شمال دارفور.. تفاؤل باتفاق السلام

 

تقرير: مالك دهب

برغم تحفظات البعض في الشارع العام بولاية شمال دارفور حول ما تم من اتفاقية سلام بعاصمة دولة جنوب السودان جوبا إلا أن هنالك تفاؤلاً من قدوم حمامة السلام لا سيما وأن الشباب بالولاية أصبحوا يتشاءمون بالحروب والصراعات الدائرة.

قبل التوقيع على عملية السلام في جوبا عزم بعض الشباب الناشطين بدعم العملية السلمية بالولاية فانطلقت راكوبة السلام بولاية شمال دارفور باعتبارها حركة شبابية تطوعية لخدمة السلام والسلم الاجتماعي تعمل لنشر ثقافة السلام ونبذ الجهوية والعنصرية من أجل بناء مجتمع آمن متعافٍ مستقر ومتطور.

ومن المؤكد أن الذي يريد أن يفتح الدائرة الكهربائية لتنوير المجتمع، يجب عليه أن يأخذ مصابيح عقول الشباب ضمن أولوياته، حيث أن تطور المجتمع وازدهاره لا يتحققان إلا بتلك العقول.

راكوبة السلام دشنت أولى برامجها بشمال دارفور، وأكد القائمون علي أمرها دعم الراكوبة لبرامج حكومة الثورة الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق السلام الشامل .

كما شملت برامجها عدة محاور لخدمة قضايا السلام والسلم الاجتماعي ونشر القيم الفاضلة، علاوة على تعزيز دور كافة مكونات المجتمع المدني لاسيما شريحة الشباب والطلاب والمرأة والإدارات الأهلية فى بسط الأمن والسلام الاجتماعي. وأكد الأستاذ محمد سليمان جبريل “أبوستة” عضو الراكوبة خلال حديثه في المؤتمر الصحفي أثناء التدشين حيادية المنبر في خدمة المجتمع داعياً في الوقت نفسه إلى وحدة الصف ونبذ العنف والعمل على أساس مشاركة حقيقية في بناء السلام بدارفور إلى جانب قبول الآخر والتعايش السلمي.

على الصعيد الرسمي، قال والي شمال دارفور محمد حسن عربي، إنه وجه بالاحتفال بالسلام في شمال دارفور، لأن الأهالي فى المعسكرات والمدن والقرى يستحقون الفرح والاحتفاء بالاتفاق التاريخي، وأضاف أنه يأمل أن يغني للسلام في شمال دارفور عمر إحساس، أبو عركي البخيت ونانسي عجاج قريباً.

وبحسب استطلاع لـ”الصيحة” لعدد من المراقبين حول اتفاق السلام بين حركات الكفاح المسلح والحكومة، أكدوا على أن هذا التوقيع بالأحرف الأولى بمدينة جوبا يعني أن التفاوض قد انتهى بالاتفاق التام بين تلك الأطراف وتبقت الصياغات اللغوية والقانونية فقط، وبهذا لا يمكن تغيير ما تم الاتفاق عليه ويكون ملزماً للأطراف، أما التوقيع الأخير فهو إجراء شكلي لاعتماد النسخة الأخيرة بعد التنقيح والمراجعات اللغوية والصياغات القانونية.

كما اعتبر بعضهم أن هذا السلام ناقص، لأنه لا يلبي طموحات الأهالي لا سيما وأن مسببات الحرب ما زالت موجودة والاغتصاب موجود، وما زالت المليشيات تمارس النهب والعبث، كما أن عدم إلحاق عبد الواحد نور بالتفاوض وممانعته يجعل الإقليم غير آمن، وحتى تنعم البلاد بالأمن والاستقرار، ويعود النازحون واللاجئون والمشردون والمهجرون إلى مواطنهم آمنين، ونضع حداً للموت وفقد الأرواح البريئة، وتسود قيم العدل والمساواة، لابد من أن يكون هذا السلام منداحاً وواقعاً معاشاً على أرض الواقع وألا تكون مثل سابقاتها كأبوجا والدوحة.

مشيرين إلى أنه إذا لم يصفِّ الجميع نواياهم على خدمة الأهالي وبناء ما دمرته الحرب في وقت سابق وأصبحوا الهم الأول هو الجلوس على كرسي الحكم عبر المحاصصات والسعي وراء المناصب، فإن هذا السلام لا يضع حدّاً للاقتتال ومعاناة الأهالي وسيظل منبر جوبا أنه ليس الحل، بل هو اتفاق سياسي هش لتقاسم السلطة، ولن يأتي بسلام شامل كامل يناقش جذور الأزمة وينهي حقبة المعاناة التي مر بها السودان وإنسانه..

ولكن برغم ذلك تفاءلوا بعودة الشباب إلى وطنهم ولأهلهم بعد سنوات من الحرب واللجوء، وربما بعودتهم ستكون هنالك مبادئ لسلام داخلي تلقائياً يحدث وأفضل من خيار الحرب في كل الظروف.

كما عقدت حركة العدل والمساواة السودانية “أمانة ولاية شمال دارفور” بالفاشر عقب التوقيع على السلام لقاءً تفاكرياً مع الإعلاميين والصحفيين، وعدد من المهتمين بالشأن الإعلامي بالولاية حول الراهن السياسي وبشريات اكتمال التوقيع على مسودة اتفاقية السلام بجوبا وخاطب اللقاء المهندس أبوبكر حامد نور مستشار حركة العدل والمساواة وعضو المجلس القيادي العليا للحركة ممثل رئيس الحركة بالولاية بحضور محجوب حسن جلال الدين أمين أمانة شمال دارفور، وعدد من قيادات العدل والمساواة، حيث تطرق اللقاء إلى استعراض ملامح خطة الحركة خلال المرحلة ما بعد توقيع اتفاقية السلام بجوبا مؤخراً، والتي تشمل مسار دارفور لتخاطب القضايا الملحة حول الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى جانب رؤية العدل والمساواة لبسط الأمن والاستقرار وبناء دولة العدل والمواطنة الحقيقية، ورجّح نور أن اتفاقية جوبا تهدف إلى خدمة النازحين وحل مشكلة النزوح نهائياً بمشاركة فاعلة لجميع مكونات المجتمع دون فرز، مؤكدًا أن حركة العدل والمساواة ما زالت على منهجها القومي وأنها تمثل في كافة أنحاء السودان لخدمة قضايا المهمشين من أجل تحقيق العدالة في تقسيم السلطة والثروة ومستويات الحكم.

كما رحب منبر قضايا دارفور في بيان له بتوقيع اتفاقية السلام بجوبا، مشيرًا الى أن الوصول لاتفاق شامل يؤكد حرص الثوار على الأهداف والشعارات التي رفعها الشعب في ثورته، وأن منبر قضايا دارفور يؤيد ويبارك التوقيع بالأحرف الأولى ويناشد حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور والحركة الشعبية جناح الحلو بضرورة اللحاق بالاتفاق لأن السودان ما عاد يحتمل الصراع بعد ذهاب الطاغوت الذي استنزف وسرق الموجود الكرامة والنقود وعائدات الزرع والوقود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى