(الصيحة) تفتح الملف المسكوت عنه وتطرح السؤال (2)

 

 

الصيحة/ ناصر بابكر

أثارت حادثة استدعاء رئيس نادي الهلال هشام السوباط للتحقيق وإقامته في الحبس على خلفية بلاغات مفتوحة في مواجهته واتهامات تلاحقه، أثارت الكثير من الجدل في الوسط الرياضي بشكل عام والهلالي على وجه الخصوص.. وجاءت حادثة السوباط غير المفاجئة لتمثل امتداداً لسلسلة اتهامات الفساد التي باتت تلاحق قيادات أندية القمة في العقود الأخيرة حتى صارت سمة بارزة وتحولت إلى قضية مثيرة للكثير من التساؤلات لعل أبرزها (ما هو مصدر أموال رؤساء وقيادات أندية القمة؟) و(هل باتت كرة القدم السودانية ساحة لغسيل الأموال؟) و(هل تمنح رئاسة أندية القمة أو تولي مناصب قيادية حصانة للشخص من المساءلة وتوفر له الحماية الشعبية بتوجيه عاطفة الجماهير للضغط على الدولة؟) كلها تساؤلات وغيرها سنحاول الإجابة عليها في سلسلة من عدة حلقات بدأناها أمس بتسليط الضوء على أسماء قيادات من أندية القمة طاردتها الاتهامات وتواجدوا خلف القضبان وقيد الإقامة الجبرية وصدرت بحق شركاتهم قرارات بتجميد الأرصدة.. ونواصل اليوم بإضاءات على جريمة (غسيل الأموال) وعلاقتها بعالم كرة القدم.

 

ما هو غسيل الأموال؟

غسيل أو تبييض الأموال جريمة اقتصادية تهدف إلى إضفاء شرعية قانونية على أموال محرمة أو مكتسبة بطريقة غير مشروعة، لغرض حيازتها أو التصرف فيها أو إدارتها أو حفظها أو استبدالها أو إيداعها أو استثمارها أو تحويلها أو نقلها أو التلاعب في قيمتها عبر استخدامها في مجال مشروع.

ما هو الهدف من جريمة غسيل الأموال؟

مجرمو غسيل الأموال يتطلعون عادة من خلال هذه الممارسة إلى تحقيق عدة أهداف منها إخفاء المصدر الحقيقي للأموال وقيمة الأموال الحقيقية المكتسبة بطريقة غير مشروعة ومن ثم إضفاء شرعية عليها وبالتالي تكون الجريمة مزدوجة الأولى سابقة بكسب أموال غير مشروعة والثانية لاحقة باستخدامها في مجال واستثمارات مشروعة لطمس معالم الجريمة الأولى ومنح الأموال الصبغة الشرعية.

ما هي الآثار التي تترتب على جريمة غسيل الأموال؟

ضخ الأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة تؤدي إلى خلل في النظام المالي للدولة ومن ثم تؤدي إلى التضخم وإضعاف قيمة العملة المحلية إلى جانب آثار سالبة إضافية ومنها العجز في ميزانية الدولة وضعف الاستثمارات.. وفي مجال كرة القدم، فإن ضخ الأموال غير المشروعة يحدث خللاً مستقبلياً بميزانيات الأندية واستقرارها المالي ويهددها بالإفلاس لأن الاعتماد على أموال غير مشروعة يؤدي إلى رفع الميزانيات لمستوى كبير ومتى ما غابت تلك الأموال ينهار الوضع المالي للمؤسسة، كما أن غسيل الأموال يرتبط دائماً بغياب الشفافية وعدم وضوح الرؤية في ميزانيات الأندية ومصادر دخلها وأوجه الصرف وهو ما يتسبب لاحقاً في إشكاليات عديدة ويضع الأندية في مواجهة ديون غير معلومة الرقم ومجهولة المصدر.

كرة القدم وغسيل الأموال

خلال الألفية الثانية، تعرض عالم كرة القدم لغزو كبير من مجرمي غسيل الأموال سواء من رجال الأعمال أو بعض رجال الأنظمة الحاكمة في بعض الدول، وذلك بعد أن بدأت الكثير من الدول في مكافحة ومحاربة غسيل الأموال وهي الجريمة التي كانت ترتكب في مجالات أخرى وهو ما دفع بالكثيرين للاتجاه لغسيل الأموال في مؤسسات كرة القدم .. وفي يوليو من العام 2009 حذرت هيئة دولية متخصصة في مكافحة غسيل الأموال من أن لعبة كرة القدم باتت تستخدم كأداة لغسيل الأموال.

وقالت هيئة الرقابة على المعاملات المالية في تقرير إن لعبة كرة القدم تواجه تحدياً يتعلق بقيام المجرمين بغسيل الأموال عبر الأندية الرياضية.

الاتحاد الأوربي

بتاريخ 25 يوليو 2019 قرر الاتحاد الأوروبي إضافة (كرة القدم الاحترافية)، لقائمة المؤسسات الخاضعة للرقابة، بسبب مخاطر عمليات غسيل الأموال، التي تشهدها اللعبة.

ووضعت بروكسل (كرة القدم)، في قائمة تضم 47 قطاعاً، معرضة للتعاملات غير القانونية، حسب ما أشارت صحيفة “فاينانشال تايمز”.

ويأتي القرار في أعقاب فضيحة في بلجيكا العام الماضي، عندما بدأ المدعون الفيدراليون تحقيقاً في مزاعم دفع رسوم غير مشروعة للاعبين والحكام.

وقالت المفوضية الأوروبية في بيان، إن: “انعدام الشفافية في كرة القدم، خلقت أرضاً خصبة لاستخدام الموارد غير القانونية”.

 وأضافت: “يتم استثمار مبالغ مالية مشكوك فيها بدون عائد أو ربح مالي واضح يمكن تفسيره في هذه الرياضة”.

تشاهد غداً

كيف تتم عملية غسيل الأموال في أندية كرة القدم؟ وما هي الأدوات التي تساعد على انتشار تلك الجريمة؟ ومن هم الشركاء الرئيسيون لمجرمي غسيل الأموال؟ وما هي الأسباب التي جعلت من كرة القدم أرضاً خصبة لتلك الجريمة؟ وما هي المظاهر التي تثبت أن تلك الجريمة وجدت طريقها للأندية السودانية؟ وكيف تمددت تلك الظاهرة؟.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى