إجراءات دراكونية

 

رشا التوم تكتب :

 

استفحلت الأزمة الاقتصادية وانهار الجنيه السوداني أمام العملات الحرة وارتفعت الأسعار  الأمر الذي يستدعي  إجراءات (دراكونية)  للإصلاح الاقتصادي، وكلمة دراكونية تعود  للورد دراكون الذي عاش في القرن  السادس عشر  في أوروبا، واشتهر بإجراءاته الصارمة بالنسبة  للوقود وأسعاره فلابد من تكليف عدد من  الشركات  والبنوك باستيراده  وبيعه بالأسعار العالمية  لضمان انسيابه، كما لابد أن تعمل الحكومة على تطبيق الضريبة  على القيمة المضافة  على الوقود المستورد  والمنتج محلياً  بشفافية وزيادة فئة الضريبة  على القيمة المضافة من 17%  الى 20%  فالوقود في جميع أنحاء العالم يباع بالأسعار العالمية مع الضرائب العالية  فهو مصدر مهم لتمويل موازنات الدولة.

وبالنسبة للدولار الجمركي والذي يعد متدنياً لابد من أن يواكب  أسعار السوق الحر للدولار ويرتفع بارتفاعها ويهبط بهبوطها  لكي يعمل على زيادة الإيرادات الجمركية  والضرائبية  على القيمة المضافة وتسهم مجتمعة  بنسبة 70% من الإيرادات  الضريبية .

القمح المستورد لابد من  بيعه للمطاحن بأسعاره العالمية وتشجيع المواطنين على اللجوء إلى الأغذية المحلية كما يحدث في جميع دول القارة الأفريقية  “ذرة، يام، كسافا”.

نعتقد أن السلعة الوحيدة التي يجب  دعمها في هذه المرحلة  هي الدواء  عن طريق  تحديد سعر مناسب للدولار لشراء الأدوية.

تهدف هذه الإجراءات  الى زيادة إيرادات الدولة  بامتصاص  السيولة المفرطة وتمويل الموازنة التي تصل الى 600 مليار جنيه  بإيرادات  حقيقية حتى ينخفض معدل التضخم العالي  والذي وصل الى مستويات قياسية، وفي أسوأ الحالات لم يتجاوز 70%  في الأعوام الماضية.

والله الموفق

د. عادل عبد المنعم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى