غرب دارفور.. تحديات الأزمة الاقتصادية

 

تقرير: محيي الدين زكريا 

بعد مخاض عسير تخللته تعقيدات سياسية ومجتمعية، أعلن والي غرب دارفور محمد عبد الله الدومة تعيين مدير عام جديد لوزارة المالية والقوى العاملة.

يجيء هذا الإعلان بعد أن شهدت الوزارة خلال الفترة التي أعقبت ثورة ديسمبر مرور ثلاثة مديرين عامين جميعهم تعاقبوا على هذا المنصب الذي يعد الأهم في هذه الولاية التي شهدت تراجعاً مخيفاً في إيراداتها المحلية بسبب الظروف الأمنية السيئة التي خلفها الصراع الدامي الذي كان مسرحه معسكر كريندق للنازحين نهاية العام الماضي والذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى، وادى إلى نزوح المواطنين إلى المؤسسات الحكومية والاستقرار في أكثر من 18 مؤسسة حكومية تشمل الوزارات، الأمر الذي انعكس سلباً على طبيعة عمل تلك المؤسسات وتعطل دولاب العمل لما يقارب العام.

تعيين سليمان جور مديرًا عاماً جديداً لوزارة المالية والقوى العاملة لم يكن مفاجئاً لكثير من المراقبين، ويجد سليمان قبولًا واسعاً وسط قطاعات كبيرة من مجتمع الولاية وتأييداً منقطع النظير من العاملين بوزارة المالية التي رافقهم فيها عندما كان مديراً لديوان  المراجعة الداخلية، ومديراً لإدارة الديْن قبل أن يتحول إلى جامعة الجنينة مديراً للشئون المالية والإدارية.

يقول عميد كلية الإعلام بجامعة الجنينة الدكتور فاروق أحمد إن سليمان يتمتع بشخصية قوية ومرونة في التعامل وواعٍ بتناقضات المجتمع بغرب دارفور بجانب معرفته الدقيقة بتعقيدات الأزمة السودانية.

وأضاف أنه اكتسب خبرة كافية في العمل الإداري والمالية ربما تمكنه من إحداث طفرة كبيرة في أداء وزارة المالية،

لافتاً أن التحدي الأبرز أمامه كيفية توظيف التناقضات داخل الوزارة المتمثلة في الدولة العميقة والانتهازية والصرف على الأمن.

وأكد أن سليمان قادر على محاربة الفساد وترشيد الصرف العام وتحديد الأولويات، فيما شملت ملامح خطة المدير العام الجديد التي أعلنها في اجتماعه مع مديري الإدارات والأقسام بالوزارة، أهمية ترشيد الإنفاق الحكومي وتوجيه المال العام للمصلحة العامة.

وأكد أن الشفافية والوضوح ستكونان السمة الأساسية في أداء الوزارة.

وأشار إلى ضرورة الأصلاح الإداري والمالي ومحاربة الفساد بجانب مراجعة الهيكل الإداري والمواعين الإيرادية.

فيما قال مدير إدارة التجارة والتمويل سعيد محمد سعدون، إن موقف الدقيق في الولاية مطمئن.

لافتاً إلى تدنٍّ كبير في الإيرادات بسبب الظروف الأمنية التي شهدتها الولاية وتداعيات فايروس كورونا.

ونبه إلى خطورة تنامي ظاهرة التهريب وطالب بأهمية وضع ضوابط مشددة تحد من انتشار هذه الظاهرة.

مدير إدارة الشراء والتعاقد يحيى محمد سليمان قال لـ(الصيحة)، إن الفترة الماضية لم تشهد أي عمل تنموي،

وأشار إلى توقف الكثير من المشاريع لأسباب مختلفة

ودعا إلى التكاتف من أجل النهوض بالولاية.

ويرى بعض المراقبين أن أهم الملفات أمام المدير الجديد هي محاربة الفساد والمحسوبية وتنمية الإيرادات الذاتية، والعمل على محاربة تهريب السلع الإستراتيجية إلى دول الجوار وتفعيل تجارة الحدود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى