جنوب دارفور.. القضاء على الظواهر السالبة

 

تقرير: حسن حامد 

عودة الصدامات القبلية والتفلتات الأمنية وانتشار الظواهر السالبة بولاية جنوب دارفور بصورة عنيفة لم يتوقعها أحد أن تعاود في هذه الولاية التي ودعت تلك الظروف العصيبة التي عاشتها طوال سنين الحرب التي اندلعت في دارفور مطلع العام ٢٠٠٣م، وكانت إفرازاتها السالبة التي طالت المجتمع بأسره وأدت إلى شرخ كبير في النسيج الاجتماعي وأدخلت ثقافات جديدة لم تكن مألوفة لدى المجتمع الدارفوري.

فما شهدته الولاية مؤخراً انهيار لمنظومة الأمن وتسارع وتيرة الاقتتال القبلي بجانب التفلتات الأمنية والظواهر السالبة التي وجدت استنكاراً من المواطنين.

فيما  اتخذ والي جنوب دارفور موسى مهدي إسحق عدداً من القرارات الحاسمة التي بدأ المواطن يتذوق طعمها في المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة بين القبائل وأودت بحياة المئات من الأبرياء العزل، وكذلك الخطوات العملية التي بدأت لمحاربة الظواهر السالبة بمدينة نيالا حاضرة الولاية والتي وجدت الإشادة من المواطن الذي مازال يحلم بولاية ومدن خالية من السلاح والمهددات الأمنية وعودة النسيج الاجتماعي الى ما كانت عليه دارفور قبل العام ٢٠٠٣م.

فيما كان لرجال الدين بالولاية ممثلين في هيئة شؤون الذكر والتغيير دور كبير من خلال النصح والإرشاد والمشورة مع والي جنوب دارفور موسى مهدي اسحق لتأييده القرارات المتخذة لحفظ الأمن والاستقرار وللإسهام في تعزيز السلم والأمن الاجتماعي ودعم التنمية.

وقال ممثل جماعة أنصار السنة المحمدية بالولاية صلاح موسى إن اللقاء مع الوالي يأتي للالتفاف حول البرنامج والقرارات التي اتخذتها حكومة الولاية لإصلاح ما يجري في الولاية، وأضاف أن قيام الهيئة التي توحدت فيها الجماعات الدينية في هذه الولاية لها مبررات واقعية وفقاً لما بينته الوثيقة الدستورية للحكومة الانتقالية ومن أهمها قيام الحروب القبلية الطاحنة التي شهدتها الولاية وعدد من مدن السودان، بجانب ما تشهده مدينة نيالا حالياً من تدنٍّ في الإصحاح البيئي وتراكم النفايات بالإضافة لانتشار الظواهر السالبة التي تتنافى مع قيم وعادات وثقافات أهل السودان، علاوة على بعض الجهات التي ترمى الشباب السودانى بالكفر، وأضاف: (جئنا لنساهم معك أخي الوالي في البرنامج المطروح من خلال تقديم النصح والمشورة).

فيما قال ممثل الأئمة والدعاة محمد أحمد، إنهم ليس لهم سلاح سوى النصح والمشورة وإدراك الخلل، وأضاف: (الدعوة في السودان عامة وفي دارفور خاصة).

وأضاف أحمد أن نظرة المجتمع الرسمي والشعبي إلى رجال الدين كأنهم طلاب سلطة مطالباً القيادة على مستوى المركز والولايات بتصحيح هذا المفهوم والموقف والتمييز ما بين الدين الإسلامي الحقيقي  والإسلام السياسي الذي يتخذ الدين سلماً، حتى نعيد ثقة شبابنا في دينهم.

وأوضح محمد أن قضية النسيج الاجتماعي في السودان عامة بحاجة لمعالجات جذرية مشيرًا إلى أن سياسة فرق تسد ركزت وصممت ونفذت في دارفور الكبرى بامتياز ومزقت النسيج الاجتماعي، وخلقت هوة كبيرة بين مكونات المجتمع، وهذه السلوكيات جعلت من المجتمع في هذه الولاية القابلية إلى الصراع الدامي أقرب إليه من حبل الوريد).

وطالب الائمة والدعاة والي الولاية بالاستمرار في الملف الأمني مع الاهتمام بمعاش الناس وحل قضية الكوبري الوحيد الذي يربط جنوب المدينة بشمالها بجانب قضايا المياه والكهرباء.

فيما قال الأمين العام لهيئة شئون الذكر والتغيير والنصح والإرشاد بالولاية الصادق عبد الرحيم، إن الدين الإسلامي في السودان لا يمكن إبعاده من الحياة العامة والذين يدعون لعلمانية الدولة إنكم لا تستطيعون فصل الدين عن الدولة، وزاد (الدين فى دارفور متجذر وكل من يريد أن يحكم السودان بإبعاد أهل الدين والإتيان بالعلمانية نقول له إنك لم تقرأ الساحة السياسية السودانية).

وقال الصادق إن الولاية كانت على شفا جُرْف هارٍ ولكن بعد الحكومة المدنية والقرارات التي اتخذتها جعلت الهيئة بكافة مكوناتها أن تأتى لهذا اللقاء لتأكيد سندها ووقفتها مع الوالي بتقديم النصح لها ومساهمتهم في الدعوة إلى نبذ القبلية والجهوية وتعزيز قيم السلام الاجتماعى.

وأكد الوالي موسى مهدي اسحق، إن مكانة أهل الدعوة عالية وسيقف معهم في خندق واحد لإزالة الظواهر السالبة في المجتمع وعودة الولاية إلى مربع الأمن والاستقرار، وأكد  أنه جاء للولاية خادماً لأهلها وسيكون العدل عنواناً لحكمه، بجانب المساواة والشفافية والشورى بين الناس والوقوف على مسافة واحدة بين كل مكونات الولاية، وتابع: (لن أتخذ أي قرار مصيري يهم الناس إلا بعد أخذ رأيهم حتى يكون القرار مقبولاً لأهل الولاية، وحتى الآن ما قمنا به من قرارات هو نتاج لما سمعناه من أئمة المساجد وأهل الولاية عندما طالبوا بحسم الظواهر السالبة).

وأقر موسى بأن المجتمع ظهرت فيه ظواهر سالبة كثيرة جدًا بعيدة عن القيم الإسلامية ومطلوب منكم توعية الشباب وإنارة الطريق لهم بالنصح والإرشاد والمعاملة الحسنة).

مؤكداً مساعيهم الجادة لإزالة كافة الظواهر السالبة التي تتنافى وقيم المجتمع السوداني، وقال إن القبلية والجهوية أطلت برأسها من جديد وبطريقة سافرة وأثرت علي المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى