وزير الإعلام فيصل محمد صالح لـ(الصيحة):

 

 

  نواجه عقبات في إشراك الحركات ونخشى الخلاف

هنالك ترتيبات ومشاكل تشيب الرأس بعد التوقيع

الدولة تحتاج لترتيب ومواردنا محدودة والفيضان فضح كل ذلك

رئيس الوزراء سيجلس إلى الحلو في باريس وكاودا ونطوي الملف

أمامنا تحديات كبيرة ولازم نواجهها

 

وجدته في بهو صالة الاحتفال بتوقيع السلام بجوبا منشغلاً بالهمس الجانبي مع مسؤولين بالدولة، استقبلني بطيب خاطر وانفتاح ساعدني وقتها في أن أدير معه هذا الحوار بعد أن فتحت معه النقاش في بعض المواضيع دون الجلوس على كرسي.. بعد الحديث معه وجدته هو فيصل الذي لم تغيره المناصب الدستورية في تعامله الراقي والمهني الذي عرف به خلال مسيرته الصحفية، زميل المهنة. قال إن الجنوب يشبهنا ولدينا عواطف مشتركة تحمل نفس مشاكلنا وتحس بنا، لذلك نجحت جوبا في عملية التفاوض وصولاً للتوقيع مع الحركات المتفاوضة.  ووصف هذه اللحظة بالمفرحة لجميع من عايشها، لكن سرعان ما استعرض بعض الهموم والعقبات التي تواجههم بعد عملية السلام، وقال إن أهم عقبة هي تقسيم السلطة والتي تحتاج منا الالتزام التام بمحددات الاتفاق، ونخشى فيها الخلاف.. وقد كانت المقابلة على عجل لأن الوقت كان محدداً للاحتفالات بالسلام من داخل قاعة الحرية بجوبا، فإلى ما قال وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة:

جوبا/ عوضية سليمان

*  لحظات تفصلنا عن التوقيع؟

هذا يوم من أعظم أيام السودان عامة بعد أن طوينا صفحات الحروب والنزاعات، وقد أنهكت بلادنا بالحروب ورفع البندقية وضرب السلاح وإرهاق المواطن والوطن بما كان موجوداً من الخلافات، أدت لإراقة الدماء وقتل الأطفال عبر الحروب العبثية، واليوم نحتفل بالسلام ونقفل هذه الصفحة نهائياً.

*من الذين تم التوقيع معهم؟

الجبهة الثورية التي تضم حركات دارفورية بالإضافة إلى الحركة الشعبية جناح مالك عقار وحركة مناوي التي خرجت من الجبهة الثورية وأصبحت لحالها وهي الآن توقع السلام.. وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً ونحن سعيدون جداً به.

* قراءة دقيقة لتفاصيل ملف السلام؟

الناس ما قرأت ذلك، لكن هنالك تفاصيل دقيقة في الاتفاقية وهي ثماني اتفاقيات.

* ممكن تذكرها؟

اتفاقيات الأراضي والحواكير، وهذه من أهم النقاط الأساسية في حرب دارفور. وهناك اتفاقية تناقش التنمية في مناطق النزاع ونتج عنها أن يكون هنالك صندوق للتنمية والإعمار، ورصدت له ميزانية معينة للبنيات الأساسية ورصدت له ميزانية وتم الاتفاق أيضاً على أن المعادن المستخرجة من الولايات نسبة منها تذهب إلى تنمية الولايات، وهنالك اتفاقية لها علاقة بالترتيبات الأمنية مع الحركات المسلحة والقوات النظامية والدمج والتسريح وترتيبات أمنية كثيرة .

* على ماذا نصت الاتفاقيات؟

إشراكهم في السلطة وأن يكون لديهم وجود فعلي.

* عدم انضمام الحلو وعبد الواحد؟

الحوار معهم لم يكتمل.. فالحلو التفاوض معه حول مسار آخر والآن الحوار ينطلق ثم يتوقف، ونحن ساعون بكل جهدنا للوصول لاتفاق مع الحلو وعبد الواحد وأيدينا إليهم ممدودة باستمرار.

* ما دوركم تجاههم؟

رئيس الوزراء ذهب بنفسه إلى كاودا، والآن نحن مستعدون أن تتواصل معهم الجولة. رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك جلس إليه في باريس وطلب منه العودة إلى العاصمة مع توفير كل الضمانات، وقال له إذا أردت أن نتفاوض معك في جوبا فليس لدينا مانع، وإذا باريس، فسوف نذهب إليها وأيدينا ممدودة وفي أقرب فترة ممكنة.. نريد أن نطوي هذا الملف نهائياً.

* إذن تعتبر هذه قضيتكم القادمة؟

أمامنا تحديات كبيرة جداً ولازم نواجهها، ومن ضمنها الظروف الاقتصادية وإعادة بناء الدولة وترتيبها من جديد وقضايا الحكم اللا مركزي ومشاكل الولايات والبنيات الأساسية، بالإضافة لمشاكل التعليم والصحة والطرق والكهرباء .. والآن مسألة الفيضان تؤكد أن إمكانيات الدولة محدودة..

* التوقيع بالأحرف الأولى، ألا يأتي بنتيجة عكسية في عدم وجود الحلو وعبد الواحد؟  

أبداً، نحن تفاوضنا مع الذين توصلوا  معنا الى الاتفاق، وننتظر الآن إلى أين نمضي، وننتظر الباقين باعتبار أنهم أطراف في القضية الأسياسية.

*/ لكن قضايا الحلو كبيرة؟

يعني نقول لبقية المتفاوضين أقيفوا إلى أن ترضى البقية… نحن متواصلون والحوار بيننا.

* يعتبر هذا من عقبات التواصل؟

نعم، هناك عقبات كثيرة ونحن مجتهدون في تواصلهم معنا في قضية السلام وما بعد السلام نجلس نواجه التحديات.. مثل بناء الدولة كما لدينا مشاكل تشيب إليها الرؤوس.

* فائدة السلام للسودان ككل؟

من ناحية اقتصادية، المبالغ المالية في الميزانية التي توجه إلى الحرب سوف تذهب إلى التنمية والبنيات الأساسية. والكلفة الإنسانية لدينا كم شخص مات وجرح وأسر!. وهنالك لاجئون ونازحون خارج البلاد بالملايين، هذه قوة بشرية نحتاج لها ونحن سوف نوفر التكلفة بأن يعودوا لبيوتهم وديارهم ومزارعهم ومراعيهم.. وأفتكر هذه قيمة لا ثمن لها بالإضافة إلى الكلفة الاقتصادية، ونركز في مشاكلنا الداخلية.

*نظرتكم للجنوب وهو يحتضن محفل السلام؟

نقطة انطلاق للعلاقة مع الجنوب، ونحن الآن مكملون بعض وإحساسنا ببعض قوي جداً، واتفاقية جنوب السودان توقع في الخرطوم في وقت سابق، الآن اتفاقية الخرطوم توقع في جوبا.. وهذا يوضح أن مشاكلنا متشابهة، لذلك لابد من بذل الجهود لحل مشاكلنا مع بعض. ومن القاعة الآن نعمل على تنمية العلاقات وتطورها وفتح الحدود والتجارة ونتكامل في أشياء كثيرة وهذه سوف تظهر قيمتها في الأيام القادمة.

*منبر جوبا أفلح دون غيره من الدول الأخرى؟

جوبا قريبة مننا بتفهمنا وبتعرفنا… ومشاكلنا واحدة.

* قريبة منك ولّا من الحركات؟  

مننا نحن السودانيون، وكانت جزءاً منا موحدة وشعب واحد في بلدين، ولدينا تجربة مشتركة في النزاع،  وأهم حاجة تربطنا المشاعر والآن ترين الفرحة وسطهم، وابحثي في مشاعرهم لتنظري الكم الهائل من الفرح والتفاؤل بتوقيع السلام ومنذ أن جئنا الى جوبا السعادة لا توصف في حكومتها وشعبها وشوارعها.

* في شخصك ماذا تعني لك هذه اللحظة؟

لا توصف.. فرح وسعادة ممزوجة بالهموم والتحديات التي تواجهنا في الآمام.

*هل صار الأمر شائكاً عليكم، تحديات بعد إنجاز ملف السلام؟

نعم نؤكد أن العمل المشترك بيننا بعد السلام وبعد التوقيع كبير ما ساهل، والآن التوقيع على الورق يحتاج تنفيذاً على أرض الواقع. وسوف تواجهنا عقبات ومشاكل وخلافات وكل هذا نعيه تماماً.

* أكبر عقبة تواجه الحكومة بعد التوقيع؟

هو أننا سوف نشرك الحركات المسلحة في كل مقاعد الحكم على مستوى المجلس السيادي وعلى مستوى مجلس الوزراء والمجلس التشريعي.. وافتكر هذا تحدٍّ سوف يأخذ منا وقتا كبيراً، والولايات والمجلس التشريعي في حد ذاته تحدٍّ وبعد ذلك الدمج والتسريح وغيره تكلفة اقتصادية وبشرية كبيرة، وإذا توفرت الإرادة سوف تذهب الأمور.

* الوساطة الجنوبية بمقدورها إقناع الحلو؟

يجبروه يعني؟ إلى الأمس كنا في اجتماع مع قيادات الجنوب ووعدوا  بانضمام الحلو كما أن هنالك جهوداً مبذولة.

* عبدالواحد قال إن التوقيع الآن لا يمثل دارفور بل قبيلة محددة؟

ما مهم، إذا كان هو يريد تفاوضاً ويريد السلام فليرجع الى البلد التي يحب أن يتفاوض معها وإذا كان يريده في باريس فنحن ذاهبون إليه فقط عليه أن يوافق. قبل الآن قال سوف يعود الى العاصمة ووعدنا له بالضمانات اللازمة، وأكثر من هذا، ماذا نعمل معه؟.

*هل الوعود من جانب الحكومة الانتقالية؟

هذا عمل جماعي وهنالك مفاهيم غلط في هذه المسالة.

* وضح أكثر؟

هنالك لجان فنية والموجودون الآن من لجان الوزارات بذلوا جهدا خرافياً في عملية التفاوض والمسألة لا تنصب لفرد، لأن العمل جماعي حتى الحرية والتغيير جزء من التفاوض .

* وجود البرهان  في المحفل كان مفاجأة؟

مفاجأة لكم أنتم، فنحن ملمون بحضوره لأنه رئيس المجلس السيادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى