعليم الأساسي مع توفير الوجبة المدرسية (مجاناً)، ثم مجانية العلاج في المشافي العامة، وغيرها من أحلام اليقظة..!!

:: يومها، كتبت بالنص: (هذه الأحلام لن تتحقق خلال عام أو ثلاثة، وأن تحقيقها بحاجة إلى نهضة تشمل كل مناحي الحياة، بما فيها السياسية والاقتصادية، وعلى البدوي أن يكون واقعياً وموضوعياً في تصريحاته، بحيث لا يبدو أمام الشعب كالذين سبقوه.. فالذين سبقوه كانوا يقولون ما لا يفعلون.. وطوال العقود الثلاثة، كانوا يتحدثون عن مجانية التعليم ويرفعونها شعاراً..!!

:: ولكن – في الواقع – كان المواطن فقط هو المنفذ لبرنامج مجانية التعليم إنابة عن سلاطين الكذب.. وما لم يتم تأهيل البنية التحتية للتعليم، وإصلاح ما تم تخريبها، وتوفير كل النواقص بالمدارس، فإن الحديث عن مجانية التعليم – في ظل هذا الوضع – مجرد (ونسة)، وعلى البدوي أن يكون حذراً وغير حالم !!).. كهذا نص بعض الأسطر التي نصحت بها هؤلاء الحالمين .. وعليه، فالتخطيط شئ والتهريج شئ آخر، ومن المؤسف أن البلاد لا تزال في مرحلة التهريج..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى